وجدتها : التدمير الممنهج
تحت أنظارنا تستمر عملية تدمير المراكز البحثية مادياً وبشرياً، من تدمير مركز البحوث الزراعية وأكساد وإيكاردا، إلى ضياع الباحثين واستقطابهم من الدول الأخرى إلى خارج سورية في ظروف الأزمة، فهل هي المصادفة البحتة؟
ليست كذلك بالتأكيد، فمن الواضح أن كل الدول التي قامت في فترات ما بعد الحرب، اعتمدت على كوادرها وخاصة منها العلمية في التعافي، كما اعتمدت على مراكز الأبحاث التي تدافع عنها بأقصى ما يمكن، إننا ندفع وسندفع الثمن غالياً بسبب تدمير هذه المراكز وفقدان الخبرات، تلك التي تراكمت عبر عشرات السنوات، في مؤسسات كانت قد بدأت ترسي تقاليد علمية وبحثية جدية.
لا ننكر أننا كطائر الفينيق سنقوم، لكن كم من الوقت والجهد والبشر خسرنا، دعونا نحافظ على ما تبقى من مراكزنا البحثية وكوادرنا كحدقات العيون، فهم أملنا في مستقبل أفضل.
ربما من الضروري أن نبدأ في محاولة ترميم القوى وتخطيط كيفية استرجاع ما ضاع، في محاول للعودة أولاً إلى الوضع السابق والسير قدماً نحو تطوير يتلاءم مع ضرورات المرحلة القادمة.