رحيل فيكتور سوخودريف المترجم الشخصي لقادة الاتحاد السوفيتي السابق

رحيل فيكتور سوخودريف المترجم الشخصي لقادة الاتحاد السوفيتي السابق

توفي المترجم الروسي الأسطوري فيكتور سوخودريف، الذي عمل مترجماً من الروسية إلى الإنجليزية مع كل زعماء الاتحاد السوفيتي السابق بدء من نيكيتا خوروشوف وحتى ميخائيل غورباتشوف، وذلك عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاما.

وخلال مدة عمله التي زادت عن ثلاثة عقود، كان سوخودريف حاضراً دائماً في كل لقاءات القمة السوفيتية الأمريكية في حقبة الحرب الباردة، وهو من ترجم مقولة خوشوروف الشهيرة «سندفنكم» والتي أصبحت رمزاً للتنافس على القوة بين الدولتين العظميين.

وتوفي سوخودريف في موسكو الجمعة، ووصفه بيان للخارجية الروسية بأنه "دبلوماسي ومترجم بارز ومشارك رئيسي في أهم فعاليات العلاقات السوفيتية الأمريكية". وأضاف البيان إنه سيذكر دائماً "لعمق ويقظة ملاحظاته وروح الدعابة التي كان يتمتع بها ودفئه الإنساني".

وولد سوخودريف في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول من عام 1932 في لندن، وتعلم اللغة الإنجليزية خلال مرحلة صباه هناك، حيث كانت أمه تعمل في الملحقية التجارية السوفيتية في لندن. وكان أبوه ضابط استخبارات سوفيتي عمل في الولايات المتحدة.

وبعد تخرجه في المعهد العسكري للغات الأجنبية عام 1956، التحق سوخودريف بوزارة الخارجية الروسية، وترقى بشكل شبه فوري ليصبح المترجم الرسمي للزعيم خوروشوف.

وفي رسالة لمجلة (لايف) في عام 1959، وصف أحد القراء بعدما رأى المترجم الشاب سوخودريف ينقل حديث الزعيم السوفيتي خورشوف إلى الإنجليزية خلال زيارته للولايات المتحدة، وصفه بأنه يمتلك "أداء مبهرا وعقلا يقظا سريع البديهة".

واستمر سوخودريف سنوات طوال في عمله يترجم خلال لقاءات القادة السوفييت مع نحو ستة رؤساء أمريكيين متعاقبين.

وكان الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون معجبا للغاية بمهارات سوخودريف، ولذلك فقد استبعد حاجته إلى مترجم أمريكي خلال القمة التي عقدها مع نظيره السوفيتي ليونيد بريجينيف عام 1972، تاركا سوخودريف يترجم لكلا الرئيسين.

وفي مذكراته الشخصية، وصف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر سوخودريف بأنه "مترجم هادئ وممتاز".

وكان من بين آخر المهام التي قام بها سوخودريف حضوره المحادثات بين الزعيم السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف ونظيره الأمريكي رونالد ريغان، والتي أسفرت عن معاهدة تخفيض الأسلحة النووية متوسطة المدى وأدت إلى تدمير بعض الأسلحة النوية.

واختتم سوخودريف حياته المهنية بسلسلة من المناصب بوزارة الخارجية الروسية، تضمنت عمله في قسم العلاقات مع الولايات المتحدة وكندا، وكذلك في الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

 

المصدر: بي بي سي

آخر تعديل على الإثنين, 19 أيار 2014 22:28