العلماء يتوصلون إلى قياس سرعة دوران الثقوب السوداء البعيدة
يرى علماء الفلك أن الثقوب السوداء تتصف بصفتين هامتين فقط، هما الوزن وسرعة الدوران. وقد تعلموا قياس الصفة الأولى منذ وقت طويل. أما سرعة الدواران فكان قياسها يعتبر مهمة صعبة للغاية.
وظهرت في العقد الأخير إمكانية حساب سرعة الغازات قرب الثقوب السوداء التي تبعد عن شمسنا مسافة تقدر بما يزيد عن مليار عام ضوئي.
وكشف الباحث روبيس رايس من جامعة ميتشيغان الأمريكية وزملاؤه طريقة بسيطة مكنتهم من قياس سرعة دوران الثقوب السوداء في أية منطقة بالكون.
واستعان العلماء لذلك بمختبر الأشعة السينية (الرونجن) "تشاندرا" وتلسكوب الأشعة السينية " XMM-Newton " لدراسة ثقب أسود عملاق يبعد عنا مسافة 6 مليارات عام ضوئي. ويختفي الغاز الدائر حول هذا الثقب السود وراء الأفق مشكلا كوازارا ساطعا من طراز "RX J 1131".
وتمر الأشعة المنبعثة عنه عبر مجرة حلزونية ضخمة تؤثر جاذبيتها عليها كعدسة طبيعية مكبرة أو تلسكوب طبيعي يكبر شدة ضوئها.
وبفضل ذلك حصل العلماء على فرصة فريدة من نوعها لدراسة الأشعة السينية التي يولدها الثقب الأسود. وتنشأ تلك الأشعة نتيجة دوران كتلة من الغاز والغبار المحيط بالثقب الأسود.
واتضح أن الغاز يدور حول الثقب الأسود بسرعة تعادل نصف سرعة الضوء، الأمر الذي مكن العلماء من دراسة تطور هذا الجرم الفضائي. وفي حال تطور ثقب أسود بفضل اندماج مجرات واصطدام بعضها ببعض تزداد كتلته الغازية الدائرة حوله والتي تزوده بـ"طعام جديد" ما يزيد من سرعة دورانه. وإذا لم يحدث ذلك فإن تطور الثقب الأسود يتحقق على حساب امتصاص أجرام فضائية أخرى ما يتسبب بتخفيض سرعته مع مرور الوقت.
ويقول الخبراء إن هذه الطريقة يمكن أن تساعد على قياس سرعة دوران غيره من الثقوب السوداء البعيدة.
المصدر: فيستي. رو