مخاوف من تأثير أزمة التمويل الأمريكية على الأبحاث العلمية

مخاوف من تأثير أزمة التمويل الأمريكية على الأبحاث العلمية

يسارع العلماء الأمريكيون للحفاظ على برامج أبحاثهم الحيوية وسط أزمة التمويل الحكومية.

ومن بين المشاريع المعرضة للخطر هناك مشاريع رئيسية تشمل دراسة عن ذوبان الثلوج في ظل توقف برامج أنشطة ميدانية.


وإذا لم تنظم هذه البعثات الاستكشافية حسبما هو مقرر لها، فإن ذلك قد يعرض للخطر التحقيقات التي أسهمت في جمع بيانات على مدى عقود.


وتم أيضاً تعليق أبحاث طبية من بينها دراسات حول الأمراض التنكسية بعدما أرسل علماء يعملون في مؤسسات حكومية إلى منازلهم.
يشبه وضع "مؤسسة العلوم الوطنية" البريطانية العديد من المؤسسات الأمريكية التي تحظى بتمويل حكومي، حيث أغلقت المؤسسة بابها الأمامي ولا يوجد أحد يرد على الاتصالات أو رسائل البريد الإلكتروني. وتعطلت مواقع إلكترونية لمؤسسات تمارس نفس أنشطة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".


ومصدر القلق الرئيسي للعلماء هو أن المشاريع المستمرة منذ فترة طويلة وترصد عمليات التغيير يمكن أن تتضرر بسبب التوقف المفاجئ في تدفق البيانات.
وقال أحد الأساتذة الجامعيين في مجال الجيولوجيا "لكن هناك هذا الشعور الطاغي من الفوضى والإحباط، والعجز عن الحصول على معلومات واضحة بشأن ما يحدث لأن معهد العلوم الوطني توقفت أعماله بجانب وكالات حكومية أخرى".


ونظرا لأن العديد من مشاريع الأبحاث الكبرى تدار الآن دوليا، فإن تأثير إغلاق الدوائر الحكومية الأمريكية سيطال أيضاً العلماء خارج الولايات المتحدة.
في حين حذر الأستاذ جين فرانسيس مدير هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي في بيان من أن "الفقدان المحتمل للبيانات التي سيجمعها العلماء الأمريكيون والتي يجري مشاركتها مع فرق أبحاث أخرى سيكون له تأثير على الأبحاث العلمية التي نجريها".


ومن المقرر أن يضم مشروع أمريكي يعرف باسم "رايس" يجري دراسة حول أحد حواف الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية علماء من الصين ونيوزيلندا والدنمارك، وباحث من بريطانيا، وأصبح مصير هذا المشروع يلفه الغموض في الوقت الحالي.
وهناك مجالات أبحاث أخرى معرضة للخطر أيضاً، وهناك علماء بريطانيون من بين من أثاروا المخاوف حول هذه الأبحاث.


وقال الأستاذ جون هاردي من جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن إن "أعمالا مهمة تتعلق بأمراض الزهايمر (الخرف) باركنسونس (الشلل الرعاش) تم تعليقها في حين يضطر العلماء المجتهدون للبقاء في منازلهم دون حتى أن يسمح لهم بالإطلاع على بريدهم الإلكتروني. ومن الصعب أن تعرف إلى أي مدى يتحمل هذا المسؤولية المالية".


لا تزال تعمل الأقمار الصناعية الأمريكية بصورة معتادة ونشاط جمع البيانات، لكن علماء ناسا من بين أولئك الذين لم يقدم لهم تمويل للسفر إلى مؤتمرات دولية، وهو جزء أساسي من عملية التبادل العلمي.


وقال أحد علماء البازرين في وكالة الفضاء الأمريكية في تصريح من منزله إن الإغلاق "محبط بشدة ويضر بشدة المعنويات، إنه من غير القانوني لنا بأن نعمل".
وبدلاً من إدارة مشروع بحثي، فإن هذا العالم يشغل نفسه في تنسيق حديقته. وقال "بحيرة سمك الكوي لم تظهر بشكل أفضل في أي وقت مضى".

 


المصدر: بي بي سي