سيكولوجيا الخداع

سيكولوجيا الخداع

كيف يمكن إقناعك بأكثر الطرق ديمقراطية أنك تعيش في الجنة؟ ولا بأس من قتل بعض الرعاع في سبيل رفاهيتك، هل من سبيل إلى ذلك؟ ما هو الجواب؟

إنها القائمة التي أعدّها نعوم تشومسكي، واختزل فيها الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب، عبر وسائل الإعلام، المتمثلة في عشر استراتيجيّات أساسيّة.


ومنها إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة، أي العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. «يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من الطّبقات السّفلى» (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).


وكذلك معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم، فخلال الخمسين سنة الماضية، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل «النّظام» إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا «النّظام» قادراً على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم. ويندرج في هذا الإطار مشروعا الدماغ الأوروبي والأمريكي اللذين تصرف عليهما مليارات اليوروهات والدولارات.