اللون الأحمر والتفاعل مع الجسد

اللون الأحمر والتفاعل مع الجسد

إنه اللون الأحمر. عندما تلحظه عين السائق تضرب رجله بسرعة البرق على فرامل السيارة للتوقّف، كأنما أمر مبرم صدر ولا مفر من الانصياع له فوراً. من لا يرتجف عندما تضيء «لمبة» البنزين أو الزيت في سيارته، باللون الأحمر؟ من لا يحب الورود الحمر؟

هل يفوق أثر اللون الأحمر أثر غيره من الألوان؟ لماذا؟ أسئلة بحثها بعض العلماء. عندما يعرف المرء إجاباتهم، يعرف لماذا يأتي كثير من السيارات الفاخرة بلون أحمر، وفق ما يعتقده كثيرون.

أشارت مجموعة من الدراسات إلى أنّ اللون الأحمر من الألوان المفضلة عند الناس، بمن فيهم لاعبو الفرق الرياضة ومقتنو السيارات. وتمتلك ظاهرة حب الأحمر والتعلّق به تاريخاً قديماً. ويحل ضيفاً على ثمانين في المئة من رايات وأعلام الدول كرسالة ترهيب وتحذير تذكّر بالدم، مع مصاحبة ألوان توحي بالسلام كالأخضر أو الأبيض.
في ذلك الصدد، يعتقد خبير الأصوات الألماني هوغو فاستيل من «جامعة ميونيخ للتقنية» أن الأمر يزيد على كونه مجرد لون، إذ توجد مصادر أخرى تؤثر في انطباعاتنا البصريّة عن السرعة.

ويعرب فاستيل عن قناعته بوجود انطباع سائد بأن السيارات أو القطارات ذات اللون الأحمر هي الأسرع، لدرجة أن مشاهدة قطار ذي لون أبيض توحي للكثيرين بأنه بطيء، خصوصاً عندما يمر في الريف.

ويعتقد العلماء بأن مشاهدتنا للألوان تُمثّل تجربة متعدّدة الجوانب. وفي أحد الاختبارات التي أجرتها «جامعة ميونيخ»، عُرضت على أشخاص صور لقطارات مختلفة الألوان، لكنها تتساوى في قوّة الصوت. وفي المقابل، شعر الأشخاص موضع الاختبار بتبدّل في قوّة الصوت كلما تغيّرت الألوان، بمعنى أن اللون أثّر في الانطباع الذي ولّده الصوت عن سرعة القطار.