الأخبار الكاذبة: ما هو الدرس المستفاد؟
الأرجح أنها لم تكن مصادفة أن استجواب مارك زوكربرغ أمام الكونغرس، شمل نقاشاً واسعاً عن كون التدخل الإلكتروني في انتخابات دول كثيرة، شمل التلاعب بالـ«سوشال ميديا»، «لم تستطع» تقنيات ذكية متنوعة في موقع «فايسبوك» التصدي له. والأرجح أن ذلك «الفشل» المعلن الذي لم يملك زوكربرغ سوى الإقرار به، يعطي مؤشراً آخر على قصور الذكاء الاصطناعي حاضراً، حيال النصوص المكتوبة، بل اللغة عموماً.
في ذلك السياق، حمل مقال ظهر في مجلة التكنولوجيا التي يصدرها «معهد ماساشوستس للتقنية» بقلم مدير تحريرها ويل نايت، وهو مختص في متابعة شؤون الأتمتة والروبوت والذكاء الاصطناعي، عنواناً نقدياً ملفتاً «ثلاث مشكلات يواجهها فايسبوك في خطته لقتل خطاب الكراهية عبر الذكاء الاصطناعي».
وشدد على أن اللغة ما زالت العائق الأكبر أمام الذكاء الاصطناعي الذي يسهل عليه التعرف إلى كلمات وعبارات بعينها، أو يصنف مشاعر أو أحاسيس محددة تظهر في النصوص، لكنه يعجز عن التعرُّف إلى المعاني المقصودة في النصوص وسياقاتها وتراكبيها وطرقها التعبيرية وغيرها.
وحتى اللحظة، يظل الذكاء البشري الذي ابتكر «رديفه» الاصطناعي، صاحب اليد العليا في التعرف إلى خطاب الكراهية، ونصوص التشدد والتطرف، إضافة إلى تفرده في القدرة على تحسس التحريض واستيعاب معاني العنف، وهي تستعصي على الآلات التي يحاول البشر أن يطوروا ذكاءها!