هل تتكاثر الفيروسات خارجنا؟

هل تتكاثر الفيروسات خارجنا؟

الفيروسات هي عبارة عن أجسام مجهرية صغيرة للغاية لا تملك القدرة على التكاثر أبداً خارج الكائنات الحية، بل هي في أمس الحاجة إلى خلايا هذه الكائنات كي تحصل على الطاقة والمواد العضوية التي تحتاجها من أجل عملية التكاثر وإنتاج فيروسات جديدة، يمكنها أن تنتشر لتهاجم خلايا أخرى. وفي بعض الأحيان قد تظل الفيروسات نائمة في قلب الخلايا لفترة معينة قد تستغرق أسابيع أو أشهراً، من دون أن تتكاثر، إلى أن تحين الفرصة، فتبدأ عندها في استنساخ نفسها لإنتاج جحافل جديدة من الفيروسات.

ويتألف الفيروس من جسم مركزي هو عبارة عن خيط واحد من الحامض النووي يلفه من الخارج غشاء بروتيني. والحامض النووي، هو الجزء المعدي من الفيروس، أما الغشاء البروتيني المحيط بالحامض النووي، فليس له دور واضح، ولم يتوصل العلماء بعد إلى اكتشاف الوظيفة الفعلية التي يقوم بها، لكنهم يعتقدون بأن مهمته تنحصر في حماية الحامض النووي أثناء تكاثره داخل الخلايا الحية.

وإذا كانت الفيروسات لا تعيش ولا تتكاثر خارج الكائن الحي، إلا أن باحثين تمكنوا من التغلب على هذه المشكلة صناعياً في المختبرات، إذ استطاعوا تأمين الأجواء المناسبة لتكاثرها ونموها، وكان الغرض من ذلك، هو دراسة الفيروسات لتأمين العلاجات واللقاحات المضادة لها لحماية الإنسان من شرورها.

ولا تصيب الفيروسات الإنسان فقط، بل هناك فيروسات تصيب الحيوان وأخرى تصيب النبات. كما هناك فيروسات تهاجم أنسجة معينة دون أخرى، ففيروس التهاب الكبد مثلاً، يهاجم خلايا الكبد فقط، وفيروس شلل الأطفال يطاول الجهاز العصبي فقط.

وتتميز الفيروسات بقدرتها على التحور الذي يعد من أهم الأخطار التي تهدد البشرية، لأنها بذلك تنتج سلالات جديدة مقاومة تجبر العلماء على ابتكار أمصال جديدة لمواجهتها، وهذا ما يحصل بالضبط مع اللقاح المضاد للأنفلونزا.