لعنة ذهب الإنكا المفقود
بيل ييتس بيل ييتس

لعنة ذهب الإنكا المفقود

كتب بيل ييتس مقالاً في موقع «Ancient History Encyclopedia» يتحدث فيه عن لعنة ذهب الإنكا المفقود. ويبدأ المقال بالحديث عن فرانسيسكو بيزارو، الذي قاد القوات الإسبانيّة الغازية لإمبراطورية الإنكا في البيرو. حيث دخل مع قواته الاستعماريّة البالغ عددهم 160 جندياً مدرباً ومسلحاً بالبنادق والمدافع في تشرين الثاني 1532 إلى مدينة كاخاماركا التابعة لإمبراطورية الإنكا.

تعريب وإعداد: عروة درويش

قاد بيزارو قبل ذلك حملتين فاشلتين إلى الساحل الغربي لأمريكا الجنوبيّة، حيث هزمه المحاربون المحليون والظروف القاسية. لكنّ الحظّ حالف بيزارو عندما دخل مدينة تومبز، حيث رحّب سكان القرية بالمستعمرين وسمحوا لهم بالاستراحة وداووا جراحهم. عاد بعدها بيزارو إلى إسبانيا محملاً ببعض الذهب والفضّة ومعلومات عن وجود المعدن الثمين في كلّ مكان، ليقنع الملك الإسباني تشارلز ليس بتمويل حملة ثالثة وحسب، بل أيضاً بتعيينه حاكماً على جميع الجزر التي غزاها.

عندما عاد بيزارو وجد تومبز الجميلة محطمة نتيجة الحرب الأهلية الدائرة بين الإنكا. ولكنّ الوقت كان ممتازاً له، فبعد أن هزم أتاوالبا من إمبراطورية الإنكا شقيقه واسكار، أعلن نفسه ملك الإنكا الأوحد. «ورغم أنّ أتاوالبا وجيشه البالغ ثمانين ألف رجل لم يشعر بالقلق لسماعه بوصول الإسبان الـ 160 إلى سواحله، فقد بعث بعضاً من النبلاء لديه للقائهم من باب الحيطة والحذر».

وبعد أن قضى النبلاء يومان مع الإسبان، أرسلوا تقريرهم إلى أتاوالبا الذي أرسل بدوره لإبلاغ القائد الإسباني برغبته بلقائه في مدينة كاخاماركا. ووافق بيزارو على اللقاء وسارع إلى المدينة لينصب فخّاً للملك. «فحين وصول الملك محمولاً على ناقلته ويحيط به النبلاء الثمانون وستّة آلاف جندي، دوّى صوت المدافع بأمر بيزارو لتطلق نيرانها بدقة رهيبة من حيث ثُبتت»، وقام الفرسان والمشاة المختبئون في أماكن استراتيجية بفتح نارهم ليكملوا عمل نيران المدافع. فمات من مات من الإنكا وهرب من هرب، وألقى بيزارو القبض على الملك أتاوالبا.

واتفق بيزارو مع أتاولبا على أنّه سيخلي سبيله إن قام شعبه خلال شهرين بجمع ذهب يكفي لملء «غرفة طولها 24 قدم وعرضها 18 قدم وارتفاعها 8 أقدام، وضعف هذه الكمية من الفضّة». لكن بيزارو خشي أثناء انتظار الذهب أن يعيد جيش الإنكا الهائل تشكيل نفسه ويهاجمه ويقتله ليحرر أتاوالبا. فقام في 29 آب 1533 بمحاكمة أتاوالبا وأصدر حكمه بحرقه على وتد. لكنّ أتاوالبا طلب من بيزارو أن يعتنق المسيحيّة لعلمه بأنّ دين الإسبان يمنعهم من إحراق مسيحي، فكان محقّاً بذلك. وعليه فقد تجنّب الحرق، ومات خنقاً عوضاً عن ذلك.

بعد أن سمع جنرال الإنكا روميناوي بأمر الخيانة التي حصلت، قام بإخفاء «750 طن من الذهب الذي كان يهمّ بإحضاره لافتداء الملك، في كهف في جبال يانغانتيس». ورغم إلقاء القبض على روميناوي بعد فترة قصيرة وتعذيبه، لم يكشف عن مكان الكنز.

  • الذهب المفقود:

بقي الذهب مفقوداً سنيناً عديدة، حتّى تزوّج رجل إسباني يدعى فالفيرده ديروتيرو من ابنة كاهن القرية. كان الكاهن قد وجد الذهب قبل فترة، ولعلمه بشهوانيّة الإسبان للذهب، دلّ صهره على موقعه. «كتب دوريترو، الذي أصبح رجلاً ثرياً بعد عودته إلى إسبانيا، بينما كان على فراش الموت، رسالة من ثلاثة صفحات إلى الملك يدلّه فيها على مكان الكنز. وعرفت هذه الرسالة فيما بعد باسم دليل فالفيرده».

أرسل الملك راهباً يدعى الأب لونغو كي يحقق في أمر الذهب المخفي. وبعد ذهابه في رحلته «أرسل لونغو رسالة شفوية عن إيجاده للذهب، لكنّه وحين عودته اختفى بشكل غامض في الجبال». وبعد حوالي مائة عام من اختفاء لونغو، رسم أحد حفاري الذهب، ويدعى أتاناسيو غوزمان، خريطة قال بأنّها تقود إلى الكنز. «ولكنّه واجه ذات مصير لونغو قبل أن يثبت دعواه، واختفى في الجبال».

«لم يعرف بعد ذلك أيّ شيء عن الكنز حتّى عام 1860، عندما ادعى النقيب بارث بليك والملازم جورج إيدوين بأنّهما حلّا الأحجية ووجدا الكنز». رسم بليك خريطة للمنطقة وأرسل برقيّة إلى وطنه كتب فيها: «يستحيل عليّ وصف الثروة الموجود في ذلك الكهف المشار له في خريطتي، والذي لم أتمكن من حمله لوحدي، والذي لن يستطيع ذلك آلاف الرجال أيضاً... هناك آلاف قطع الذهب والفضّة... تماثيل لا يمكن تخيلها مسبوكة من الذهب والفضّة هي بحجم إنسان، لطيور وحيوانات وذرة وأزهار فضيّة وذهبيّة. قدور مليئة بجواهر مذهلة. جرار ذهبيّة مليئة بالزمرّد. بأي حال، «لم يستمتع الرجلان بغنيمتهما، حيث اختفى شابمان في الجبال. وسقط بليك من على ظهر السفينة، وهو ضابط في البحريّة، أثناء نقله لبعض الذهب من أجل بيعه».

«ويصعب تبيّن إن كانت القصّة حقيقيّة أم لا». لكنّ ديروتيرو ذكر في رسالته إلى الملك ما يسمّى «بالبحيرة السوداء. وفي الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأت عمليّة منجم الذهب في يانكوشا أو البحيرة السوداء». وقد أنتج هذا المنجم حتّى اليوم ذهباً بقيمة أكبر من 7 مليارات دولار (هذا المنجم مملوك لشركة نيومونت الأمريكيّة 51% والشركة البيروفية الخاصة التابعة 44% ومجموعة تمويل البنك الدولي 5% - المترجم).