أيمكنك صنع دوائك بنفسك؟
يحاول مايكل لاوفر أن يساهم في هدم واحدة من دعائم الرأسماليّة العالمية عبر تعليم الفقراء أن يصنعوا دوائهم بأنفسهم، دونما اهتمام لبراءات الاختراع المملوكة للشركات الدوائية.
تعريب: هاجر تمام
لقد أصبح اسم لاوفر شهيراً في حركة «هاكر البيولوجيا Biohacker» منذ نشر العام الماضي تصميم صنع دواء بديل لمنتج إيبيبن باهظ الثمن، بتكلفة 35 دولار.
ليس هنالك أيّة معلومات تؤكّد أو تناقض استخدام أيّ أحدٍ لوصفة لاوفر، لكنّها تبدو وقد رفعت من اسمه وهو الذي يحاول إطلاق حملة «اصنع بنفسك» لمهاجمة شركات الأدوية الكبيرة باهظة الأثمان.
كما أنّه نشر كيفيّة صناعة عدّة أدوية، من بينها نسخة عن مضاد التهاب الكبد سي (سوفالدي Sovaldi)، في مطبخهم.
يقول لاوفر مدافعاً عن عمله: «أن تنكر حقّ أحدهم بالوصول إلى الدواء لإنقاذ حياته هو جريمة، وفعل السرقة (سرقة الحقوق الفكرية) من أجل منع وقوع جرمية هو أمر مقبول أخلاقياً».
تجاهلت مجموعة (PhRMA) التجاريّة لاوفر ورفضت التعليق على أعماله. مشرعو إدارة الأدوية والأغذية لم يزعجوه أيضاً. لكنّ رسالته بدأت بالانتشار تبعاً لازدياد أثمان الأدوية بشكل خارج عن السيطرة، فحتّى الذين يقولون عن عمله بأنّه غير مسؤول، يعترفون بأنّ حجاجه صحيح.
يقول الدكتور فيناي براساد، البروفسور في جامعة أوريغون للصحّة والعلوم: «تحتاج الأوقات الحرجة إلى إجراءات حرجة». يعتبر براساد بأنّ هذا العمل طائش بالنسبة للمرضى بأن يصنعوا أدويتهم بأيديهم، ولكنّه يرى بأنّ صعود لاوفر وأمثاله هو أمر حتمي: «لديك الآن عارض آخر للمرض، والمرض الآن هو أسعار الأدوية».
يخطط مايكل الآن لنشر طريقة إنشاء مختبر صيدلاني مصغّر، وهو مفاعل كيميائي متعدد المهام، مبنيّ من مواد يتم شرائها عبر الإنترنت بما لا يتجاوز 100 دولار. كما أنّه يخطط لنشر وصفات صناعة عدّة أدوية باستخدام هذا المختبر.
لقد صرّح بأنّ جمع هذه الأشياء: «لن يكون أصعب من جمع أثاث إيكيا».
وقد نشر لاوفر وصفة لطبخ مثيل من (سوفالدي Sovldi)، وهو منتج شركة غيلاد لعلاج التهاب الكبد سي الذي يفوق ثمنه 84 ألف دولار، وذلك بقيمة ثمانمائة دولار أو أقل. رفضت شركة غيلاد التعليق على الأمر.
يعمل مع لاوفر عدد من الخبراء التقنيين، مثل الأطباء الذي ساعدوه على سرقة وصفات تصنيع الأدوية. ويبدو لاوفر إمّا غير راغب أو غير قادر على التعريف بزملائه. يقول بأنّ معظم الذين يعملون معه لم يقابلوا بعضهم ولا يعرفون بعضهم، سبب ذلك بحسبه: «من أجل سلامتنا وسلامتهم».
ينطوي صنع بعض العقاقير على مخاطر مميتة: الالتهاب أو الجرعة الزائدة أو الجرعة القليلة.
تقول باتريشيا زيتلر من جامعة ولاية جورجيا، والمديرة السابقة لإدارة الأغذية والدواء: «ليس هنالك منتج، ولا تنظم إدارة الأغذية والدواء ما يقوله الناس عن الدواء».
يقول لاوفر ردّاً على من يتهمه بعدم المسؤولية الأخلاقية عن الضرر الممكن حدوثه للذين يصنعون الدواء بشكل خاطئ: «أشعر بالمسؤوليّة الأخلاقية عن عدم قدرة شخص على الحصول على العلاج... وسأشعر بالمسؤولية الأخلاقية عن فعلي السلبي إن تركت الناس يموتون بسبب ذلك دون أن أشاركهم معرفتي بمجالات الدواء.