ماذا لو ألقينا ملايين الديدان فوق البلاستيك؟
قدرة اليرقات على تفكيك الشمع أثناء حميتها – شمع العسل – هي التي سمحت لها بتفكيك البلاستيك
ماثيو سيداكا ماثيو سيداكا

ماذا لو ألقينا ملايين الديدان فوق البلاستيك؟

ينتج البشر أكثر من 300 مليون طن متري من البلاستيك كل عام. وينتهي الأمر بحوالي نصف تلك الكميّة في مدافن القمامة، وتصل قرابة 12 مليون طن متري إلى المحيطات فتلوثها. لا توجد حتّى الآن طريقة مستدامة للتخلص منه، ولكن تشير دراسة جديدة إلى أنّ الجواب قد يكمن في بطون بعض الديدان الجائعة.

تعريب: عروة درويش

وجد الباحثون في إسبانيا وإنكلترا مؤخراً بأنّه يمكن ليرقات عثّ الشمع الكبرى أن تحلل بكفاءة البولي-إيثلين الذي يشكّل 40% من البلاستيك. ترك الفريق 100 من الديدان الشمعية على حقيبة تسوّق من البولي-إيثلين تجاريّة لمدّة 12 ساعة، فاستهلكت الديدان حوالي 92 ملليغرام، أو ما يقرب من 3% منه. وللتأكد من أن مضغ اليرقات وحده هو المسؤول عن انهيار البولي-إيثلين، قام الباحثون بتجهيز بعض المعجون وأضافوه إلى أفلام البلاستيكية. بعد مرور 14 ساعة فقدت الأفلام 13% من كتلتها المفترضة عبر إنزيمات من معدة الديدان قامت بتفكيكها.
وجد الفريق أيضاً عند فحص الأفلام البلاستيكية المتآكلة آثار غلايكول-إثيلين، وهو أحد منتجات تفكك البولي-إيثلين، مما يشير إلى حدوث تحلل بيولوجي حقيقي. وقد نشرت نتائجها في وقت سابق من هذا العام.
تقول فيديريكا بيرتوشيني، وهي عالمة أحياء في معهد الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية في كانتابريا في إسبانيا ومشاركة في الدراسة، بأنّ قدرة اليرقات على تفكيك الشمع أثناء حميتها – شمع العسل – هي التي سمحت لها بتفكيك البلاستيك. شرحت الأمر: "الشمع هو خليط معقد من الجزيئات، لكن الرابط الأساسي لها هو البولي-إيثلين. وهناك أيضاً الرابطة الكربونية-الكربونية. لقد طوّرت دودة الشمع آلية لكسر هذه الرابطة".
تقول جينيفر ديبروين، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة تينيسي والتي لم تشارك في الدراسة، بأنّه ليس من المستغرب أنّ كائن حي قد طوّر القدرة على تحليل البولي-إيثلين. لكنّها أضافت بأنّها تجد سرعة التحلل البيولوجي، بالمقارنة مع الدراسات السابقة، أمراً مثيراً. تقول ديبروين بأنّ الخطوة التالية ستخصص لتحديد سبب التفكك: هل هو إنزيم تنتجه الدودة نفسها؟ أم أنّه نجم عن طريق ميكروبات الأمعاء؟ توافق بيرتوشيني على ذلك، وتأمل أن تساعد النتائج التي توصلت إليها مع فريقها على تسخير إنزيم التفكيك من أجل تحليل البلاستيك الموجود في مكبّات القمامة، وتلك المنتشرة في جميع أنحاء المحيط. لكنّها تؤكّد أنّ إنتاج المادة الكيميائية ليس ببساطة: «إلقاء ملايين الديدان فوق المواد البلاستيكية».