عدسة فنان توثق جرائم الشركات الكبرى
يتجول المستهلكون في الشوارع مع أحدث وأسرع وأذكى، الأجهزة في جيوبهم، ولكن ماذا يحدث عندما تنتهى "موضة" هذه الأجهزة الجديدة اللامعة. ينتهي بهم الحال في أغلب الأحيان في مقالب "النفايات الإلكترونية" في بلدان العالم الثالث، "لاهور" باكستان، "أجبوجبلوشي" غانا، "سيلامبور" نيودلهى الهند..الخ.
قام المصور الإيطالي فالنتينو بليني بتوثيق أكبر مراكز النفايات الإلكترونية في العالم في سلسلة أطلق عليها اسم The Bit Rot Project وفتحت كاميرته عيون العالم وكشفت مصير الاجهزة الإلكترونية بعد استخدامها والتخلص منها.
حسب تقرير للأمم المتحدة، أنتج العالم أكثر من 40 مليون طن من السلع الإلكترونية المهملة، أو النفايات الإلكترونية في عام 2014، حيث يقوم عمال شباب بفرز النفايات المتواجدة في مدافن القمامة ليصار إلى إعادة تدويرها والتخلص منها.
ورغم أن بعض البلدان، تشترط تشريعات خاصة على الشركات الكبرى لتقوم بجمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها والتصرف فيها بطريقة لا تؤثر على البيئة، ولكن هذه العمليات لا تنفذ في كثير من الأحيان لأنها غالباً ما تكون مكلفة، ولذلك تختار العديد من الشركات تصدير نفاياتها الإلكترونية إلى البلدان النامية ذات القوانين الأقل صرامة المتعلقة بإزالة النفايات، لتتلوث الأرض بالمواد السامة مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ ومثبطات اللهب.
في غانا توضع أكوام من النفايات الإلكترونية على النار أو إغراقها مع المذيبات الكيميائية من أجل حرق المطاط والبلاستيك حتى يمكن للعمال حصاد المواد القيمة في الداخل، بينما يتم تكسير التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر بالصخور للحصول على النحاس، كل هذا من أجل أن يكسب الشباب قرابة 50,2 دولار في اليوم أجوراً لفرز القمامة بأيديهم العارية. بينما تحولت الأراضي الرطبة السابقة إلى مقبرة سامة للإلكترونيات السامة.
الظروف المعيشية في مراكز النفايات الإلكترونية خطيرة، فالعمال في أجبوجبلوشى بغانا، يصنعون الملاجئ من الخردة والنفايات داخل مدافن القمامة. ويموت العديد من العمال بالسرطان وغيره من الأمراض بحلول الوقت عند بلوغهم سن الـ 20 سنة، بسبب تنفس الأبخرة السامة يوماً بعد يوم.
أما في جويو بالصين، يعمل نحو 80 ألف من أصل 130 ألف من السكان في مقالب النفايات، وفقاً لتقديرات الحكومة المحلية لعام 2012، كما تسبب التلوث المعدني في تسمم الهواء والماء، وكثير من السكان المحليين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي والعصبي والجهاز التنفسي، والعظام.
وتتفاوت مراكز النفايات الإلكترونية من حيث الحجم وحجم القوى العاملة لديها، إلا أن هناك شركة في تشينجيوان بالصين متخصصة في استخراج المعادن من النفايات الإلكترونية لأكثر من 10 أعوام.
وفي المنطقة نفسها، تركز عملية تديرها الأسرة على تجريد أنظمة التبريد وكابلات الكهرباء، يحصل العمال على رواتبهم بناء على وزن المواد المعاد تدويرها التي يعالجونها في اليوم واحد.
يقوم العامل في سيلامبور، نيودلهى بالهند، بغلي المحولات في وعاء معدني بمنزله، في بعض الأحيان يتم تنفيذ العمل في الفناء.
يجرم المصور الإيطالي الشركات الكبرى بعد أن التقط بعدسته مشاهد مرعبة عن النفايات الإلكترونية ويؤكد أن معظم شركات تكنولوجيا الكبرى جناة في أزمة النفايات الإلكترونية في العالم.