الاحتفال بالعلم و التنديد بـ"اعتداء السياسيين"..!
تظاهر آلاف العلماء من الولايات المتحدة وخارجها تنديداً بـ"اعتداء السياسيين" على العلم والبراهين والحقائق العلمية، وناقشوا التغير المناخي ونوعية المياه واستدامة الغذاء، وطالبوا بإعادة الهيبة للمعارف.
ورغم وجود عدد كبير من العقاقير والمركبات الطبية المستخدمة لكن تبدي بعض مسببات الأمراض من فيروسات وبكتيريا مقاومة تجاه تلك المركبات.
وأشار الباحثون والعلماء أن الأبحاث التي قاموا بها مؤخراً على 24 نوعاً من الفطريات بينت أن معظمها قادرة على إنتاج مواد نشطة بيولوجياً، ومواد يمكن استخدامها كمضادات حيوية. وهذه المواد هي نفسها المواد التي تستخدمها الفطريات لحماية نفسها من مسببات الأمراض في الطبيعة.
يذكر أن أول مضادات حيوية تم الحصول عليها من الفطريات هي البنسلينات، حيث اعتبرت تلك المركبات المضادة للبكتيريا حينها ثورة في عالم الطب، وأول من انتبه لتأثير البنيسيلين المضاد للبكتيريا كان العالم الاسكوتلندي، ألكسندر فيلمنغ، العام 1928، و بعد عشر سنوات تم عزل جزيء البينيسيلين وتركيزه ودراسته على يد الباحثين، إرنست تشين، وهوارد فلوري، وتقاسم الباحثون الثلاثة سنة 1945 جائزتي نوبل للطب والفيزيولوجيا عن إنجازاتهم في ذلك المجال.
وفي مقال نشرته مجلة Nature Microbiology قال الخبراء من جامعة تشالمرز السويدية: "الجميع يعلم عن أهمية اكتشاف البنسلين، والأثر الذي تركه هذا الاكتشاف في عالم الطب، وتعود أهمية هذا الاكتشاف كون المصدر الذي استخرج منه الدواء، مصدر طبيعي، وهو الفطريات.. لقد بينت أبحاثنا الأخيرة أن 9 أنواع من فطر البنلسيليوم لديها خواص ومكونات لم تكن معروفة من قبل، تلك المكونات يمكن استخدامها لاستخراج مضادات حيوية ومواد مضادة للسرطانات".
وشارك آلاف العلماء والأشخاص في مسيرات بالولايات المتحدة وخارجها بالتزامن مع (يوم الأرض) وصفها منظموها بأنها "احتفال" بالعلم في مواجهة التجاهل المتزايد للمعارف القائمة على الأدلة والبراهين.
وأكد المنظمون إن التظاهرة بمثابة احتفال بالعلم ودعوة لدعم الأوساط العلمية وحمايتها. ونظمت التظاهرة الرئيسية في العاصمة الأمريكية، واشنطن.
ويخصص يوم الأرض الذي أقرفي 22 نيسان من كل عام ، للنشاطات البيئية ومشاكل البيئة التي تُعاني الكرة الأرضية ، بهدف معالجة أسباب ونتائج تلك المشاكل، وتحتفل به سنوياً أكثر من 175 دولة وبعض البلاد تحتفل تسميه أسبوع الأرض وتحتفل به على مدار أسبوع كامل.
وشهدت المسيرات إلقاء كلمات لباحثين وخبراء في مجال البيئة فضلاً عن عروض موسيقية في متنزه (ناشونال مول) بواشنطن. كما شهدت مئات المدن والبلدات من بوسطن إلى سيدني بأستراليا مسيرات واحتفالات حيث حمل المشاركون لافتات مثل "لا يوجد كوكب بديل" و"فلنجعل العلم عظيما مرة أخرى"
وفي تظاهرة واشنطن حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "العلم يخص الجميع" و"العلم، وليس الصمت"، وقال جوناثان فولي، المدير التنفيذي لأكاديمية كاليفورنيا للعلوم، إن البحث أصبح محل اتهامات بدرجة تجاوزت العقل، مضيفا أن الهجوم عليه من السياسيين "ارتقى إلى درجة القمع".
وتابع: "إنهم يستهدفون على نحو خاص العلم الذي يحمي صحتنا وسلامتنا وبيئتنا، العلم الذي يحمي أكثر الضعفاء بيينا". وأكد أيضاً: "سوف يعاني البعض، وربما يموت آخرون".