أين تسقط الأضواء؟

أين تسقط الأضواء؟

في جو من العمل العلمي الدؤوب، يعتقد المرء أنه يمكن أن يكون في حل من أخلاقيات الفساد المستشرية في كل مكان، ويبدأ ينسج أحلاماً تزينها أخلاقيات العلم بكل مغرياتها، تلك التي تشبه أحلامنا جميعاً فالعالم لا يمكن أن يغش أو يحرف نتائج أبحاثه، لأن قيمة أي بحث هي في مصداقيته العلمية، وهو بالتأكيد سيخضع إلى تقييم علمي دقيق كما تجري العادة في كل الدوريات العلمية، التي تنشر أبحاثاً محكمة.

ولا يعقل أن يتسلق العالم على جهود زملائه ومعاونيه ومن يشتركون معه في العمل العلمي، فجهود الجميع هي موضع تقدير، وذلك لكلٍّ حسب جهده ومساهمته.


ولا أن تغلق الأبواب في وجه من يريد أن يقدم أعمالاً علمية بحثية ضمن المعايير المعتمدة عالمياً، من حيث مستوى البحث وطرق العمل والنتائج المتوقعة منه، فللجميع فرص متكافئة، في تقديم مساهمة جدية وفعالة للمعرفة والتطبيق.


لكن التقييمات في معظم المؤسسات العلمية وكما أسلفنا، لم تخرج حتى الآن عن منظومة الفساد التي تنخر جسد الدولة ككل، فما زالت الرشوات –مهما اختلفت أشكالها وقياساتها- معياراً أساسياً في تقييم وترقية الباحثين، ومازالت الفرص تعطى لمن هم مقربون من الإدارات  أو ممن يمونون على هذه الإدارات، وتحجب الفرص عن الباحثين الذين ما زالوا يعتقدون بوجود أخلاقيات العلماء في هذا الوسط الذي يفترض به أن يكون أرقاها.