من بدأ التصوير؟
كانت الطبيعة السباقة الأولى في إيجاد «التصويرغرافي»، ففي ايطاليا عثر المنقبون في بعض الحفريات التي أجريت سنة 1963 في مدينة «بومباي» في إحدى الغرف على صورة سلبية «غرافية»، وعبر نتيجة التحاليل والبحوث التي أجراها «الدكتور بارتوني» في أكاديمية الأثار «بنابولي». وجد احتمالين،
الأرجح أنه ناتج عن ثوران بركان «فيزوف» الذي طمر المدينة ، وكان على جدران الغرفة ثقب ، فمن خلاله و نتيجة الضوء الآتي من الثقب طبعت الصورة على جدار الحائط المقابل له ، ومن تحليل هذا الحجر ، وجد أن فيه شيئا من الفضة التي تتأثر بالضوء ، و يتضح من ذلك أن أول صورة «فتوغرافية» في التاريخ لم تكن من عمل المصور «نيبس» سنة 1833 ، انما هي من عمل الطبيعة سنة 79 ميلادية .
لكن الإنسان كان يطمح إلى أكثر من تسجيل الحركة ، بدليل أنه يوجد في عصر ما قبل التاريخ صورة الثور المرسومة على جدران مغارة «التاميرا» وله عدة أرجل ، تبين مراحل الحركة، وأول من فكر في سر تسجيل الحركة كان الفيلسوف «أرسطو» 322 – 384 ق. م . إذ طرح نظرية مفادها (أن شبكة العين تحتفظ بالصورة لمدة تتراوح ما بين 1\10 الى 1\20 من الثانية حتى تمحى الصورة من العين). وبعد ذلك كان التفكير في عمل صورة تتابعية، بحيث حتى تمحى الصورة من العين تحتاج 1\10 من الثانية بأن تظهر أمام العين صورة أخرى بها الجزء المكمل لحركة الصورة الثانية. وهكذا، وتسجيل الحركة كان مستحيلا لعدم توفر المواد الحساسة والمعدات اللازمة، حتى جاء «تيتوس لدكريتيوس» سنة 12 ميلادي وطور هذه النظرية علمياً وهذا نصه: («عندما تختفي الصورة من شبكة العين وتحل مكانها صورة أخرى يتولد الإحساس بالحركة). ثم جاء الفيلسوف «بطليموس» وتكلم عن النظرية في كتابه «البصريات» سنة 150 م. ويقال أن «أرسطو» هو أول من تكلم عن «الكاميرا» وهي الصندوق المظلم ذو الثقب، ثم جاء «الحسن بن الهيثم» أول مكتشف ظهر بعد «بطليموس» في علم البصريات والضوء.
أجرى «ابن الهيثم» تجاربه من ثقب خيمة مظلمة، وهو يمعن النظر في مواقع الأضواء النافذة من الثقوب. عرض أمام بصره صورة معكوسة لجسم آخر من خارج الخيمة، ويرى «ابن الهيثم» أن الثقب يجب أن يكون ضيقاً للحصول على صورة واضحة، ولا ينبغي أن يكون الضيق مبالغا فيه. وجاء «ليوناردو دافنشي» بوصفه للغرفة المظلمة وصفا دقيقاً، وبدأ الفنانون في استخدام هذه الغرفة لرسم أي منظر باليد لتحوير النسب، قبل الوصول لما نعرفه اليوم عن التصوير كان التصوير دوماً حلماً يدور في خيال الإنسان يبحث له عن حل، كما كانت كثير من أحلامه الأخر.