العراق: آلاف الطالبات ضد فصل الجنسين في الجامعات

العراق: آلاف الطالبات ضد فصل الجنسين في الجامعات

حطمت آلاف الطالبات العراقيات، قراراً قاضياً بفصلهن عن الطلاب (البنين)، من خلال نقلهن من أعرق جامعات العراق وأكبرها، في العاصمة، إلى جامعة إناث نائية مستحدثة.

استجابت وزارة التعليم العالي العراقية، الاثنين 20/10/2014، إلى مطالب احتجاج طالبات تمرّدن على تحطيم مستقبلهن الدراسي بشهادات خارج نطاق العالم، يقابلها تخرج أسطوري للذكور، من جامعة بغداد.

وتأنقت آلاف الطالبات من جامعة بغداد، الكائنة في منطقة الجادرية، وسط العاصمة، بقصاصات اعتصام بيضاء، منذ مطلع الأسبوع الماضي ولليوم الثامن على التوالي، ضد قرار فصلهن عن البنين إلى مجمع للبنات فقط.

وحشدت الطالبات اللواتي أضربن عن الدوام، أسوة بطلبة جامعة بغداد التي تأسست قبل عشرات السنين بتاريخ جعل منها إحدى الجامعات المسجلة دولياً بصيت لامع، إلى تظاهرات افترشن خلالها الأرض تنديداً بقرار نقلهنَّ تحت شعار (لا لتقسيم جامعة بغداد).

وشمل قرار النقل، ثلاث كليات للبنات، من جامعة بغداد، هي (العلوم، التربية، والتربية الرياضية)، الأمر الذي أثار زوبعة غضب للطالبات لأسباب عدة أبرزها حرمانهن في الجامعة المستحدثة النائية، من الدراسات العليا حتى 10 سنوات أخرى من الآن.

وحسب الطالبات، فإن شهادات التخرج من الجامعة المستحدثة، لا تؤهلهن إلى منافسة تأتي لهنَّ بوظيفة عمل حكومية مناسبة التي غالباً ما تذهب إلى الأوائل، وحديثاً لذوي الشهداء وضحايا الإرهاب والسجناء السياسيين.

وبعد أيام على تظاهرات الطالبات التي تراوحت بين سنتر الجامعة على مقربة من مدرجات صور التخرج التذكارية، إلى الشارع في ساحة الأندلس، وصولاً إلى باب وزارة التعليم التي استجابت اليوم لمطالب المُعتصمات، وتركت جامعة البنات المستحدثة لمنطقة الفرات الأوسط.

ونددت حركات نسوية متعددة بقرار فصل الطالبات عن الطلاب في الجامعات، لاسيما في بغداد التي تضم خليطاً من مختلف أنحاء البلاد في الأقسام الداخلية، بعد عزل البنات عن الذكور في المدارس الابتدائية منذ سنوات.

وحذرت حركة "سافرات عراقيات" التابعة لأكبر مجموعة مدافعة عن حقوق المرأة في الشرق الأوسط، عبر منشورات على موقع الفيسبوك، من قرار فصل البنات في الجامعات عن البنين، تحسباً لكبت يُفاقم الكوارث المجتمعية كالتحرش الجنسي والاغتصاب.

يجدر بالذكر، أن جامعة بغداد هي أكبر جامعات العراق، وسط العاصمة قرب نهر دجلة، تم تأسيسها وتمويلها من قبل الحكومة العراقية في أواخر الخمسينيات، ولكن لبناتها الأولى تعود إلى سنة 1908، حيث تأسست كلية الحقوق (مدرسة الحقوق سابقا)، وما تبعها بسنوات قليلة من كليات أخرى مثل دار المعلمين العالية (التربية لاحقا)، والطب سنة 1927 والصيدلة والهندسة وغيرها.

 

المصدر: صوت روسيا