ميلينشون: إنكارنا سيقود إلى أزمة نظام في فرنسا
جاك ميلينشون جاك ميلينشون

ميلينشون: إنكارنا سيقود إلى أزمة نظام في فرنسا

في مقابلة نُشرت يوم الأحد 21 يوليو/تموز، قدّم جان لوك ميلينشون تحليله للوضع السياسي الحالي في فرنسا، والذي عرقله رفض ماكرون الاعتراف بانتصار «الجبهة الشعبية الجديدة NFP». إنّه الإنكار لنتيجة التصويت الذي يقود فرنسا نحو «أزمة نظام» على حدّ تعبير ميلينشون.

ترجمة: قاسيون

  • بعد التصويت التشريعي، لا تزال حكومة أتال قائمة، وأعيد انتخاب يائيل بيفيه رئيسة للجمعية الوطنية. كلّ شيء يتغير حتى لا يتغير شيء: هل هذه خطة إيمانويل ماكرون في رأيك؟

لو قَبِل رئيس الجمهورية نتيجة التصويت، كما يحدث في الحكم الديموقراطي، لكان دعا شخصية من «الجبهة الشعبية الجديدة NFP» إلى منصب رئيس الوزراء. لكن لا، إنّه يقول: «لم يفز أحد»! مع ذلك، لدينا أغلبية نسبية مثله في عام 2022.
يريد رئيس الجمهورية محو المعنى السياسي للتصويت. في الوضع الطبيعي للأحداث، تميل الأزمة السياسية إلى أن تصبح أزمة نظام. يتمّ اللجوء إلى الانتخابات للتخلّص من الأزمات، وليس لخلق أزمات جديدة. ولكن منذ عام 2017 وانتهاء النظام القديم للتناوب بين اليمين والاشتراكيين، هذا ما يحدث. هذه الأزمة السياسية تتخطى الآن العتبة. استنفد السيد ماكرون قدرته على التمثيل السياسي، من خلال ممارسة السياسات النيوليبرالية بشراسة أكبر رغم فشلها. الآن ينكر نتيجة التصويت. كلما فعل ذلك، كلما تحرك نحو أزمة النظام التي تبدأ بالانسداد الحالي.

  • تمّ اتهامك بالغموض من أجل الحصول على أصوات المسلمين الفرنسيين عبر رفضك وصف حماس بالإرهابيين بعد هجمات السابع من أكتوبر.

هذا النوع من الحديث عنصرية وأمر مخزٍ. هل المسلمون معادون للسامية بطبيعتهم؟ أمّا بالنسبة لحماس، فقد تمسكنا بالقانون الدولي. قلتُ مئة مرة: إن مهاجمة حفلة موسيقية بالنسبة لي هي «عمل إرهابي». لقد وقّعنا على الفصل الذي يقف ضد معاداة السامية وكراهية الإسلام مع بقيّة مكونات «الجبهة الشعبية الجديدة NFP». لكن من الواضح أيضاً أنّني لا أقبل تسمية منظمة منخرطة في حرب مع دولة المستوطنين بالإرهاب. معركتي ضدّ الإبادة الجماعية، هذا هو ما اتُهمت به. أنا معادٍ للصهيونية، لكن الجميع متفقون على أن معاداة الصهيونية لا تساوي معاداة السامية… أينما يوجد زعيم يساري جذري، يتمّ تصنيفه على الفور على أنّه معادٍ للساميّة.

  • هل تعترف بأن تعبيراتك تزيد من الانقسامات في اليسار؟

كلّ ما نقوله: «وقّعنا على برنامج، لذا سننفذه». يُقال لنا: «يجب أن نهدّئ الأجواء». نحن نتفق تماماً: اهدؤوا، توقفوا عن إهانتنا، توقفوا عن رمي الحجارة علينا. دعونا نتوقف عن الحديث وكأنّنا نعيش في عالم من الإحسان واللياقة. لا! هناك صراع رهيب في فرنسا، أدى إلى النتيجة التي مفادها أننا البلد الذي زاد فيه الفقر أكثر من أي بلد آخر، حيث يوجد المليونيرات الأكثر ثراءً في أوروبا بأكملها، مما أدى إلى خلق تفاوتات لم نشهدها من قبل في فرنسا، ومستوى من تدمير الخدمات العامة لم نشهده من قبل. هل تعتقد أن الأثرياء الذين يحتفلون منذ 10 سنوات يقبلون فكرة أن الأمر قد انتهى فجأة؟ هذه هي النتيجة النهائية. يُقال لنا: إن الرغبة في تنفيذ برنامجنا هي تعنّت. ماذا تسمي التخلي عنه؟

  • مع 193 نائبا فقط، كيف يمكننا تنفيذ «البرنامج بأكمله، البرنامج فقط»، كما تقول؟

يجب أن نلعب لعبة الديمقراطية. يفعلون ذلك في جميع البلدان. إذا لم يرغب الآخرون في أن ننفذ برنامجنا، ليقولوا ذلك إن تجرؤوا. نحن لا نريد مخططات سياسية. نحن لسنا متعنتين، لكننا ببساطة نحترم الديمقراطية، وهذا جديد في فرنسا.

  • إذا تمكنتم من الاتفاق على اسم لرئيس الوزراء، فماذا سيحدث إذا رفض ماكرون تعيينه؟

سنواجه أزمة نظام. لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الكوميديا، لكنها كوميديا ​​من جانب ماكرون. مع الانتخابات، خلق ماكرون أزمة عمداً. قال رئيس الدولة: «لقد سحبت دبوس القنبلة بين أرجلهم» ... لقد أثار أزمة عمداً. تفاقمت الأزمة منذ ذلك الحين، لكنّه ليس أول شخص مسؤول يلقنه الناخبون درساً. هل يجب علينا أن نستسلم؟ لا! يجب عليه أن يقبل نتيجة التصويت! وإلا فلن يكون هناك سوى مخرج ديمقراطي واحد من هذه الأزمة: يجب عليه أن يرحل، لأن حلّ الجمعية الوطنية غير ممكن قبل عام وفقاً للدستور.

  • هل النتيجة التي تريدها هي استقالة الرئيس؟

إذا أصرّ رئيس الجمهورية على إنكار نتائج الانتخابات، فسوف يخلق أزمة. لن يكون هناك مخرج آخر منها سوى رحيله. هذا ما أقوله. ماذا تريدون منا أن نفعل؟ كل ما نقوله تمّ الحديث عنه مسبقاً. إذا عرقل الجميع كل شيء، فسوف تنفجر طنجرة الضغط. هذا هو الحال. لست بحاجة إلى أن تكون استراتيجياً عظيماً لفهم ذلك. لهذا من الأفضل أن نترك «الجبهة الشعبية الجديدة NFP» تحكم!
أي، إنّ أزمة النظام سوف تخرج عن السيطرة. الأشخاص الذين أنقذوا اليسار والجمهورية، والجزء الذي تمكنا من إقناعه بالتصويت في الأحياء التي تقطنها الطبقة العاملة، وبين الشباب الذين امتنعوا عن التصويت بشكل كبير، سوف يقولون «إن التصويت لا جدوى منه» إن لم نفِ بوعودنا.

  • ماذا عن الناخبين؟

كان هناك ما لا يقل عن 30% من الطبقة العاملة الذين صوتوا لصالح اليمين. تتكون الطبقة العاملة من بشر قادرين على تغيير آرائهم. وفي قطاعات البلاد، حيث كان اليمين مؤثراً للغاية من قبل، صوّت جزءٌ من الطبقة العاملة لصالح «التجمّع الوطني RN». ليس ذلك أكثر من ديناميكية اقتناع. كان اليسار غائباً أو مسؤولاً عن السياسات التي أضرّت بالناس. بدأنا في فتح بديل جذري لليبرالية الجديدة في عام 2008. حققنا نجاحاً متزايداً: في المرة الأولى 12٪، وفي المرة الثانية 19٪، وفي المرة الثالثة 22٪. هذه الاستراتيجية تعمل لتغيير الوضع، لا بد أن نستمر فيما ينجح. وفوق كل شيء، يجب ألّا نعود إلى الأساليب القديمة التي دمّرت كل شيء: الكذب، والخيانة، والاتفاق فيما بيننا، وتقاسم المواقف، وإنكار أي حقيقة شعبية.

  • هل مازلتم ترغبون في مغادرة الناتو، حتى مع استمرار الحرب في القارة؟

يحمل الناتو منطق الحرب. إنني أختار منطق نزع السلاح والتهدئة. هذا خط سياسي وليس حلماً. لو كنت في الإليزيه، كنت سأغادر الناتو بطريقة مخططة ومنظمة، خاصة في أوقات التهديد بالحرب الشاملة حتى لا يتمّ جرّنا إليها.
لن نترك الاتحاد الأوروبي، فنحن أوروبيون، ولكننا لسنا من الناتو. تنصّ المعاهدات الأوروبية على أنّ دفاعنا ضد المعتدي جماعي. لذلك، فإنّنا سندعم التدابير التي يتخذها الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا. سوف ندعمها على أساس كل حالة على حدة، ويحافظ برنامجنا على الدعم الثابت لسيادة أوكرانيا.

  • بالتطلّع لانتخابات الرئاسة في 2027، هل يمكن أن يكون الحكم اليوم سلبياً بالنسبة لك؟

لا، على العكس. إذا أردنا أن نحكم، فسوف نثبت أن أساليبنا تؤتي ثمارها. ما سيكون سخيفاً هو أن نقول: إننا سنغير برنامجنا حتّى قبل وصولنا، كما تقول مرشحة «الحزب الاشتراكي». هذا خطأ كامل. أعتقد أنه على العكس من ذلك، إذا نفذنا سياستنا، فسوف نحصل على الفور على مساحة شعبية، بحيث تكون لدينا فرصة معقولة للفوز في عام 2027.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1185
آخر تعديل على الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 12:22