الولايات المتحدة وعبء خلق خطوط أمامية هشّة للتعمية على تراجعها
تمضي الولايات المتحدة اليوم في طريقين: التوسّع شمالاً عبر الناتو، ومدّ خطّ لتوحيد حلفائها في آسيا ضدّ الصين. ورغم أنّ الولايات المتحدة تحاول أن تظهر بأنّها في موقع سيطرة، فمن يصدّق ذلك يعيش وهم إمكانيّة عكس التاريخ. فالحقيقة أنّ الولايات المتحدة تريد إشعال نارٍ لتطلق دخاناً كثيفاً للتعمية على تراجعها، وهي بذلك ستحوّل خطوط حلفائها الأماميّة الهشّة إلى صناديق بارود.
إعداد: أوديت الحسين
كان مصطلح «الفنلندة Finlandization» يعبّر عن مسار فنلندا التي التزمت الحياد بصرامة أثناء الحرب الباردة، لكن اليوم تمّ كسر هذا المسار بعد طلب فنلندا الانضمام إلى الناتو، الأمر الذي بدأت بوادره منذ اندلاع النزاع العسكري في أوكرانيا. كان الحياد قد ضمن لبلدان مثل فنلندا والسويد فوائد كبيرة انعكست على نموّها الإيجابي. لكنّ الدولتين اللتين كانتا حياديتين قررتا اليوم الانضمام إلى التحالف العسكري، الخطوة التي قال المراقبون بأنّها ستعني ازدياد قوّة الناتو، ولكنّها أيضاً ستعني تشكيل تحدٍ حاد للنظام الأمني في أوروبا. يبدو الأمر ذاته قائماً في آسيا والهادئ، حيث تخاطر بعض النخب بضمان أمن بلدانها وإمكانيّة الحفاظ على نموّها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي، في سبيل الاحتراق لصالح الولايات المتحدة.
لماذا لا تتغيّر يا أطلس العالم؟!
الحقيقة الحاسمة في أيّ تحرّك مرتبط بهيكل الأمن الأوروبي هي عدم وجود أيّ سيناريو يتمّ فيه فصل روسيا عن بقيّة قارة أوروبا. روسيا هناك باقية في مكانها الجغرافي، وتبلغ مساحتها ١٧ مليون متر مربع، ويعيش فيها ١٤٥ مليون إنسان. وربّما الأهم في سياق حديثنا: لديها ثاني أقوى جيش في العالم، واحتياطيات لا تنضب من كلّ شيء. كيف يمكن التفكير ضمن أيّ افتراض بأنّ حفظ الأمن الأوروبي سيكون من خلال تشكيل تهديد لروسيا؟! بالنسبة لأوروبا ولمصالحها، من غير المتصوّر الحفاظ على التوترات المستمرة مع روسيا.
بعد نهاية الحرب الباردة انكسر التوازن الأمني الأوروبي، عندما لم يعد للناتو سبب ليبقى على قيد الحياة بعد حلّ حلف وارسو، بل وحصل أيضاً على دور جديد لكونه يعبّر عن الهيمنة الأمريكية أحادية القطب على بقيّة العالم. الأسوأ من ذلك أنّه لم يكن هناك أيّة منظمة عسكرية أخرى في العالم يمكنها ضبط وتحقيق التوازن ضدّ الناتو. علّق سون كيكن، الباحث في مؤسسة الصين للعلاقات الدولية المعاصرة: عنى هذا خللاً كبيراً في التوازن، الأمر الذي استتبع ردّات فعل جيوسياسية كبرى كردّ على هذا الخلل.
بعد عدّة جولات من توسّع الناتو إلى الشرق لامتصاص عدد لا بأس به من دول الاتحاد السوفييتي السابق، بات واضحاً للجميع بأنّ توسّع الناتو قد عرّض أوروبا لخطر أكبر بدلاً من جعلها أكثر أماناً. بالرغم من ذلك، يبدو بعض الأوروبيين مرحبين بتوسّع آخر للناتو نحو الشمال الأوروبي. إنّ اختلال التوازن الأمني في أوروبا سيزداد سوءاً، والخارطة الجيوسياسية لأوروبا يتمّ إعادة رسمها اليوم.
إن اكتمل انضمام فنلندا إلى الناتو، وهي التي تتشارك حدوداً بطول ١٣٤٠ كيلومتر مع روسيا- أي أطول من الحدود الروسية الأوكرانية، سيكون هذا تصعيداً خطيراً واستفزازياً على عتبة روسيا. ستزداد احتماليّة نشوب صراع جديد بين روسيا وحلف الناتو. لن تحصل أوروبا على شيء من هذا الانضمام سوى وضع أمني أكثر هشاشة.
قد يظنّ المؤيدون للانضمام إلى الناتو بأنّ لديه قوّة عسكرية تقليدية صلبة، لكن هل ينسى هؤلاء أنّ لدى روسيا آلاف الرؤوس النووية؟ أليس هذا الأمر هو الفصل بين التسرّع والقرار الحكيم؟ يجعلنا هذا نفكر بأنّ أيّ استفزاز آخر من الناتو ضدّ روسيا لن يعني تعريض أوروبا للخطر فقط، بل العالم بأسره. وفقاً للباحث سون: «قد تعتقد فنلندا والسويد أنّ الآخرين سيحمونهما بعد الانضمام إلى الناتو. لكن لنفكّر بمنطقية: ستكونان، وتحديداً فنلندا الأكثر تحمساً للانضمام للناتو، في طليعة الحملة المناهضة لروسيا، وإذا ما حدث خطأ ما على خطّ المواجهة، ستكون فنلندا أوّل من يواجه عواقب هذا الخطأ. يجب أن يمنح ما حدث درساً لشمال أوروبا، وكذلك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ».
بعد نهاية الحرب الباردة، أرادت الولايات المتحدة أن تنشئ إطاراً أمنياً عالمياً لاحتواء الدول الاشتراكية السابقة، لكنّ التناقض بين مصالحها ومصالح حلفائها عنى عدم نجاح الأمر. تحاول الولايات المتحدة اليوم تحويل المناطق إلى مربعات قابلة للاشتعال، لكنّ الدروس المستفادة من الأزمة الأوكرانيّة يجب أن تنبّه الدول في أوروبا وفي آسيا إلى عدم القبول بكونهم صندوق بارود يغطي الدخان الناجم عن اشتعاله على التراجع الأمريكي من موقعها المهيمن في العالم.
ورقة غير رابحة
يبدو أنّ الحكومة الأمريكية تراهن عالياً على لعب «ورقة» تايوان مؤخراً. بدأ الأمر بقيام وزارة الخارجية الأمريكية بحذف بعض الجمل من صفحة الويب الخاصة بها عن «العلاقات الأمريكية مع تايوان»، جمل مثل «تايوان جزء من الصين» و «الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان». جاء ذلك في الوقت ذاته تقريباً مع قيام البنتاغون «بتصحيح» قراءة لوزارة الدفاع الصينية أثناء اتصال هاتفي بين وزيري الدفاع. قال جون كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون أثناء لقاء صحفي اعتيادي، بأنّ الصين «زعمت بشكل خاطئ بأنّ الولايات المتحدة أعلنت التزامها بمبدأ الصين الواحدة... لكنّ وزير الدفاع لم يقل ذلك». ثمّ قال وزير الدفاع لويد أوستن تعقيباً على ذلك بأنّ الولايات المتحدة «ستبقى ملتزمة بسياستها للصين الواحدة». يبدو أنّ هذه الحركات «الصبيانية» للتلاعب بالكلمات قادرة على التعبير عن محاولات التحايل السياسي النموذجية لإدارة أمريكية تسير ضدّ مبدأ الصين الواحدة وتريد التخلّص من التزامها به.
لكن لنكن واقعيين، ما الذي يمكن للولايات المتحدة أن تفعله في مواجهة الصين أكثر من التلاعب بالكلمات؟! صاغ بروفسور العلاقات الدولية شين يي من جامعة فودان الأمر بشكل جيّد بالقول: «المحتوى الموجود على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية ليس وثيقة قانونية ولا سياسة رسمية. ينطبق الأمر ذاته على أحاديث كيربي... هل كيربي قادر على الإعلان عن مواجهة الولايات المتحدة للصين؟ بالتأكيد لا، ولهذا فأكثر ما يمكنه فعله هو إصدار بيانات صحفيّة».
عند اللجوء للتلاعب بالكلمات، تحاول الولايات المتحدة جعل غموضها الإستراتيجي بشأن مسألة تايوان أكثر غموضاً، خاصة أنّها تحاول التنصّل من مبادئ التزمت بها بشكل مسبق مثل «تايوان جزء من الصين». لكن لا تحتاج الولايات المتحدة للقول بأنّها تتراجع عن المبادئ التي كانت قد قبلتها في وقت سابق، فبمجرّد إلقاء نظرة على مبيعات الأسلحة المتكررة لواشنطن لجزيرة تايوان، وعلى التبادلات الرسمية رفيعة المستوى، وعلى التعاون الدفاعي المتزايد، يمكن فهم الواقع الجديد التي تحاول الولايات المتحدة فرضه.
لكنّ الأمر قد يكون أكبر من مجرّد اللعب بورقة تايوان لابتزاز الصين، وهو على الأرجح متصل بالزيارات الرسمية الأمريكية إلى كوريا الجنوبية واليابان، وقمّة الرباعي المقرر عقدها في نهاية شهر أيّار. إنّ ما تحاول الولايات المتحدة فعله في الحقيقة هو الإيحاء بأنّها قادرة على فرض برنامجها بهدف تدفئة الأجواء لتوحيد حلفائها في آسيا والمحيط الهادئ، وتوجيههم نحو القيام بوظائفهم كخطوط أمامية في محاولة الضغط على الصين. ومن يكون أفضل من تايوان لتكون قضيّة «توحيد» الحلفاء ضدّ الصين؟ إنّ ما قامت به الولايات المتحدة منذ عام ١٩٧٢ عندما أوضح الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون أثناء رحلة كسر الجليد بأنّ وضع جزيرة تايوان: «محدد- صين واحدة، وتايوان جزء من الصين»، يريد البنتاغون اليوم وضعه على الرف.
لكن إذا ما نظرنا إلى الأمر من ناحية أخرى، يمكننا أن نرى بأنّ الولايات المتحدة تفقد بشكل متزايد الحلول في صندوق أدواتها ضدّ الصين. ولأنّها تعتقد بأنّ لدى الصين الكثير لتخسره عندما يتعلّق الأمر بمسألة تايوان، لا يسع واشنطن إلا أن تلعب ورقتها بين الحين والآخر. يقول الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لو شيانغ: «تدرك الولايات المتحدة بأنّ الصين ليست مهمة سهلة، كما تفهم بشكل جيّد جداً العواقب التي يمكن أن تواجهها في حال انتهاكها المصالح الأساسية للصين. إنّ هدف الولايات المتحدة من جميع هذه التحركات غير المؤثرة إلا إعلامياً هو أن تظهر لحلفائها بأنّها تتخذ موقفاً متشدداً من الصين، وأن تثير بعض المشكلات، وأن تملأ فراغ الكفاءات والإنجازات الناقصة في الداخل الأمريكي».
الواقع الذي يفرض نفسه هو أنّ الولايات المتحدة لا تمتلك موارد كافية للانخراط في صدام شامل مع الصين بخصوص مسألة تايوان، ناهيك عن اضطرارها لمواجهة التضخم المتزايد، والديون المتزايدة، والخزينة التي يجب ملؤها من خلال سرقة أموال البلدان الأخرى. يبدو أنّ الولايات المتحدة تلعب «ورقة» تايوان بأقصى قدر ممكن من الاستعراض كي لا تضطر للوقوف أمام حلفائها بمظهر غير القادر.
آسيا والدول الحاسمة الجديدة
تصادف يوم ٧ أيار الماضي: ذكرى قصف الناتو للسفارة الصينية في يوغسلافيا قبل ٢٣ عاماً، مع النتائج الكارثية للأزمة في أوكرانيا، ومع توسّع الناتو شمالاً لضمّ فنلندا والسويد، وتحذير الروس من أنّ هذا الأمر استفزازي وسيقومون بإجراءاتهم الخاصة لموازنة الكفة. ومع نشاط الولايات المتحدة في آسيا لحشد حلفائها، الأمر الذي دعا الكثير من المحللين إلى تحذير الدول الآسيوية من مغبّة فتح صراعات تعيق نموّها وتعرّض أمنها للخطر.
مع استمرار الأزمة في أوكرانيا، لم يفعل الناتو بقيادة الولايات المتحدة شيئاً لتهدئة الصراع، بل صبّ الزيت على النار عبر تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا باستمرار. تصبح المخاوف أسوأ مع توسّع الناتو المستمر. علّق الباحث ونائب مدير مؤسسة العلاقات الدولية في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، لي كايشنغ بالقول: «من الواضح أنّ الناتو يستخدم الأزمة الأوكرانية لتحقيق توسّع عالمي، خاصة في آسيا. تمّ اختيار كوريا الجنوبية واليابان من قبل الناتو كجسر للمساعدة في التوسّع في آسيا وعلى الصعيد العالمي».
تمّت دعوة وزيري خارجية كوريا الجنوبية واليابان للانضمام إلى جلسة الناتو رفيعة المستوى في نيسان للمرة الأولى، وهذا مهم بالنسبة للولايات المتحدة التي تسعى إلى الحصول على تعاون أكبر في آسيا لعزل روسيا، وللضغط على الصين. أعلنت وكالة المخابرات الوطنية في كوريا الجنوبية انضمامها «لمركز الدفاع السيبراني التعاوني» التابع للناتو، لتكون بذلك أول عضو آسيوي فيه. يحاول الناتو بقيادة الولايات المتحدة عبر هذا التعاون مع دولة في شمال شرق آسيا، تحويل كوريا الجنوبية إلى رقعة شطرنج لاحتواء الصين وروسيا في المجال السيبراني. يمهّد هذا الطريق لتدخّل الولايات المتحدة بشكل أكبر في الشؤون الجيوسياسية الإقليمية.
لكن كما يقول كوي هونغ جيان، مدير قسم الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية: «ليس من الضروري أن تتمكن الولايات المتحدة من التحرّك بحريّة في آسيا، سواء بسبب معارضة حلفائها في أوروبا، أو بسبب الضرر الذي تخشاه دول آسيا. ستظهر الخلافات بين أعضاء الناتو في التعاطي مع الصين بشكل مؤكد أثناء القمّة التي ستجري في حزيران القادم». تريد الولايات المتحدة أن تتخذ دول الناتو مواقف أشدّ وأكثر صرامة تجاه الصين. من المقرر أن تستعرض واشنطن في قمّة مدريد القادمة «تأثير الصين المتزايد» على أمن الدول الأعضاء في الحلف.
يقول لي كايشنغ: «بالنسبة للولايات المتحدة، جلب حلف الناتو، وهو التحالف الأمني الناضج إلى حدّ ما، إلى منطقة المحيطين الهندي وآسيا، سيسهّل تنسيق الولايات المتحدة للآليات المختلفة التي خلقتها من أجل احتواء الصين، مثل أوكوس والرباعية. لكنّ دول آسيا تخشى من أنّ هذا العمل سيطلق سباق تسلّح في آسيا، فالناتو بطبيعته سلاح لطالما استخدمته الولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها، وهو لا يجلب إلّا الحروب للمناطق التي يحلّ فيها، الأمر الذي أثبته التاريخ وشهده المجتمع الدولي».
في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة الأوكرانية، قال المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة «تشانغ جون إن» في إشارة إلى الضحايا الذين قضوا في قصف قوات الناتو للسفارة الصينية في يوغسلافيا، بأنّ الشعب الصيني لن ينسَى العمل الوحشي. وربّما الأهم هو قوله: «لن نسمح للتاريخ بأن يتكرر». كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجين أكثر مباشرة ووضوحاً عندما قال: «يدّعي الناتو بأنّه منظمة دفاعية، لكنّه انتهك القوانين الدولية وبدء الحروب بشكل تعسفي في دول أخرى وتسبب في سقوط الكثيرين من المدنيين».
إذا ما استثنينا حلفاء الولايات المتحدة: اليابان وكوريا الجنوبية «وهما الدولتان التي قد تمنع الخلافات بينهما الولايات المتحدة من تحقيق أحلامها في تحالف ثابت»، لا يبدو أنّ الدول الآسيوية سعيدة بتمدد الناتو. فهي تتوجس خيفة من جرجرة المنطقة بعيداً عن مسار النمو، وزجها في عمق الأزمات العالمية. على الصين أن تستفيد من هذه المخاوف، وأن تحافظ على تركيزها الإستراتيجي. لن يكون ذلك ممكناً دون توحيد دول المنطقة للتأكيد على التعاون، والاستمرار بالتنسيق مع روسيا.
يمكن للإعلان المشترك ما بين روسيا والصين في الرابع من شباط الماضي أن يخدمنا في نوعيّة الجهود القادرة على إفشال وتثبيط خطط الولايات المتحدة لإشعال المنطقة والبقاء بعيداً في موقع المتفرّج على الحرائق. جاء في البيان: «يسعى الجانبان إلى المضي قدماً في عملهما لربط خطط التنمية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومبادرة الحزام والطريق، برؤيا تكثيف التعاون العملي في مختلف المجالات، وتعزيز الترابط الأكبر بين منطقة المحيط الهادئ-آسيا، والمنطقة الأوراسية».
لا تزال هناك فرصة سانحة لتكاتف دول المنطقة لمنع الولايات المتحدة من تفجيرها، وينطبق الأمر على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة: اليابان وكوريا الجنوبية. في الاجتماع الأخير لدول آسيان مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية «آسيان+٣» كان ممّا أقرته جميع الدول: الاستمرار في دعم الاقتصاد الكلي لزيادة تأييد الصناعات الناشئة والنامية. كذلك ضمان الاستدامة المالية على المدى الطويل، وتجنّب المخاطر السلبية والآثار غير المباشرة بشكل فعّال، وكذلك دعم تنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الناشئة، والتعاون في التجارة والاستثمار، وفي سلاسل التوريد والبنية التحتية المستدامة.
تحقيق هذه الأهداف ممكن، ولكن فقط عبر منع الولايات المتحدة من تحويل المنطقة إلى أوكرانيا جديدة، وعدم السماح لها وللناتو بالتمدد في آسيا وخلق أجواء متوترة وسباق تسلّح. بالنسبة للشمال الأوروبي، يبدو أنّ الدول قد اتخذت القرار بالتضحية بنفسها على قربان الحفاظ على هيمنة الأمريكيين، ولكن لا تزال هناك فرصة أمام بقيّة دول أوروبا- وتحديداً ألمانيا وإيطاليا- لمنع إخراجهم من ساحة المنافسة الاقتصادية العالمية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1070