عثمان تزغارت عثمان تزغارت

أحداث 11 أيلول... وثائق تدين الاستخبارات والإدارة الأمريكية!!

قيل الكثير عن خلفيات أو أسرار هجمات 11سبتمبر 2001، ونُسجت عنها أقاويل وادعاءات بعضها أقرب إلى الأساطير. وعلى رغم الرواج الكبير الذي لقيته تلك الأقاويل لدى هواة «نظرية المؤامرة»، إلا أن أية قرائن أو أدلة ملموسة لم تأت لتؤكّدها طوال السنوات الست المنقضية منذ هجمات 11 سبتمبر. لكن هذا لا يمنع وجود مناطق ظل فعلية ومريبة بخصوص تلك الهجمات، خصوصاً ما يتعلق بأداء أجهزة الاستخبارات الأمريكية في الفترة التي سبقتها، حيث ظلت هذه الأجهزة مكتوفة الأيدي ولم تتحرك لإحباط الهجمات، على رغم من أن معلومات بالغة الخطورة تجمعت لديها في شكل مسبق، ولكن كان مصيرها الإهمال والتجاهل...


الوثـائـق تتحدث..

الوثيقة الأولى

هناك مذكرة سرية رفعتها الاستخبارات الأمريكية إلى الرئيس بوش بتاريخ 6 آب (أغسطس) 2001، وجاء فيها أن أسامة بن لادن عازم على ضرب أمريكا، وأنه قرر «نقل المعركة» إلى داخل أمريكا. وتشير الوثيقة أيضاً إلى أن السفارة الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة تلقت اتصالاً حذّر من أن عناصر من القاعدة موجودون في أميركا ويعدّون لهجوم إرهابي. وتضيف بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح 70 تحقيقاً متعلقاً بنشاطات أنصار بن لادن في أميركا، وأنه رصد تحركات مريبة تتعلق بخطف طائرات!

الوثيقة الثانية

عبارة عن مجموعة من الرسائل الخطية كتبها من سجنه زكريا موسوي، المتهم بأنه «الانتحاري الـ20» في هجمات 11 أيلول. وفيها يؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يقوم بمراقبته هو والخاطفين الـ19 قبل هجمات 11 أيلول، ويتهم «إف بي آي» بالتواطؤ عمداً في التستر على نشاطات الخاطفين، بدليل أنه تعمّد عدم اعتقال هاني حنجور، أحد هؤلاء، على رغم التبليغ عنه كعنصر خطير في مدرسة الطيران ذاتها التي اعتُقل فيها موسوي.

الوثيقة الثالثة

تقرير أعدّه فرع مكتب التحقيقات في مدينة فينكس، بتاريخ 10 تموز/يوليو 2001، أي قبل شهرين كاملين من هجمات 11 أيلول، ويشير إلى أنه تم رصد عدد غير اعتيادي من أنصار بن لادن وهم يتابعون تدريبات في مدارس الطيران في ولاية أريزونا.

الوثيقة الرابعة

دراسة استراتيجية تم إعدادها في أيلول 1999، من جانب «الهيئة الفيدرالية للأبحاث»، التابعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهي عبارة عن بحث استشرافي يرصد تطور ظاهرة الإرهاب، ويقدّم سيناريوهات لأشكال الهجمات الإرهابية الجديدة المرتقب ظهورها أو ابتكارها مستقبلاً!

 
ما الذي حدث بالضبط؟

 
الاستخبارات الأمريكية كانت، إذاً، تعرف سلفاً، قبل وقوع هجمات 11 أيلول، أن أسامة بن لادن قرر نقل المعركة إلى أميركا، وأن تحركات إرهابية مريبة قد رُصدت بما يرجح احتمال خطف طائرات، في الوقت الذي اكتُشف عدد غير اعتيادي من أنصار ابن لادن الذين كانوا يتابعون تدريبات في مدراس الطيران في أميركا، وتحديداً في ولاية أريزونا.

حيال كل هذه المؤشرات المريبة، لماذا لم تتحرك أجهزة الاستخبارات الأمريكية لإحباط الهجمات واعتقال الخاطفين الـ19؟ هل كان ذلك قصوراً أم تقصيراً أم مؤامرة؟

البيت الأبيض اعترف في شهر نيسان (أبريل) 2004، بعد أكثر من عامين من الإنكار والمماطلة، بأن الرئيس بوش لم يقرأ الوثيقة التي تلقاها من «سي آي إيه» بتاريخ 6 آب (أغسطس) إلاّ في صباح 12 أيلول!

أما الوثيقة التي حذّرت من وجود عدد مريب من أنصار أسامة بن لادن في مدارس الطيران في أريزونا، فقد تبين للجنة التحقيق التي شكّلها الكونغرس وقامت بفحص كومبيوترات مصلحة مكافحة الإرهاب في المقر المركزي لـ «إف بي آي»، أن هـــذه الوثـــيقة تمـــت دراســـتها يوم 27 تموز 2001، وكُتبت في الكومبيوتر ملاحظة تقول: تم النظر فيها مع «وحدة أسامة بن لادن» (خلية متخصصة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية)، وتقرّر عدم القيام بأي إجراء في الوقت الراهن!

هل كان الأمر مجرد إهمال وتقصير؟ أم هو تواطؤ متعمد؟

وثيقة رقم 1

تقع هذه الوثيقة في صفحتين، وتحمل عنوان: «بن لادن عازم على ضرب الولايات المتحدة». في أسفل كل واحدة من الصفحتين، على هامش النص الرئيسي، تنويه مفاده: «للرئيس فقط»، وتحته تاريخ: 6 أغسطس 2001. وقد تم حجب ثلاثة مقاطع من نص المذكرة، قبل أرشفتها، تقول الوثيقة: «إن معلومات مستقاة من مصادر سرية وحكومات أجنبية ووسائل إعلام تشير بأن بن لادن يسعى منذ العام 1997 الى شن هجمات إرهابية في الولايات المتحدة. لقد ألمح بن لادن في حوارات مع محطات تلفزيونية أميركية، عامي 1997 و1998، بأن أتباعه سيحتذون بمدبر التفجير ضد مركز التجارة العالمي (المقصود تفجير العام 1993) رمزي يوسف، وأنهم «سينقلون المعركة إلى أميركا».

بعد القصف الصاروخي الأمريكي لقاعدته في أفغانستان عام 1998، قال بن لادن لعدد من أتباعه بأنه يريد الرد بأعمال انتقامية في واشنطن، وفقاً لما نقله جهاز...(مقطع مشطوب حجبته الرقابة، والأرجح أن الأمر يتعلق بجهاز استخبارات أجنبي).

معلومات مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» منذ تلك الفترة تشير إلى وجود نشاطات مريبة في هذا البلد (أميركا) مرتبطة بتحضيرات لعمليات خطف طائرات أو أشكال أخرى من الهجمات، بما فيها عمليات مراقبة حديثة العهد لمبان فدرالية في نيويورك.

إن مكتب التحقيقات «إف بي آي» يجري حالياً 70 تحقيقاً ميدانياً عبر الولايات المتحدة لها علاقة بابن لادن.

كما أن «سي آي إيه» تحقّق بالاشتراك مع «إف بي آي» بخصوص اتصال هاتفي تلقته سفارتنا في الإمارات العربية المتحدة، في شهر أيار (مايو) (المقصود مايو 2001)، يفيد بأن مجموعة من أنصار بن لادن يوجدون حالياً في أميركا ويخطّطون لعمليات تفجيرية».

وثيقة رقم 2

هذه الرسائل مكتوبة بخط زكريا موسوي، الأصولي الفرنسي من أصل مغربي، الذي اعتُبر من المحققين الأميركيين بمثابة «الانتحاري الـ20» في هجمات «11 سبتمبر». وقد أُدين موسوي بالسجن مدى الحياة، بتهمة الاشتراك في تلك الهجمات، على رغم أنه اعتُقل قبل وقوعها بثلاثة أسابيع. وهذه الرسائل الخطية جزء من «مذكرات دفاع» كان يوجهها إلى هيئة المحكمة، على مدى ثلاث سنوات. والمقتطفات المنشورة هنا هي مقاطع من أربع رسائل مؤرخة في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) 2002:

الرسالة الأولى: الله أكبر، ولعنة الله على الكافرين. إن «إف بي آي» يضطهد بخبث «عبدالله» زكريا موسوي، على رغم معرفته التامة بما كان يفعله في أميركا، وأنه ليست له أي علاقة بمن يسمّون الخاطفين الـ19.

إن أجهزة تنصت ومتابعة سيتم العثور عليها في أمتعتي، إذا تم انتداب خبير حكومي مستقل لمعاينتها. ضياع تلك الأمتعة مني خلال رحلة جوية من شيكاغو إلى أوكلاهوما منح لهم (أي لرجال «إف بي آي») الفرصة لزرع تلك الأجهزة فيها. كما أن مروحة كهربائية صغيرة تم وضعها داخل سيارتي في ظروف غامضة، كما لو كانت هدية!

عمليات المراقبة المذكورة تفسّر لماذا اختاروا أن يعتقلوني أنا وليس الطالب الآخر في (مدرسة الطيران) «بان آم»، وهو الخاطف المفترض في هجمات 11 أيلول (هاني) حنجور. وذلك لأنهم كانوا يعرفون بأنني لم أكن على علاقة بتلك المجموعة، في حين أنهم لو اعتقلوا حنجور، فإن ذلك كان سيشكّل إنذاراً لبقية الفريق...

الرسالة الثانية: أنا عبد الله، زكريا موسوي، أطالب بأن يُطلق سراحي لكي أمثل أمام لجنة الكونغرس المتعلقة بهجمات «11 أيلول». لدي معلومات عالية الأهمية وأدلة بخصوص طريقة تصرّف «إف بي آي» فيما يتعلق بـ «11 أيلول».

لكن القاضية ليوني برينكيما، تضيّق إجراءات سجني، وتمنع أية معلومات من الوصول إليّ، ولا جلسات ولا إمكانية للتحدث أمام المحكمة. إن العالم له الحق بأن يعرف (الحقيقة) عن «11 أيلول»، ولن تستطيع القاضية برينكيما أن تمنع العالم من ذلك...

الرسالة الثالثة: إن (القاضية) ليوني برينكيما ليست فقط الجنرال الذي يخطط لعملية قتلي، بل إنها أيضا من يتولى التنفيذ. «إني أستطيع أن أبرهن من دون أية شكوك منطقية أن هذه القضية هي عبارة عن قضية تستر من قبل «إف - بي - آي» والحكومة.

الرسالة الرابعة: إن محققة «إف - بي - آي» كولين روولي تعد شاهدة وخبيرة من الدرجة الأولى بخصوص الكيفية التي خطط بها كبار ضباط «إف - بي - آي» للحؤول دون تعميق التحقيق حول خلفياتي ومحيطي قبل هجمات 11 أيلول. لأن ذلك كان ينطوي على مجازفة كبيرة، فمن المحتمل في هذه الحالة أن يتسرّب الخبر ليتصدّر عناوين الصحف قبل «11 أيلول». الأمر الذي كان سيشكّل إنذاراً وتخويفا للخاطفين التسعة عشر.

إنني متأكد بأن كولين روولي لا تعرف بشكل كامل حجم المعلومات التي كانت بين أيدي «إف ـ بي ـ آي» عند اعتقالي في 16 أغسطس 2001. إن الحكومة و (القاضية) ليوني برينكيما قاموا بوضع أختام الشمع الأحمر على كل الوثائق.

إن القاضية ليوني برينكيما تحاول أن تتحجّج بأن كولين روولي ليست لها الكفاءة الكافية للتحقيق حول 11 أيلول. لكن مثول كولين روولي للإدلاء بشهادتها والإجابة على أسئلتي سيسمح لجميع الأميركيين بأن يعرفوا كيف قامت حكومتهم، بكل صفاقة، بالسماح بوقوع هجمات 11 أيلول.

 
من هي كولين روولي؟

كانت كولين روولي محققة خاصة بفرع «إف بي آي» في مينيابوليس (قدمت استقالتها في نيسان (أبريل) 2003، وهي التي تلقت البلاغ الذي تقدم به، يوم 16 آب (أغسطس) 2001، ضد زكريا موسوي مدرّبه بمدرسة «بان آم» للطيران. وقد اشتكت روولي لاحقاً من عدم تجاوب مسؤوليها في الـ «إف بي آي» مع تقاريرها التي حذّرت من خطر موسوي قبل هجمات «11 أيلول»، واحتجّت على منعها من تفتيش أمتعته، على رغم حصولها على تأكيد من الاستخبارات الفرنسية حول صلاته الإرهابية، مرجّحة أنه لو سُمح لها بتفتيش كومبيوتر موسوي لاكتشفت معلومات كان من شأنها الحؤول دون وقوع هجمات «11 أيلول».

برز اسم كولين روولي إلى الواجهة سنة 2002، واختيرت شخصية العام من مجلة «تايم». وذلك بعد أن توجّهت برسالة مدوية، تقع في 13 صفحة، إلى مدير الـ «إف بي آي»، روبرت مولير، بتاريخ 21 أيار (مايو) تلك السنة، للتنديد بما وصفته بالتصرفات المريبة لكبار مسؤولي الـ «إف بي آي» حيال ما كان واضحاً وبديهياً أنها نشاطات إرهابية قبيل هجمات «11 أيلول».

وثيقة رقم 3

تقع هذه الوثيقة في صفحتين، وتحمل في أعلى الصفحة الأولى شعار: مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبجانبه على الهامش ملاحظة مفادها: رجاء عدم النسخ. تحت شعار الـ «إف بي آي» كُتب الى اليسار تاريخ: 10 تموز (يوليو) 2001، وتقابله على اليمين عبارة: «نوعية الإجراء: روتيني». وتحتها استمارة معلومات كُتب الى يمينها: «الجهات المُرسَل إليها: مصلحة مكافحة الإرهاب، وفرع نيويورك، وقبالتها الى اليسار: إلى عناية... (أسماء أشخاص في مصلحة مكافحة الإرهاب وفرع الـ «إف بي آي» في نيويورك تم حجب أسمائهم وصفاتهم من الوثيقة قبل أرشفتها)، وعلى السطر الموازي عبارة: «الجهة المُرْسِلة: مكتب فينكس، الاتصال بالمحقق الخاص... (تم حجب اسم هذا المحقق الذي أعدّ المذكرة، لكن تقارير إعلامية أميركية كشفت لاحقا أن اسمه كينيث ويليامز).

تقول المذكرة: «إن الهدف من هذا التقرير إشعار المكتب (المقصود المقر المركزي لـ «إف بي آي» ونيويورك، أي فرع المكتب في نيويورك) باحتمال وجود جهد مبيّت أو مسعى منسّق من أسامة بن لادن لإرسال طلبة إلى الولايات المتحدة للالتحاق بجامعات ومدارس الطيران المدني. إن فرع الـ «إف بي آي» في مدينة فينكس، الصادر عنه هذا التقرير، لاحظ أن عدداً غير اعتيادي من الأشخاص الذين يجدر إجراء تحريات عنهم يتابعون حالياً أو انتهوا من متابعة دروس في جامعات ومدارس الطيران المدني في ولاية أريزونا.

إن فرع الـ «إف بي آي» في فينكس يعتقد بأنه يجب على الـ «إف بي آي» إعداد قائمة بكل جامعات ومدراس الطيران المدني في أنحاء البلاد. وأن الفروع الميدانية للـ «إف بي آي» التي توجد هذه الأنواع من المدارس في المناطق الواقعة تحت مسؤوليتها يجب أن تفتح فيما بينها قنوات اتصال ملائمة. ويجب على الإدارة المركزية للـ «إف بي آي» أن تناقش هذا الأمر مع بقية وحدات أجهزة الاستخبارات، وأن تستجوب تلك الأجهزة بخصوص أية معلومات من شأنها أن تؤكّد شكوك فرع فينكس. وعلى الإدارة المركزية أيضاً القيام بما يلزم من أبحاث للحصول على معلومات من مصالح الجمارك الأمريكية حول كل تأشيرات الدخول التي تم منحها إلى أشخاص بغية الالتحاق بهذه الأنواع من المدارس، وإخطار فروع الـ «إف بي آي» الميدانية المعنية التي خطط هؤلاء الأشخاص للتوجه إلى مدارس في المناطق الواقعة ضمن نطاق مسؤوليتها.

إن فرع الـ «إف بي آي» في فينكس يعتقد بأنه ليس من محض الصدف أن يلتحق هؤلاء الأشخاص الذين هم من أنصار أسامة بن لادن بمدارس/جامعات الطيران المدني في ولاية أريزونا...

وثيقة رقم 4

تقع هذه الدراسة في 178 صفحة، وتحمل عنوان: «سوسيولوجيا وبسيكولوجيا الإرهاب: من الذين يصبحون إرهابيين؟ ولماذا؟»، وهي من إعداد «الهيئة الفدرالية للأبحاث»، وهي مركز دراسات مشترك بين مختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية. هذه الدراسة من تأليف ريكس إي. هيودسون، وتحمل تاريخ أيلول 1999. في ما يأتي أهم المقتطفات من الفصل الثاني فيها، الذي يحمل عنوان: «سيناريوات حول الأشكال الجديدة للتهديدات الإرهابية»:

إن أربع جماعات سنناقشها هنا، وهي حركتان من المقاتلين المتمردين وجماعة إرهابية وطائفة دينية، بلغ تطرّفها إلى حد أنها تشكل حالياً خطراً خاصاً ومصدر تهديد إرهابي لأمن ومصالح الولايات المتحدة، وهي «نمور تاميل» و«حزب الله» و«القاعدة» و«آوم شينريكيو» و«الحقيقة المطلقة» اليابانية.

إن التهديد الذي يشكله الإرهابيون الأصوليون المسلمون للمصالح الأمريكية تجسّد في شكل خاص في تفجير «القاعدة» للسفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، في آب (أغسطس) 1998.

إن الرد المرتقب من «القاعدة» على الهجمة الصاروخية الأمريكية ضد معسكراتها في أفغانستان، يوم 20 آب 1998، يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة من الهجمات الإرهابية التي ستضرب عاصمتنا. فقد تستعمل «القاعدة» قنبلة مدمّرة للمباني من «الطراز الشيشاني» لضرب مبان فدرالية. ويمكن أن يستعملوا طائرات مفخخة بمتفجرات قوية من طراز «سي - 4» أو «سيمتكس» ليصدموا بها البنتاغون أو المقر المركزي للـ «سي - آي - إيه» أو البيت الأبيض...

 
لكن أحداً لم يدق ناقوس الخطر!!

في مذكراته التي أصدرها في ربيع العام 2004، تحت عنوان «ضد كل الأعداء»، يروي منسق فريق مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، ريتشارد كلارك، مايلي: «خلال الأسبوع الأول من تموز (يوليو) 2001، عقدتُ اجتماعاً لفريق مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وأمرت بإبلاغ كل أجهزة الاستخبارات بأن تضع نفسها في حالة طوارئ قصوى، وأن تلغى الإجازات السنوية أو أية تنقلات مقررة سلفاً للعاملين في مكافحة الإرهاب. وطلبت من كل جهاز إن يبلّغنا في الحال عن أي أمر مريب»، ويقول: «إذا سقط عصفور عن غصنه من دون مبرر معقول، فعليكم أن تدقوا ناقوس الخطر فوراً! طلبت من «إف بي آي» أن يرسل إخطاراً بذلك إلى مكاتبه البالغ عددها 18 ألفاً، وطلبت من وزارة الخارجية أن تبلغ السفارات كافة، ومن وزارة الدفاع أن تفعّل نظام الطوارئ «دلتا». وفي اليوم التالي عقدتُ اجتماعاً لمسؤولي الطيران المدني والجمارك وحرس الشواطئ، لإبلاغهم بالتحذير ذاته، وطلبتُ تشديد الرقابة في المطارات والموانئ...».

ويتابع: «في مكان ما، في مكتب تابع لـ «سي آي إيه»، وصلت معلومة تقول إن إرهابيين معروفين بانتمائهم إلى «القاعدة» قد دخلا الولايات المتحدة (إشارة إلى نواف الحازمي وخالد المحضار، اللذين رُصدا من الاستخبارات الأمريكية منذ تفجير المدمرة «كول» في اليمن، ونُسي وضع اسميهما على قوائم الإرهابيين الممنوعين من دخول التراب الأميركي)... وعلى مكتب آخر في مقر «إف بي آي»، حطّت تقارير أخرى تشير إلى أن نشاطات مريبة تجرى في مدارس للتدريب على الطيران في أريزونا. لقد كانت تلك المعلومات أخطر بكثير من سقوط عصفور عن غصنه. لكن أحداً لم يدق ناقوس الخطر، كما طلبتُ!».