ياسيادة الرئيس: لن ندمج مصر في النظام العالمي «العادل»!! من منبر عدم الانحياز!!
أمل زكي أمل زكي

ياسيادة الرئيس: لن ندمج مصر في النظام العالمي «العادل»!! من منبر عدم الانحياز!!

لن أتحدث هنا عن دبلوماسية خطاب الرئيس في طهران ولا عن ذكر أسماء الصحابة في بلد شيعي، فهويتنا السنية غير خافية عليهم! والتأكيد عليها ليست ضرباً من ضروب الشجاعة! في زمن مجرد صلاة شيعي وراء شيخ سني أو صلاة سني وراء شيخ شيعي تخيف الغرب وإسرائيل من وحدة المسلمين!

 الديمقراطية الدولية بين الثعلب والديك؟

كيسنجر يا سيادة الرئيس، وأنت أعلم مني، أحد أقطاب العولمة، والنظام العالمي الجديد، وأحد أقطاب مجموعة بيلدربرج  وإيباك، وقطب خبيث من أقطاب الصهيونية العالمية. وهى المجموعات الاقتصادية والسياسية التي تحكم عالمنا.  فهل يحدونا بصيص أمل في نظام دولي "عادل" !! كما تمنيت!  وهل يمكن أن ننشد من وراء هؤلاء أي عدل دولي! أم أننا آثرنا السلامة، وقررنا الاندماج والتبعية لهم! والترويج لأوهام حول امكانية وجود نظام دولي "عادل"؟ وحول ممارسة ديمقراطية دولية تمنح الدول النامية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية داخل هذه المنظومة الدولية المفترسة!! وهل تعطي ثعالب الصهيونية العالمية الحق للديوك أن تقرر عبر ديمقراطية دولية، متى وكيف سيتم التهامها!!

زرع الأوهام حول إمكانية حدوث

ديمقراطية دولية!!!

قال «كيسنجر» في حديثه المذكور  سابقاً «إنه إذا سارت الأمور كما ينبغي سيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل»، وقال "لقد تلقى شبابنا في أمريكا والغرب تدريباً جيداً على القتال خلال العقد الماضي، وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع لمحاربة تلك "الذقون المجنونة" حسب تعبيره، فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد».

 وأضاف بعدها «نبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور»، قائلاً: حلمت  كثيراً بهذه اللحظة التاريخية».

وأضاف «لم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون الانفجار والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا، وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط».

وأوضح كيسنجر «أن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل لكل من الصين وروسيا بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة» حسب تعبيره.

 هل هناك تناقض بين

عالم كيسنجر وعالم مرسي

قال مرسي في كلمته ( إن مصر الجديدة بعد الثورة المباركة، في 25 يناير 2011 تنشد نظاماً عالمياً عادلاً، يخرج الدول النامية من دائرة الفقر والتبعية والتهميش؟ إلى دائرة الرخاء والريادة والقوة !! والمشاركة الحقيقية في الشأن العالمي.  وهو الأمر الذي لن يتحقق بغير الوصول إلى قناعة دولية بضرورة تطبيق مبادئ الديمقراطية على النظام الدولي. والتعددية على منظومته السياسية. فلم يعد أبداً مقبولاً، أن نحترم سياسات الديمقراطية على مستوى الدولة الواحدة، ونلفظها على المستوى الدولي بين الدول بعضها ببعض. ولم يعد مقبولاً أيضاً أن نتطلع أيضا إلى مبادئ التعددية، وننحيها جانباً في إدارة العلاقات الدولية).

 إن ما جاء على لسان ثعلب الصهيونية العالمية «كيسنجر» حول اللحظة التاريخية التي حلم بتحققها، وهي  بناء مجتمع عالمي جديد لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور»، التي تديرها الصهيونية العالمية، يتنافى تماماً مع ما ينشده الرئيس المصري من بناء نظام عالمي يخرج الدول النامية من دائرة الفقر والتبعية والتهميش؟ إلى دائرة الرخاء والريادة والقوة !! والمشاركة الحقيقية في الشأن العالمي. كما أن حلم الرئيس بالعدل الدولي يتنافي تماماً مع حلم كسينجر بأن يكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل! وما جاء على لسان كيسنجر بأن المجتمع العالمي الجديد لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية "السوبر باور"، يتنافي تماماً مع حلم الرئيس المصري بمشاركة الدول النامية الحقيقية في الشأن العالمي والوصول إلى قناعة دولية بضرورة تطبيق مبادئ الديمقراطية على النظام الدولي، والتعددية على منظومته السياسية!!

عتاب للرئيس

منذ متى يوجد نظام عالمي "عادل"؟ يعمل على إخراج الدول النامية من دائرة الفقر والتبعية والتهميش؟ هل لا يعلم المواطن البسيط في شتى أرجاء المعمورة، أن النظام العالمي ليس له وظيفة إلا نهبه وإفقاره واستعماره؟؟ فكيف ننشد شيئاً غير مطروح للتحقق أصلاً؟

1-  ترى هل يخدع الرئيس الجميع بأن النظام العالمي سيسمح بمشاركة الدول النامية في اتخاذ القرارات الدولية! 

2- أم يزرع الرئيس أوهاماً لدى الجميع بأن النظام العالمي سوف يحقق لهم الرخاء والريادة والقوة؟ ألا يعلم الرئيس أن النظام العالمي منع مصر بعد 25 يناير من بناء مفاعل الضبعة السلمي لتوليد الكهرباء، وتطوير صناعتها؟ لأنه ينوي بناء محطات الطاقة الشمسية في صحراوات الشرق الأوسط كله، وتطبيق مشروع "ديزتك".

3-  أم أن الرئيس يناشد النظام العالمي المتوحش، والذي لا تعنيه سوى مصالحه الأنانية الضيقة في نهب العالم والسيطرة عليه!! أن يتيح للدول النامية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات الدولية، وأن يكون عادلاً! ويعرفه أن هذا العدل العالمي لن يتحقق إلّا بتطبيق مبادئ الديمقراطية داخل النظام الدولي أيضاً!! وليس فقط داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟

4- وهل لا يعرف الرئيس أن الإدارة الأمريكية لا تطبق الديمقراطية في الولايات المتحدة نفسها، وأن الانتخابات الأمريكية، لا تعبر عن تطلعات الشعب الأمريكي نفسه، بل صورة من صور صراع المصالح الشرس، البقاء فيه للأقوى والأكذب والأغنى! حتى يطالبها بأن تطبق الديمقراطية بينها وبين دول العالم لتشرك ممثلي العولمة الجدد في الدول النامية، في صناعة القرار المالي والاقتصادي العالمي!! باعتبار اوباما وأتباعه الديمقراطيين يمثلون الآن مصالح النظام العالمي الجديد. هل هي أوهام يا سيادة الرئيس، أم مغازلة، أم تحذير؟ أم مناشدة!  وهل يمكن أن يشرك الثعلب الديك في اتخاذ القرار بالتهامه؟؟

لقد أظهرت كلمة الرئيس في افتتاح مؤتمر عدم الانحياز بمدينة طهران توجهات واضحة نحو الاندماج في النظام العالمي الجديد، تغلفها مطالبة غير مفهومة لحكومة "السوبر باور" العالمية، بأن  تترك للدول النامية الفرصة لتشارك في اتخاذ القرار العالمي  وفي تحديد السياسات الاقتصادية العالمية بطريقة ديمقراطية!  كما يطالب الرئيس بشيء آخر يعمل النظام العالمي الجديد نفسه على تحقيقه، وهو تعديل دور ما أطلق عليه الرئيس "مؤسسات الحوكمة" والمقصود بها الهيئات الدولية، مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة!  التي تلعب دور الحكم في النزاعات بين الدول.

تعلم حكومة "السوبر باور" الجديدة أن العمر الافتراضي للدور،الذي كانت تقوم به هذه الهيئات الدولية قد انتهى من الناحية العملية، بعد أن تحول الصراع  بين الدول الرأسمالية القومية من صراع على الأسواق والمستعمرات، إلى صراع بينها وبينها وبين النظام العالمي الجديد الذي تسيطر عليه الشركات متعددة الجنسية، والنخب المالية للبنوك والمؤسسات المالية الدولية والصهيونية العالمية.  وبات من الضروري تغيير هذا الدور، بل تغيير هذه المنظمات الدولية نفسها، والتي كانت تعبر عن الصراع الدائر بين الرأسماليات القومية حول الأسواق والثروات العالمية، وخلق نوع آخر من الهيئات والمنظمات الدولية الجديدة لتضطلع بالدور الجديد لها في ظل العولمة، وتعبر عن طبيعة الصراع الجديد بين ممثلي الرأسماليات القومية في العالم وبين رجال العولمة.

ومع  سيطرة النخب الجديدة للعولمة على معظم أفريقيا والشرق الأوسط، وعلى أوروبا والولايات المتحدة، وجزء لا بأس به من بلدان أمريكا اللاتينيه وبعض دول آسيا، وسعيها المحموم للسيطرة على العالم أجمع، تغيرت موازين القوى العالمية. ليس لمصلحة الولايات المتحدة في مواجهة الصين وروسيا، بل لمصلحة قوى العولمة والنخب المالية الصهيونية في مواجهة الرأسماليات القومية. فقد عفي الزمن على هذا الصراع القديم بين الأقطاب الرأسمالية الكبرى، وأصبحت مقولة الصراع بين أمريكا وروسيا أو أمريكا والصين، مقولة مستهلكة، مثل "الخبز البائت". فالرأسمال الأمريكي والأوروبي يستثمر الآن في الصين، ويبيع البضائع المنتجة في الصين في أسواق أمريكا نفسها، وفي أسواق العالم أجمع. وهذه البضائع تنزل الأسواق باعتبارها بضائع صينية! وليست بضائع منتجة بروؤس أموال أمريكية وأوروبية!! يتم تهريب أرباحها إلى بنوك الأوف شور.

فحكومة "السوبر باور" العالمية، التي يديرها أقطاب الصهيونية العالمية ونخبها المالية، لا تريد الأسواق والمواد الخام، بالمعنى السابق المباشر للاستعمار ودوله القومية الكبرى، بل تريد التحكم والسيطرة في الدول القومية، بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا، واجبار قادتها على تنفيذ سياسات اقتصادية ومالية وبنكية، تفرضها الحكومة العالمية الجديدة، على دول العالم أجمع، لتعيد من خلالها تقسيم العمل الدولي، ورسم السياسات الاقتصادية والمالية للعالم أجمع، وصياغة النظام العالمي الجديد، بطريقة تحافظ على النظام الرأسمالي من الانهيار. بهدف الاستمرار في جني الأرباح الباهظة عبر الاستثمارات، وتركيم الثروات الضخمة عبر عمليات الإقراض وجني الفوائد، وعبر استثمار الثروات في تطوير العلم والتكنولوجيا، والتحكم في استخدمها وبيعها للشركات الضخمة متعددة الجنسية. 

وقد سيطرت حكومة "السوبر باور" على دول الشرق الأوسط عبر تسونامي الربيع العربي المزعوم، واستطاعت الإطاحة بالرأسماليات القومية العربية، وبممثليها، وتدمير اقتصادها، وتجميد أموالها، وسرقة بورصاتها وذهبها، لتضع محلهم منفذي سياسات العولمة الجدد، المحافظين ورؤساء المجالس المحلية في الحكومة العالمية الجديدة، التي يطالبها الرئيس المصري في كلمته أمام مؤتمر عدم الانحياز بأن تسمح للدول النامية بمشاركتها في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية، وهو أمر مستحيل !!

فهل كانت لعبة الديمقراطية لإسقاط الرأسماليات العتيقة في دول أوروبا، واستبدال ممثليها بممثلي العولمة، الغرض منها السماح لهؤلاء المدراء التنفيذيين الجدد بالمشاركة في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية العالمية؟ هذا وهم أو تكريس للوهم لدى المواطن البسيط في العالم العربي؟ لقد حارب ساركوزي، ممثل الرأسمالية الفرنسية معركته الأخيرة مع الحكومة العالمية الجديدة، وهزم فيها، وسلم فرنسا، عزبة الرأسمالية القومية العريقة لممثل العولمة الجديد "الاشتراكي" المزعوم "فرانسوا هولاند". هذا التطور العالمي الجديد، يعكس نفسه على واقعنا العربي والمصري، فإما أن نندمج أو نقاوم، بل ونحارب. ولهذا تحدث كيسنجر عن الحرب التي تدق طبولها في الشرق الأوسط، ليرهب بها من تسول له نفسه مقاومة تيار التغيير العالمي الجديد والوقوف في وجه التسونامي الجديد للصهيونية العالمية.

إصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلاً للنظام العالمي القائم في القرن الواحد والعشرين. وليس انعكاساً لما كانت عليه الحال في القرن الماضي

هذا العنوان الجانبي الذي اقتسبته من خطاب الرئيس يوضح إلى أي مدى يعبر الرئيس عن طموحات النظام العالمي الجديد. وعن التغيير الحادث الآن في العالم. فهو يدرك أن الهيئات الدولية يجب أن تكون انعكاساً للتغير العالمي ولنظامه العالمي الجديد!!  لكنه يزرع الوهم لدينا بالحديث عن الديمقراطية الدولية المشتركة بين الدول الفقيرة والغنية، ويزرع الوهم حول تحقيق السلام الدولي عبر هيئات دولية جديدة، ستكون بالتأكيد ممثلة لمصالح حكومة السوبر باور التي تحدث عنها كيسنجر وليس لمصالح الدول النامية! يقول الرئيس:

(إن العنوان الموضوعي، الذي تم اختياره لقمتنا هذه، هو الحوكمة العالمية المشتركة، وعلاقتها بالسلام الدولي. هذا العنوان يعكس، وبوضوح رؤية يتعين أن تلتف حولها حركتنا، بكل قوة ونحن نرفع شعارنا نحو عالم أكثر عدلاً، هل يمكن أن يتحقق هذا الشعار! وأن يتحول إلى واقع! هذا ما نسعى إليه. وهذا ما نصر عليه، وهذا ما نتحرك من أجله جميعاً، عازمين على أن نكون دائماً طرفاً فعالاً في النظام الدولي وإدارته)!

ويكمل:

(ومن هنا، وبهذه المعاني وبهذه الإرادة، وبهذه النظرة الواعية للمستقبل، فإن مصر تؤمن بأن إحدى الركائز الرئيسية، لهذا النظام الدولي العادل الجديد، الذي نريده، تكمن في الأساس في تعزيز مساهمة الدول النامية في إدارة وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، لضمان عدالة المشاركة، في صنع القرار. وقيادة التوجهات على الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ولعل الخطوة الأولى في تحقيق هذا الهدف، هي إصلاح وتوسيع مجلس الأمن بصورة شاملة، ليكون أكثر تمثيلاً للنظام العالمي القائم في القرن الواحد والعشرين. وليس انعكاساً لما كانت عليه الحال في القرن الماضي، وبحيث تكون قرارته أكثر مصداقية، فلم  يعد مقبولاً على سبيل المثال، استمرار الظلم التاريخي، الواقع على أفريقيا، جراء عدم تمثيلها بفئة العضوية الدائمة بمجلس الأمن. بل وضعف تمثيلها بفئة العضوية غير الدائمة، رغم أن الكثير من القضايا المثارة، على أجندة المجلس تتعلق بدول القارة الأفريقية، وبالتوازي أيضا، علينا كذلك تفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة. وزيادة مساهمتها في قضايا السلم والأمن الدوليين، باعتبارها الجهاز الأكثر تمثيلاً، لدول العالم والشعوب والمؤسسة الأكثر تعبيرًا عن رأي المجتمع الدولي، وقد شهدنا خلال الأشهر الماضية نماذج عدة لأهمية اضطلاع هذا الجهاز بدور أكثر فاعلية عندما شلت أيدي مجلس الأمن في معالجة العديد من الأزمات بسبب حق الفيتو الذي يمنع الحلول الناجعة لتلك المشكلات، ولعل آخر تلك المشكلات، التي كانت ومازالت تدمى قلوبنا جميعاً، الأزمة السورية)

الصدى المصري للرغبات الأمريكية

تعمل الإدارة الأمريكية منذ فترة على تعديل دور الهيئات الدولية (مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة) وعلى تفعيل دور القارة الأفريقية داخل مجلس الأمن والجمعية العامة، بما يتلاءم مع مصالح الحكومة العالمية الجديدة، التي سيطرت على دول القارة الأفريقية. وأتت  بمدراء تنفيذيين جدد لها في معظم دول القارة السوداء، عبر حروب أهلية وعرقية دامية! وعلى إيجاد حل لمسألة الفيتو! الذي يعطل  فرض سياسات النظام العالمي الجديد على دول العالم، والذي منع الولايات المتحدة من التدخل العسكري في سورية، لمساندة المليشيات المسلحة، كما ذكر الرئيس في كلمته! لكنه نسي أن الفيتو الأمريكي لمصلحة الكيان الصهيوني الفاشي تسبب لأكثر من نصف قرن في قتل ملايين الفلسطينيين والعراقيين واللبنانين!! وربما تلغي الحكومة العالمية الجديدة حق الفيتو، وتستبدله بصيغة الأغلبية والأقلية، لتنفيذ سياستها، خاصة بعد أن فرضت سيطرتها على أكثر من نصف العالم وعلى أغلب العالم الإسلامي إلا قليلاً.

أصر  أوباما على التأكيد أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينين لن تجدي في ظل الانقسام الحادث بين فتح وحماس! وأن السبب في استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية! هو الصراع الدائر بين فتح وحماس، ولهذا لابد من التفاهم فيما بينهما لحل القضية الفلسطينية على الطريقة الأمريكية، ووقف المقاومة المسلحة والاعتراف باسرائيل مثلما نعترف بها! ليحل لإسرائيل مشكلتها من "الوجود الفلسطيني"! وهو ما أكد عليه الرئيس في كلمته، مطالباً حماس وفتح بحل خلافاتهما. فبدا موقف الرئيس من سورية ومن فلسطين وتأكيده على حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والديمقراطية وكأنه صدى للموقف الأمريكي!! أو تأكيد على حسن النوايا تجاه السياسة الأمريكية المطلوب تنفيذها فيما يتعلق بكل هذه القضايا، أو تطمين للإدارة الأمريكية، بأننا لن نحيد عن الخط السياسي الأمريكي والديمقراطية الأمريكية.

ياسيادة الرئيس مصر غالية على أبنائها بشدة، ومستعدين للتضحية بحياتهم من أجلها، ولن يسلموها لبنى صهيون وبنوكهم واستثماراتهم العالمية، وليس لديهم أية أوهام في عدالة النظام العالمي الجديد، وحكومة السوبر باور الصهيونية. وسقوط سورية الحائط الأخير في عالمنا العربي في قبضة الصهيونية العالمية، يمثل خطراً كبيراً على مصر وعلى بوابتها الشرقية. ويتيح لإسرائيل السيطرة على نصف الشرق الأوسط وضرب إيران واستعمارها كما حلم ثعلب الصهيونية العالمية "كيسنجر" فإما أن تواجه الهجمة، وترفض اندماجنا في حكومة النظام العالمي الجديد أو تسلم مصر لمن يواجه الهجمة! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواطنة مصرية تحب مصر، وترغب أن تتوحد كلمة العرب للقضاء على الكيان الصهيوني العنصري، والكف عن مهادنة الصهيونية العالمية. فلا تنمية ولا نهوض لمصر أو لأي دولة عربية، دون القضاء على الكيان الصهيوني، لأنه كما علمونا في مدارسنا الابتدائية، شوكة في ظهر العرب، وأداة للصهيونية العالمية لوقف نمونا ونهضتنا الاقتصادية؟