بصراحة .. «فوق الموتة عصّة قبر» حال العمال السوريين

بصراحة .. «فوق الموتة عصّة قبر» حال العمال السوريين

تعرَّض العمالُ السوريّون منذ بداية الأزمة إلى كوارث حقيقية مسّت كيانهم وجعلتهم يَهيمون على وجوههم في أركان الأرض، يبحثون فيها عن مأوى لهم ومكانٍ للعمل، من أجل أن يستمروا بحياتهم وعائلاتهم معهم بعد أنْ تهدّدت تلك الحياة بكلّ أشكال التهديد، والتي أقلّها تأمين ما يحتاجونه بحدّه الأدنى الذي كان يُؤمَّنُ معهم بصعوبة بالغة وتزداد الصعوبة الآن أكثر.

في البلاد التي هاجر إليها العمال بحثاً عن عملٍ يقيهم مرارة الجوع الحقيقي تعرضوا للكثير من الضغوط النفسية والمعيشية؛ حيث يُنظَر إليهم كغرباء أتوا ليقتسموا اللّقمة مع عمّال تلك البلاد. والأخبار التي تأتي من تلك المناطق التي لجأ إليها العمّال السوريون بحثاً عن أمانٍ ولقمةٍ يسدّون بها رمقهم ورمق عائلاتهم الذين اقتسموا معهم مرارة الذل والإهانة والعوز الشديد - تلك الأخبار توضح الصورة حول معاناتهم، بسبب الاستغلال لجهودهم ولا سيّما التمييز ضدّهم بأجورٍ أقل من الأجور التي يحصل عليها عمّال تلك المناطق. وبالرغم من هذا الوضع المأساوي يقبل العامل السوري بما قُسِم له من أجور، لأنّ الخيارات أمامه معدومة، ولا حول له ولا قوة، ولا سند له يساعده على حماية حقوقه ومنع استغلالِه، بسبب ظروفه التي جعلته يقبل بكل ما كان يُعرَض عليه وما كان يُعرَض عليه هو القليل القليل.
الآن في ظروف الحرب الهمجية التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان، وقصفه لمناطق واسعة كانت تضمّ العمال السوريين الذين يعملون في الأراضي الزراعية وفي أعمال البناء، ومعهم عائلاتهم بما فيها أطفالهم، تعرّض العمال من ضمن سكان تلك المناطق وخاصة الجنوبية منها إلى تدمير منازلهم، حيث استشهد العديد من العمّال السوريين وعائلاتهم، بفعل القصف الوحشي الصهيوني. وهذا جعلهم يغادرون مرّة أخرى منازلَهم، ويعودون إلى الوطن يبحثون فيه عن مكان يلجؤون إليه، ومكان ليعملوا فيه، ليؤمّنوا لقمة عيشهم. ولكنهم سيصدمون بواقع صعب وقاسٍ حيث فرص العمل نادرة هذه الأيام والعاطلون عن العمل كُثُر؛ أيْ أنَّ جيشَ العاطلين عن العمل سيزداد كلّما قَدِمَ السوريّون من أماكن عملهم في لبنان خاصة وأن وسائل الرعاية والحماية المفترضة في مثل هذه الأحوال قليلة إن لم تكن معدومة وبهذا ستزداد معاناتهم وجوعهم بعد أنْ خسروا سابقاً كل شيء والآن تعاد الكرة مرة أخرى وقد خسروا كل شيء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1196