تيارات الحركة العمالية الأمريكية
محرر الشؤون العمالية محرر الشؤون العمالية

تيارات الحركة العمالية الأمريكية

الموجات الاحتجاجية التي تفجرت في الولايات الأمريكية، وعمت معظم الولايات، حيث عملت المراكز الإعلامية الأمريكية والغربية على إظهارها باعتبارها احتجاجات على التمييز العنصري فقط، وباتخاذ مجموعة من الإجراءات يمكن احتواءها، ولكن الحقيقة هي تعبير عن صراع طبقي واضح المعالم نتيجة النهب العالي الذي تتعرض له الطبقة العاملة الأمريكية، مسبباً لها البطالة التي تقدر بالملايين والتشرد والعوز، لهذا يشارك العمال في هذه الاحتجاجات بأشكال مختلفة.

قاسيون تعيد نشر مادة تم نشرها في العدد929 قبل اندلاع الاحتجاجات بعامٍ ونيّف، تظهر حجم المشاركة العمالية والحراك العمالي الذي بدأ يشق طريقه بقوة.
تخوض نقابات العمال والموظفين والمعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية حملة واسعة من الإضرابات العمالية التي تشمل العديد من الولايات، ويشارك فيها مئات الآلاف من العمال في الآباما، وفلوريدا، وجورجيا، وكنتاكي، ولويزيانا، ومسيسيبي، وكارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وتينيسي وغيرها.
حسب تصريحات قادة النقابات العمالية، يريد العمال الشباب التنظيم في نقابات عمالية أكثر من أية فئة عمرية أخرى، وفي الواقع، فإن العمال الشباب ينضمّون إلى نقابات العمال بمعدلات أعلى. ويُكوّن الشباب- الذين أعمارهم بين 18-35 عاماً- أكثر من 67% من منتسبي النقابات. كما تستمر حملة الإضرابات تحت شعار «النقابات للجميع» «التنظيم النقابي سلاحنا الوحيد»، «من أجل 15 دولاراً لكل ساعة عمل».
بدأت الإضرابات والمظاهرات من فكرة: لا يمكننا انتظار القوانين الجديدة، نحن نبني نقابات قوية من أجل إجازة الأمومة وزيادة الأجور، نحن نقاتل من أجل ما نحتاج إليه: «النقابات للجميع». أزمة القروض الطلابية تشل الملايين من البالغين الذين يسعون للتطور في مكان العمل. ولكن مع الأجور الفقيرة وعدم تنظيم العمال في نقابات، أصبح من الصعب بشكل متزايد الخروج من الدَّين. لهذا السبب نحن نخوض الإضراب تحت شعار «النقابات للجميع». ألا يستحق ذلك نضال العمال؟
في المقابل، أعيد تأسيس منظمة عمال العالم الصناعيين، تلك المنظمة التي قادت عدة انتفاضات عمالية في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1905-1914، بتأثير الثورة الروسية الأولى. وقضي عليها بالقمع الدموي العنيف أثناء الحرب العالمية الأولى وتنتشر المنظمة حالياً في جميع الولايات الأمريكية، وتدعو إلى الثورة العمالية لإسقاط الرأسمالية.
تقول المنظمة: «إن المهمة التاريخية للطبقة العاملة هي إسقاط الرأسمالية، ويجب تنظيم جيش المنتجين، ليس فقط من أجل الكفاح اليومي ضد رأس المال، ولكن أيضاً لكي يتواصل الإنتاج عند إسقاط الرأسمالية من خلال تنظيم العمال الصناعيين، فنحن نشكل هيكل المجتمع الجديد داخل قشرته القديمة». ويواصل أعضاؤها بناء المنظمات العمالية وتنظيم الإضرابات العامة للعمال من أجل المطالب، كما تبذل الجهود لنشر وتدريس تاريخ التجارب الناجحة للحركة الإضرابية لعمال أمريكا.
وفي جهة ثالثة، تنتشر منظمات عمالية محلية أو على مستوى عدة ولايات، تدعو إلى تسليح الطبقة العاملة والقتال بالسلاح ضد الرأسماليين على طريقة الفوضويين.
لم تكن الحركة العمالية البسيطة التي بدأت منذ سنة تقريباً، وانتشرت في نصف الولايات الأمريكية من أجل 15 دولاراً للساعة مثل باقي الحركات والإضرابات، بل امتدت حتى اليوم، ووصل نشاطها وتأثيرها إلى كندا والاتحاد الأوروبي.
برزت داخل الحركة العمالية الأمريكية حتى الآن وبشكل واضح التيارات الـ 3 المذكورة أعلاه، وربما توجد تيارات صغيرة وكبيرة إضافية، وإن كان حدوث الإضرابات وانتشارها أمراً مفهوماً في العالم الرأسمالي، ويعطينا ذلك مؤشراً عن الأزمة داخل الولايات المتحدة وغيرها، ويعني ذلك أيضاً: انتقال الحركة العمالية الأمريكية إلى درجة أعلى من الحراك. فإن الدعوة إلى حمل السلاح والنضال العنيف في هذه اللحظة بالذات قد تعني عدة أمور من بينها:
بدء انكفاء سوق السلاح الأمريكي إلى الداخل، ولجوء البرجوازية الأمريكية إلى أساليبها التقليدية لمحاولة كبح الحركة العمالية، واقتراب الأوضاع من درجة الانفجار في المستقبل، وغير ذلك من الأمور التي تنتج عن الهزائم الأمريكية عالمياً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
970