أهمية دور مفتشي العمل في قطاع الإنشاء والبناء
يضم قطاع أعمال الإنشاء والبناء نســبة غير قليلة مــن الطبقة العاملــة في معظم البلــدان، ويتميز هذا القطاع بتعدد الأعمال والشركات من قطاع دولة وقطاع خاص، وانخفاض مستوى حقوق العاملين المختلفة في هذا القطاع إضافة إلى شدة المخاطر التي يتعرض لها العمال في أغلب مراحل العمل، هذا عدا عن ضبابية علاقات العمل فيه، التي تؤدي إلى حرمان العمال الكثير من الحقوق التي كفلتها لهم القوانين النافذة والتشريعات الدولية، ومن أهمها التدابير الضرورية التي تضمن للعمال بيئة عمل آمنة وسليمة.
ونحن مقبلون على إعادة الأعمار، السؤال الضروري الذي لا بدَّ من الإجابة عنه: ما هي التدابير الضرورية واللازمة التي تعمل عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومؤسسة التأمينات الاجتماعية من خلال مديرياتها المختصة استعداداً لحماية هؤلاء العمال في المرحلة المقبلة الذين سيزداد عددهم من مخاطر العمل؟ هذا إذا غضضنا الطرف عن المرحلة السابقة وما كان يعانيه العمال، وعبروا عنه من خلال مؤتمراتهم النقابية بأشكال مختلفة. ونحن بصدد دور مفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية والدور المنوط بهم من خلال الإعداد والتدريب والتأهيل، والعدد الكافي مع توفير كافة مستلزمات عملهم المختلفة القانونية وغيرها من الوسائل التي تسهّل مهماتهم الميدانية. لقد نصت المادة /35/ ب من اتفاقية العمل الدولية الصادرة عام 1988 تحت رقم /167/ بشأن السلامة والصحة لعمال البناء بأن تقوم كل دولة بتوفير أقسام تفتيش ملائمة مهمتها الإشراف على تطبيق التدابير التي ستتخذ عملاً بهذه الاتفاقية، وتزويد هذه الأقسام بما تحتاجه من موارد لأداء مهمتها والتحقق من إجراء تفتيش مناسب. لابد لمفتشي العمل، أن يكونوا على معرفة واضحة بالقوانين والتشريعات النافذة المتعلقة بالعمل كي يستطيعوا أن يحددوا مدى الالتزام بهذه التشريعات من قبل أصحاب العمل قطاع دولة أو قطاع خاص على حد سواء، وترتيبات العقود المبرمة بين المتعاقد الرئيس والمتعاقد من الباطن وما هو تأثيره على حقوق العمال ومعرفة بأصول إعداد التقارير وإعلان النتائج التي توصلوا لها. كما يتطلب من مفتشي العمل المكلفين بمواقع البناء الإلمام بكافة إجراءات العمل في هذا القطاع، ومعرفة بكافة معدات الوقاية الشخصية وطريقة استخدامها. وإمكانية تحديد ظروف العمل الشاقة والخطرة بشكل علمي يضمن سلامة العمال. والقدرة على التعامل مع العمال وممثليهم واستنتاج المعلومات من خلال طرح الأسئلة المناسبة المتعلقة بهذه المهنة أو تلك. وعلى لجنة التفتيش تحديد مواعيد مناسبة لزيارة مكان العمل بحيث تكون في ذروة العمل لتواجد أكبر عدد ممكن من العمال، أما زيارة مفتشي العمل يجب أن تكون غير معلنة وفجائية حتى يتسنى لهم ضبط المخالفات ومشاهدة العمال قبل إخفائها من قبل أرباب العمل، أو إبعاد العمال عن مفتشي العمل بغية عدم حصولهم على المعلومات الكافية، وعدم مشاهدتهم واقع وظروف العمل بأعينهم.
إن مشاهدة ومراقبة العمال أثناء الأعمال الجارية ذات أهمية خاصة لتفحص مستوى الصحة والسلامة المهنية المتبعة إن كانت حقيقية أو وهمية. ومن معدات الوقاية الشخصية التي يجب أن تتوفر من أجل حماية عمال البناء، الخوذة لحماية رؤوس العمال، الأحذية المضادة للمياه والمصنعة من مواد صلبة لحماية الأقدام، والنظارات الواقية لحماية وسلامة عيون العمال، القفازات لحماية الأيدي من الإسمنت وغيرها من المعدات لسنا بصدد تعدادها. وقد قامت منظمة العمل الدولية بإصدار دليل لمفتشي العمل في مواقع العمل لقطاع البناء والتشييد في العام الماضي، يمكن الرجوع إليه من أجل إعداد وتطوير مفتشي العمل. وهنا طبعاً لا يمكن إغفال دور النقابات بهذا الجانب فهي المعني الأول بحماية العمال والمطالبة بحقوقهم ومصالحهم بالأشكال والطرق الضرورية، في حال لم تُجد نفعاً المذكرات والكتب للضغط على الجهات المعنية لتأمين تلك الحماية اللازمة في الصحة والسلامة المهنية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 924