اضراب يجـدي نفعـاً
قامت مجموعة من العمال الذين يعملون في قطاع صناعة الجوارب في أحد المعامل الصغيرة للقطاع الخاص الموجود في المنطقة الصناعية، بإضراب عن العمل بعد عطلة العيد مباشرة مطالبين بزيادة فورية على الأجر، كون رب عملهم لم يرفع لهم أجرهم منذ عام، رغم الارتفاعات الكبيرة على أسعار المواد كافة مع العلم أنه سبق ووعدهم بها، ولكن كل عامل على حدة، فكل المطالبات السابقة كان العامل أو العاملة يطلبون بالزيادة عند قبض أجرهم، ورب العمل بدوره يعدهم بها ولم يستجب سوى لعاملين أحدهم عامل مكنات وهو مدير المعمل، والآخر عامل كوي وهو المسؤول عن قسم الكوي والأمبلاج، بزيادة نسبية بسيطة لم تؤد الغاية منها
هذا ما جعل العمال الذين يبلغ عددهم 16 عاملاً يشعرون بضيق كبير، ولكنهم منوا أنفسهم بالزيادة على عيد الأضحى، وفوجئوا يوم الثلاثاء ما قبل يوم الوقفة، حين قبضوا أجرهم الأخير، بأن رب العمل عاد ووعدهم مرة أخرى متحججاً بعدم تصريف البضائع، وضعف حركة السوق، ولم يكتفِ بذلك بل قلص عيديتهم التي تعودوا على قبضها في الأعياد من 5000 ألاف لـ 2000 ليرة فقط وخرج الجميع لعطلة العيد مكسوري الخاطر، دون أن يعلموا بأن حالهم جميعا سواء فقد ظن كل عامل منهم بأنه هو المظلوم على حساب الآخرين، وهذا ما تغير بعد انتهاء العطلة حيث اجتمع العمال على إبريق الشاي صباح الثلاثاء ما بعد العيد، وبعد تبادل الشكاوى فيما بينهم تبين لهم بأنهم جميعا في الهم سواء فأطلقوا التهديدات والشتائم ولكنهم اتفقوا بعدها على الإضراب عن العمل، وإطفاء كافة الآلات حتى يحصلوا على الزيادة التي يريدونها، وهي حسب اتفاقهم 30% أو يتركوا العمل جميعاً، بعد أخذ تعويضاتهم المستحقة، واتصل مدير المعمل برب العمل ليخبره بتوقف المعمل، ومطالب العمال فأسرع بالحضور للمعمل لصب غضبه على العمال الذين لم يسكتوا وبادلوه الصراخ بالصراخ، مما جعله يخفف من حدته ويشرح لهم مشكلة غلاء الخيط والمازوت من أجل المولدة، وسعر الصرف، وأجور النقل وخرجية الحواجز وخلافه، ولكن مدير المعمل وعامل الكوي أجهضوا حججه بإعطائه الأرقام الحقيقية لربحه وأحرجوه فطلبهما لمكتبه عارضا رفع أجور جزئي ألف هنا وألف هناك مقابل تهدئة الأمور، وعودة تدوير الآلات وزيادة كبيرة للمديرين، فرفضا ذلك وأصرا على زيادة 50% للعمال جميعهم، فهددهم بصرفهم من العمل، فهددوه بالتأمينات، فعاد وناقشهم بهدوء ليحصلوا منه على الزيادة المتفق عليها مع العمال وهي 30% فخرجا ليضعوا الجميع بصورة ما حدث وليعود كل منه لعمله المأجور.
تعقيب
إن الفرق الشاسع ما بين الأجور والأسعار، الذي وصل لحد واسع جداً، لا تستطيع أية زيادة نسبية ردمه، لا يغني عن المطالبة الدائمة بها، وكم كان من المفيد حقا تواجد أكثر فاعلية للنقابات في القطاع الخاص لتقود العمال في معركتهم المعيشية.