العاصفة تركت مزارعي الساحل.. في العراء!

العاصفة تركت مزارعي الساحل.. في العراء!

إنه التوصيف الأفضل لما حدث مع مزارعي الساحل في الأوضاع الجوية الأخيرة، فالعاصفة الهوجاء المسمّاة (زينة) لم تكن زينة أبداً على مزارعي الساحل، ونقصد هنا مزارعي الخضار المحمية بالبيوت البلاستيكية. والأسوأ من ذلك موجة الصقيع التي ضربت المنطقة الساحلية بعد يومين من العاصفة، فالذي لم تدمره العاصفة أكمل عليه الصقيع وسط خسائر تجاوزت المليارات حسب تصريح جهات مختلفة لأن الضربة كانت شاملة لكل المناطق الزراعي في المحافظة.

رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة يحمور (علي زهرة) تحدث إلى قاسيون قائلاً: (إنها كارثة وقعت على الفلاحين، وهذه الموجة لم تحدث منذ أكثر من 30 عام فالذي لم يدمره الصقيع دمرته العاصفة والذي نجا من الاثنين غمرته السيول الجارفة إنها خسائر لا يستطيع أي مزارع تحملها ونطالب الجهات المعنية بالتدخل الفعلي من أجل التعويض ولو بجزء على الفلاحين..)

أما المزارع أبو علي من قرية (الدكيكة) فقال: (إنها سنة كبيسة ألا يكفي معاناة الفلاح مع غلاء المحروقات الفاحش، ورفع الدعم عنه وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، واستغلال علني من تجار الأزمة وسط غياب الدولة عنا بشكل كامل؟!..)

المزارع أبو باسل من خراب مرقية فتحدث لقاسيون غاضباً: (لم يكفينا الغلاء الفاحش للمواد الزراعية والمحروقات حتى جاءت الضربة هذه المرة من السماء!) وتساءل المزارع أبو باسل: (أين صندوق تعويض الكوارث الذي تأسس قبل خمس سنوات ولماذا تقف الدولة متفرجة على مأساتنا فهل هذا الصندوق هو مجرد دعاية وأعلام؟!).

نشرت جريدة قاسيون سابقاً مقالاً بعنوان (مزارعو الساحل يصرخون فهل من مجيب) إننا نعيد هذه الصرخة للمسؤولين للتدخل والتعويض عن جزء من مأساتنا فالقضاء والقدر قبلنا به أما غياب الدولة بشكل كامل عن معاناتنا هو أمر غير مقبول.

المزارع ذياب المصري من قرية العنابية تحدث مستغرباً عن دور اتحاد الفلاحين ولماذا يقف متفرجاً وكأنه غير موجود: (فهل الاتحاد هو مجرد مكاتب وسيارات للفرجة علينا؟، وهل أصبح اتحاد الفلاحين مجرد اتحاد موظفين بدون أي عمل؟)

ماذا عن: (الفلاح بخير الوطن بخير)؟!

المهندس علي مشرف موظف في وحدة ارشادية تحدث لقاسيون منتقداً الإعلام الرسمي وقال: (إعلامنا يقول، عندما يكون الفلاح بخير فالوطن بخير، فهل يعقل أن تقضي الكوارث على موسم وأرزاق مئات الآلاف، والتلفزيون الرسمي يستعرض (أكلات اليوم) إنه استخفاف غريب!، ولماذا لم يتم حتى الآن إصدار قانون (صندوق الضمان الزراعي) على نمط صندوق النقابات مثلاً؟!

المزارع معين من قرية برج ميعار تحدث قائلاً: (إن المزارع الذي يطعم الشعب السوري مظلوم، ولا يجد من يسانده في أزماته، من المحزن رؤية الآلاف من الفلاحين في العراء، يحاولون إنقاذ مواسمهم، فالمازوت مقطوع وإذا وجد فأسعاره جنونية والكهرباء تقطع لساعات طويلة، وجاءت العاصفة لتعري البيوت البلاستيكية، أعقبها الصقيع في اليوم الثاني ليكمل مأساتنا..

لقد أصبح الفلاحون في كارثة  تماماً أمام دمار مواسمهم ، وأمام استغلال تجار الأزمة وغلاء الأسعار، دون وجود بوادر بأي تحرك فعلي للجهات الحكومية للتعويض ولو بجزء على المتضررين.