«السلامة والصحة عند استخدام المواد الكيماوية في العمل»
تحيي منظمة العمل الدولية والنقابات العمالية في العالم ذكرى العمال شهداء حوادث العمل، الذين فقدوا حياتهم في حوادث أو أمراض المهنة، وتقوم بحملة توعية في موضوع السلامة والصحة المهنية، في 28 نيسان من كل عام، وذلك منذ العام 2003 .
جهاد عقل
مع إطلاق الحملة السنوية للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل، تجري نشاطات من قبل النقابات العمالية والحكومات وأصحاب العمل على الصعيد العالمي، بهدف تعميق المعرفة في مجال الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية، من أجل وضع الموضوع على جدول الاهتمام العالمي وترسيخ ثقافة الصحة والسلامة المهنية وتقليص حالات الوفاة والإصابات في الحوادث التي تقع في أماكن العمل على مختلف المهن التي يمارسها العاملون.
نشاط العام 2014 تحت شعار: «السلامة والصحة عند استخدام المواد الكيماوية في العمل».
في ظل انتشار استعمال المواد الكيماوية في مختلف الصناعات والمنتوجات التي نستعملها يومياً، يتعرض العمال في هذه الصناعات وحتى المستهلك نفسه لأخطار صحية ولاحتمال إصابته بأمراض مهنية قد تؤدي لوفاته.
بما أنّ المواد الكيميائية هي جزء هام من حياتنا، حيث نستهلكها ضمن المواد الغذائية والأدوية ومنتجات التنظيف، وتستعمل في الزراعة للقضاء على المبيدات، بل بالإمكان القول إنها تكاد تكون في كل ما نستهلك من غذاء ومشروب وعلاج. لهذا تقرر هذا العام أن يكون نشاط النقابات ومختلف الهيئات الدولية من مشغّلين وحكومات وهيئات تعنى بموضوع الصحة والسلامة المهنية من أجل التوعية بهذا المجال وتحت شعار: «السلامة والصحة عند استخدام المواد الكيميائية في العمل».
منذ بداية الاهتمام بموضوع الصحة والسلامة في العالم تم وضع معايير وتوصيات تضع أنماط التعامل مع موضوع الصحة والسلامة والأمان في العمل ويصل عدد هذه المواثيق إلى أكثر من 70 إتفاقية وتوصية وضعتها هيئات منظمة العمل التي تتمثل فيها الإتحادات النقابية وإتحادات أصحاب العمل والحكومات، هذا إضافة لبرامج يجري تنفيذها على مدار العام في مختلف الدول من أجل التوعية وتقليص عدد المصابين في حوادث العمل وضحايا تلك الحوادث والأمراض المهنية. وتتمثل أهداف نشاط المنظمة الدولية في: «التوعية في جميع أنحاء العالم، بأبعاد الحوادث والإصابات والأمراض المرتبطة بالعمل وعواقبها، وتعزيز هدف الحماية الأساسية لجميع العاملين بما يتفق مع معايير العمل الدولية، وتعزيز قدرات الدول الأعضاء والصناعات، وتصميم وتنفيذ سياسات وبرامج فعّالة في مجالي الوقاية والحماية». الصحية والسلامة المهنية.
430 مليون حادث
عمل ومرض مهنة
يظهر من المعطيات الرسمية الصادرة عن قسم العمل الآمن في منظمة العمل، بخصوص متوسط حوادث العمل المهنية أنه يقع 430 مليون حادث عمل ومرض مهنة، وكما جاء في التقرير «يتعرض العاملون لحوالي 270 مليون حادث مهني سنوياً (مميت وغير مميت) وثمة حوالي 160 مليون حالة مرضية مرتبطة بالعمل. وفي حوالي ثلث هذه الحالات، يؤدي المرض إلى ضياع أربعة أيام عمل أو أكثر». أي خسارة أكثر من 213 مليون يوم عمل.
355.000 حالة وفاة سنوياً من الحوادث و2 مليون من الحوادث وأمراض المهنة
جراء حوادث العمل التي تقع في مختلف المهن في أماكن العمل في العالم يفقد 355.000 عامل وعاملة حياتهم في تلك الحوادث المباشرة، ويبلغ العدد الكلي للوفاة «2 مليون شخص من الرجال والنساء نتيجة للحوادث المهنية والأمراض المرتبطة بالعمل». أي حوالي 5000 عاملة وعاملة يفقدون حياتهم كل يوم في هذه الحوادث القاتلة.
تشير التقديرات إلى أن نصف هذه الحوادث يقع في الزراعة: «وهو القطاع الذي يضم نصف قوة العمل في العالم، ويعد التعدين والبناء والصيد التجاري قطاعات أخرى تنطوي على مخاطر كبيرة».
12.000 ألف طفل ضحايا
حوادث العمل سنوياً
الأمر المؤلم في هذه المأساة العالمية، أي مأساة حوادث العمل وأمراض المهنة، ما يتعرض له الأطفال ممن يضطرون لدخول سوق العمل بدلاً من الجلوس على مقاعد الدراسة، حيث يفقد أكثر من 12,000 طفل حياته في حوادث العمل القاتلة .
كما و«تقتل المواد الخطرة 340,000 عامل سنوياً، ويحصد الأسبستوس وحده أرواح 100,000 شخص». كما و«تشير التقديرات إلى رصد 11 مليون عامل عبر العالم معرضين لإشعاع أيوني».
32% من وفيات أمراض العمل
من السرطان
32% من الوفيات المرتبطة بأمراض العمل تعود إلى مرض السرطان، كما وتشكل أمراض القلب والأمراض المرتبطة بالجهاز العضلي والهيكل العظمي وحدها أكثر من نصف التكاليف الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالعمل. وتقع في بعض أنواع العمل 5000 حالة إصابة تتطلب علاجاً أولياً مقابل كل حالة وفاة.
أوروبا وظاهرة التوتر الناجم
عن ضغوط العمل
من سمات أمراض العمل التي انتشرت في السنوات الأخيرة في العالم عامة وفي أوروبا خاصة، مرض التوتر في العمل والذي يؤدي إلى حالات الإحباط والقلق، وهو ناتج عن الظروف الجديدة في عالم العمل، وهي العمل ساعات طويلة تحت الضغط المتواصل من أجل التميز وزيادة الإنتاج، وجراء ذلك الوضع ووفق الأبحاث التي أُجريت مؤخراً في أوروبا اتضح أن «ما بين 50 – 60 % من جميع أيام العمل المُهدورة في أوروبا مرتبطة بالتوتر الناجم عن ضغوط العمل». وهذا بحد ذاته وضع يحتاج إلى رصد ميزانيات هائلة من أجل وضع برامج علاجية لمواجهة انتشاره، خاصة وأننا نتحدث عن ظاهرة غير عادية أو تقليدية وفق ما هو معروف عن التعريف الكلاسيكي لحوادث العمل وأمراض العمل.
علينا مواجهة هذه الكارثة
هناك من يدّعي أنه طالما يوجد عمل وورشات عمل، تقع حوادث العمل وإصابات العمل، ومنها القاتل.
نعتقد أن هذا الإدعاء غير صحيح، وعلى مختلف الهيئات والمُشغّلين العمل بجهد متواصل من أجل توفير بيئة عمل آمنة وصحية.
إعلان الحركة النقابية العمالية في العالم يوم 28 نيسان – أبريل، يوم ذكرى لضحايا العمل من وفيات وإصابات وأمراض العمل، بل يوم عالمي للسلامة والصحة في المهنة ومن أجل التركيز على تعزيز ثقافة السلامة والصحة في أماكن العمل عبر العالم، خطوة هامة، وأكدت لنا التجربة في هذا الخصوص أن موضوع الوعي لموضوع السلامة في العمل، يعود بالنفع على العاملين، وعلى أصحاب العمل والحكومات، لأنه يحمي العمال من الإصابات والأخطار، ويمنع الخسائر المباشرة وغير المباشرة، والأهم من كل ذلك يوفر الصحة والسلامة للعامل في مكان عمله.
لهذا على أصحاب العمل تحمل المسؤولية وتوفير بيئة عمل آمنة للعاملين في كل مكان، خاصة في ظل هيمنة العولمة والجشع الرأسمالي لجني الأرباح على حساب أرواح العمال وصحتهم، موقف النقابات العمالية في هذا الأمر وتخصيص يوم 28 نيسان من كل عام يوم نشاط لإحياء ذكرى شهداء العمل من جهة ونشر التوعية من أجل بيئة عمل آمنه من الجهة الأخرى يساعد على توسيع الوعي لموضوع السلامة والصحة في العمل ويساهم في إنقاذ حياة الكثير من العاملين في أرجاء المعورة .
عن موقع الحوار المتمدن