نضال السائقين وعمال النقل البري 1932-1969

نضال السائقين وعمال النقل البري 1932-1969

خاض السائقون وعمال النقل البري في سورية نضالات عديدة من أجل حقوقهم ومكاسبهم الاجتماعية، التي انتزعوها خلال القرن العشرين، ففي عام 1932 قام سائقو الباصات بسلسلة إضرابات رداً على كثرة الضرائب والرسوم التي فرضت عليهم، وفي عام 1933 ساند الحزب الشيوعي إضراب 16 ألف سائق في لبنان.

خلال الحرب العالمية الثانية وصلت الطبقة العاملة السورية لوضع مزر جداً، وأزداد عدد العاطلين عن العمل، ففي دمشق وحدها كان يوجد 14250 عاطلاً عن العمل منهم 400 سائق.    وفي ربيع 1952 أضرب ألفا عامل نسيج في حلب، وقد أضرب معهم عمال نسيج دمشق، وكذلك عمال الباصات تأييداً لمطالبهم المشروعة؛ كما أضرب سائقو طريق حمص وحماة وعمال الباصات عام 1954.

وفي أذار 1955 انعقد المؤتمر الثامن للنقابات العمالية السورية، وشارك فيه مندوبون عن أكثر من «200» اتحاد مهني، وقد صدر العدد الأول من جريدة الحزب الشيوعي، والتي كانت حينها تصدر باسم «النور» قبل المؤتمر بفترة قصيرة، ونشرت الجريدة برقية قادة النقابات العمالية الشيوعيين: (إبراهيم بكري، خليل الحريري) الموجهة إلى الحكومة يحتجون فيها على طريقة تعامل الشرِطة الموجهة ضد عمال الباصات المضربين، ويعبرون عن تضامنهم  مع المضربين.

أما في عام تموز عام 1962 فقد عقد مؤتمر عمالي لانتخاب قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال سورية، وفي هذا الوقت كان قد تشكل في البلاد 49 اتحاداً نقابياً مهنياً، وكانت نقابة السائقين من ضمنهم، حيث كانت تمثل ستة آلاف سائق!!. وفي عام 1967 صدرت قرارات حكومية بحل مكاتب بعض النقابات، ومنها نقابة عمال النقل البري، وتم تعيين مكاتب جديدة مكانها، وذلك في دمشق وحمص وحلب بسبب نشاط النقابيين الشيوعيين آنذاك.

أخيراً في 20 أذار 1969 الذي صادف اليوم الأول من أيام المؤتمر القطري الرابع الاستثنائي لحزب البعث العربي الاشتراكي، أعلن جميع العمال في المعامل والمؤسسات في دمشق بما فيهم عمال النقل الداخلي والسائقين إضراباً عن العمل لمدة خمسة دقائق دفاعاً عن مطالبهم التي رفعوها للمؤتمر بمئات البرقيات والعرائض، تطالب بحماية المكتسبات وتطويرها لمصلحة الطبقة العاملة، وتعزيز القدرة الدفاعية للبلاد، وتوسيع الديمقراطية للعمال والفلاحين، وتوطيد الصداقة مع الاتحاد السوفيتي البلد الصديق، وقد رفعت هذه البرقيات من جميع النقابات واللجان النقابية في جميع المهن، بمن فيهم السائقون وعمال النقل الداخلي.