الوجه الآخر للديمقراطية
تكشف القوائم السوداء الوجه الآخر للديمقراطية الأمريكية، لانتمائها إلى العالم الواقعي الذي لا يمكن إنكاره، فالواقع ليس أغنى من كل ما يقال ويكتب عنه فقط، بل يملك خاصية كشف الزيف والكذب مهما بلغ حجمه وأدواته.
استبعدت النجمة الأمريكية سوزان سارندون من الأعمال والمشاريع في «هوليوود» وطُردت من وكالة المواهب (UTA) التي تعمل معها وسُحبت جميع مشاريعها، وأدرجت على «القائمة السوداء» بسبب نشاطها الداعم لفلسطين بعد عام على مشاركتها في مسيرة ضد حرب الإبادة على غزة. وكانت سارندون (78 عاماً) من أوائل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وأكدت خلال مشاركتها آنذاك أمام الحضور أنه من المهم النظر إلى أحداث 7 أكتوبر في سياق تاريخ «إسرائيل»، وقالت: «إن العديد من الأشخاص لا يفهمون السياق الذي حدث فيه هجوم 7 أكتوبر، هم لا يفهمون تاريخ ما يحدث للشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً. لذا، هذه فرصة لتثقيف الناس إذا كانوا يمتلكون عقلاً منفتحاً».
وصرحت ساراندون لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية مؤخراً إنه: «تمّ استبعادي من وكالة المواهب وسُحبت مشاريعي، تمّ استخدامي كمثال على ما لا ينبغي فعله وقوله إذا كنت ترغب في الاستمرار بالعمل في هوليوود». وأضافت: «هناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم منذ نوفمبر من العام الماضي. خسروا وظائفهم كحرّاس، وكتّاب، ورسامين، وأشخاص يعملون في المقاصف، ومعلمين بدلاء تمّ فصلهم لأنهم نشروا تغريدة أو أعجبوا بتغريدات آخرين أو طلبوا وقف إطلاق النار في غزة».
أما الناشط الأمريكي المناصر لفلسطين غاي كريستنسن، فقد صرح في آخر فيديو ظهر فيه على حسابه الخاص في منصّة «إكس» يخبر فيها متابعيه ما يتعرض له من مضايقات من اللوبي الصهيوني في أمريكا، آخرها هو الضغط على الـ «مكتب التحقيقات الفيدرالي/ إف بي آي» للتحقيق معه ومنعه من السفر: «الصهاينة يريدون إسكاتي وبث الرعب في داخلي، لكي أتوقف عن الحديث عن فلسطين». وكان كريستنسن في طريقه إلى المشاركة في مؤتمر يضم مجموعة من الناشطين المعنيين بالقضيّة الفلسطينيّة عندما تعرض للتحقيق والاستجواب حول محتواه الإلكتروني المتعلق بفلسطين ووجهت إليه اتهامات زائفة حول إهانة الكنيس اليهودي. أجاب عنها كريستنسن، وسمح له بالسفر في نهاية المطاف. لكنه أكد أنّ هذه المحاولة أتت بعد ضغوط صهيونية تهدف إلى ردعه من أجل عرقلة نشاطاته الداعمة لفلسطين، خاصة بعد أن أحدث هذا الشاب الشجاع فارقاً في التصدّي للسردية الصهيونية في الغرب على تيك توك.
تثبت هذه الأمثلة- وهناك الكثير منها- هشاشة مسمى «الديمقراطية الأمريكية» التي تغنى بها الإعلام الغربي لعقود. وتؤكد القوائم السوداء حجم الضلال والظلم الممارس على كل من يتجرّأ على المساس الفعلي بمنظومة الهيمنة الغربية وتثبت أكثر من أي شيء آخر حجم الهيمنة في المؤسسات الإعلامية نفسها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1201