خسارة مؤلمة ووجع كبير للسوريين
حاتم علي مخرج سوري استطاع بشكل خاص ومتميز أن يخلق مدرسة خاصة به، وكل الأسماء التي عملت تحت إدارته أن كانوا ممثلين أو فنيين أو مدراء تصوير كان لهم موقعهم الخاص في حياته العملية فيما بعد.
رحيل المخرج حاتم علي خسارة مؤلمة ووجع كبير وفاجعة آلمت الفنانين السوريين والجمهور السوري على حد سواء، وهو المخرج الذي قدم لنا أعمالاً خاطبتنا ولامستنا، وكان كل الجمال الذي نعيش فيه وكل المشاعر وكل الحياة وكل الأحلام التي قدمها على الشاشة.
وبنفس الوقت قدم حاتم علي الألم وقدم التطور وقدم الوجع وقدم الذاكرة التي لا تغيب، والأهم من ذلك كله، أنه وثق قصص مهمة وفتح جيل كامل على قضايا مهمة بصيغة متكاملة وكاملة الجمال على أكمل وجه وصورة. ومن أعماله المشهورة: «التغريبة الفلسطينية» و«صلاح الدين الأيوبي» و«مرايا» و«صقر قريش» و«ربيع قرطبة» و«صراع على الرمال».
تفتخر الدراما السورية والعربية كما يفتخر السوريون والعرب بوجود اسم مثل حاتم علي، وكل الأجيال اتفقت على إبداعه وتأثيره، والدليل على ذلك رثائه اليوم على يد أساتذته وطلابه وجمهوره والناس الذين تتلمذوا على يديه عن بعد وبشكل غير مباشر وتعلموا من أسلوب حاتم علي ومن صورة حاتم علي.
خسارته لن تعوض، فالمخرج حاتم علي مشروع متكامل، نقل الشارع السوري بكل ما يلم به إلى الشاشة الصغيرة، وامتاز حاتم علي ببصمته الدائمة وشغفه الدائم وقلقه حتى لحظة وفاته، على عكس أعماله الدرامية التي امتازت بالضجيج حتى هذه الفترة.
وحتى عندما يغيب المبدع حاتم علي، يجمع الناس على مشاهدة أعماله، وكأنها تعرض للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة. عزائي الكبير لعائلته وللعائلة الفنية والجمهور السوري بكل أطيافه وللدراما السورية والعربية.
لم توجد مشاريع وأعمال بيننا، وبصراحة، كانت واحدة من أحلامي أن أعمل مع المخرج المبدع حاتم علي الذي خسرناه منذ أيام.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 999