نقلة المهزوم الأخيرة

نقلة المهزوم الأخيرة

في سهرة يوم واحد فقط منتصف شهر آب، تزامن عرض ثلاثة أفلام سينمائية على قناتين فضائيتين، إحداها فرنسية والثانية خليجية. في دور متكامل بين الإعلام الخليجي والإعلام الفرنسي المليء بالرسائل السياسية الموجهة للشعوب العربية عبر الأفلام الثلاثة.

يحاول الفيلم الفرنسي أن ينَصِّب نفسه أستاذاً على الشعوب العربية كما تفعل القناة الفرنسية الموجهة إلى الشرق والمغرب باللغة العربية. وباختصار، يقول الفيلم: أيها العرب، إن الشيوعية والفامينيزم تيار واحد، ويلصق بالممارسات والتقاليد الليبرالية اسم اليسار والشيوعية عندما تحاول تقديم ثنائية التكفير والتغريب، وحسب رأي هذه الفيلم والقناة، فالتغريب واليسار لا ينفصلان!
أما فضائية MBC2 الخليجية، فقد أصبحت وكيلاً حصرياً للأفلام الأمريكية الموجهة للشعوب العربية، ومنها الأفلام السينمائية الطازجة 2019 التي تتحدث عن بطولات ما للجيش الأمريكي على الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية، وكيف هزم الأمريكيون ألمانيا النازية، ثم سخروا من العلم الأحمر والشيوعية. إضافة إلى عرض عشرات الأفلام أسبوعياً، والتي محورها: الانتصار السياسي الأمريكي على الاتحاد السوفييتي.
وفي نفس السياق، أعلن الفريق المنتج للجزء الخامس والعشرين من سلسلة جيمس بوند، عن تفاصيل جديدة حول فيلم جديد. وكتب فريق الإنتاج عبر موقع تويتر أنّ اسم الفيلم هو No Time to Die، وأن موعد عرضه في قاعات السينما العالمية سيكون في شهر نيسان من عام 2020. ومجدداً، يلعب دور البطولة الرئيس في الفيلم، الممثل البريطاني، دانييل كريغ، في حين يؤدي النجم الأمريكي المنحدر من أصول مصرية، رامي مالك، دور الشرير. كما يشارك في التمثيل كل من نعومي هاريس، ليا سيدو، وبن ويشا، ولا زال تصوير الفيلم مستمراً في الوقت الراهن، وتحديداً في إيطاليا.
هكذا إذاً، فالعاجزون عن تحقيق انتصار سياسي على الأرض في الوقت الراهن، ينسجون انتصارات خيالية في الأفلام السينمائية. وتأتي القناة الخليجية لتقول للعرب: إن الولايات المتحدة تنتصر! وتخوض مؤسسات العالم القديم المعركة بهذا الشكل على شاشات السينما ووسائل الإعلام، وهي نقلة المهزوم الأخيرة على رقعة الشطرنج، تؤخر الهزيمة لمدة نقلة واحدة، ثم تأتي الهزائم تباعاً بما لا تشتهي القناة الفرنسية والخليجية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
928