الماركسية كمادة يومية في الإعلام

الماركسية كمادة يومية في الإعلام

ارتفع وزن الفلسفة الماركسية في الحياة اليومية إلى درجة أصبحت مادة تتناولها وسائل الإعلام حول العالم وبشكل يومي.

بين مهاجم ومدافع ومدعي الحياد في تناول المواد، تمتلئ محركات البحث بنتائج لا نستطيع إحصاءها. ولكن يمكن القول بوجود مئات النتائج عن الماركسية يومياً خلال 24 ساعة وباللغة الإنكليزية فقط على محرك البحث غوغل، وما بالكم إذا أخذنا جميع اللغات بالحسبان.
وإذا حاولنا تتبع متى بدأ هذا الوزن بالارتفاع، قد يصعب ذلك، ولكن نستطيع ربط ذلك بالأزمة الرأسمالية التي بدأت عام 2008 وتأثيراتها على حياة سكان الكوكب، وانتشار الحركات الشعبية والإضرابات العمالية حول العالم. إضافة إلى تأثيرات 20 عاماً من إعلان الحرب الإمبريالية على شعوب العالم، وصعود آسيا والشرق وغير ذلك من الأحداث التي يراكمها التاريخ.
بدأت الشعوب والطبقات العاملة تأخذ زمام المبادرة حول العالم، مناضلة في سبيل حياة أفضل، ولعل ذلك ما يفسر الانتشار الواسع للأفكار الماركسية في الجامعات والمصانع الأوروبية والأمريكية رغم غياب أحزاب حقيقة، ولكن أول الغيث قطرة والحياة لا تقبل الفراغ، وبدأ الناس يشعرون بضرورة العدالة الاجتماعية كحلٍ وحيدٍ.
وفي المقابل، بدأت الأنظمة الحاكمة حول العالم تُصاب بالذعر من ذلك الشبح الذي خيم على أوروبا في القرنين الماضيين. ففي إندونيسيا على سبيل المثال، شنت الشرطة حملة واسعة على المنشورات الشيوعية بداية هذا العام، ومبعث خوفها هو الحزب الشيوعي الإندونيسي الذي قُضي عليه قبل نصف عقد، وهو غير موجود إلا في كتب التاريخ!
هو ذلك الشبح الذي سبب الكوابيس للسلطات الإندونيسية، وحتى السلطات الأمريكية الحالية. فحسب ما تقوله وسائل الإعلام الأمريكية ستكون «الاشتراكية» هي محور الصراع في كل الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية التي ستحدث في الولايات المتحدة، فهذا سيتعهد بإصلاحات اشتراكية! وذاك سيفرض ضرائب اشتراكية! وثالث سيشن الحرب على الاشتراكية كما حدث في انتخابات بلدية شيكاغو الأخيرة، وتصريحات ترامب حول فنزويلا وغير ذلك. بينما بدأت وسائل الإعلام تقول: أينما يحل ماركس، تحل الأزمة الرأسمالية! وشر البلية ما يضحك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
927