عيد الفصح في التراث الشركسي
جاء في القاموس العربي الشركسي لمؤلفه عادل عبد السلام لاش طبعة 2013 وفي الصفحة 487:
عيد الفصح طقس قديم كان الشركس يمارسونه في العهد الوثني قبل دخول المسيحية إلى ديارهم. وهو احتفال ديني يُقام في فصل الربيع. إذ كان للشركس القدماء أماكن للعبادة تقع في الخلاء والمروج أو الغابات، يحفظونها نظيفة ومحمية، لها قدسية وحرمة كبيرة تحمي العائذين بها من العقاب مهما كان جرمهم كما تقول الاسطورة.
كان الشركس يصومون 48 يوماً قبل عيد الفصح. يمتنعون عن أكل اللحوم وغيرها. ويخرجون في يوم الفصح إلى مكان العبادة حاملين الأطعمة الشهية، ومرتدين أجمل الحلل النظيفة.
يبدأ الاحتفال بالتوسل والدعاء لشجرة الرب حيث يؤتى برأس بقرة أو ثور إلى قاعدة الشجرة. وتذبح الأضحية في مكان بعيد عن الشجرة، ثم يسلخ جلدها، وتقطع في مكان غير مكان الذبح. ثم يطبخ لحمها في مكان آخر. كما تؤكل في موقع مغاير. أما العظام فتطمر أسفل الشجرة وأصلها.
وكان المحتفلون كلهم، ذكوراً وإناثاً، يعقدون حلقة رقص في دائرة مغلقة، يضع فيها الواحد يده على كتف الآخر مع الدوران «على الأغلب حول شجرة الرب» بانتظار نضج الطعام. وينشد الجميع الأغاني الخاصة بالمناسبة. ثم يجتمع الكل للطعام ويتبادلون كلمات المديح والدعاء والأنخاب. بعد ذلك يتابع الفتية أفراحهم وألعابهم بإشعال نار يقفزون حولها، ثم يركضون حاملين مشاعل من القش، يجوبون بها الحقول داعين الرب أن يمنحهم البركة والخصب.
عرف الشركس احتفالات الربيع منذ القدم، تشابهت فها طقوس الاحتفال بأعياد الربيع عند شعوب الشرق، فرقصة النار تشبه مثيلاتها في نوروز الكرد وترنديز الأرمن، وأفكار الربيع والخصب والدبكات الشعبية تجمعها مع أعياد قديمة وأخرى جديدة، مثل: أعياد السومريين وعيد أكيتو والأربعاء الأحمر، بينما يجمعها الفصح مع عيد الفصح في سورية والشرق ومهرجان البيض في روسيا أوكرانيا.
لم يعد الشركس يمارسون هذا الطقس اليوم، وتذكر الأخبار أن بعض بقايا هذا الطقس شوهدت في القرن التاسع عشر في جبال القفقاس. ولكنه يعيش اليوم في بقية أعياد الربيع الشرقية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 907