قصة عشق الرأسمالية
لؤي محمد لؤي محمد

قصة عشق الرأسمالية

سيأتي يوم يتمرد فيه الذين لا يملكون شيئاً على أولئك الذين يملكون كل شيء، فلم تعد هناك طبقة وسطى، هناك فقط من يملك كل شيء، ومن لا يملك أي شيء! لماذا سيحدث ذلك؟ لأن البنوك تسلبنا النقود والبيوت والممتلكات والحياة.

يتحدث الفيلم الوثائقي «Capitalism: A Love Story» عن الأزمة المالية العالمية، الفيلم سيناريو وإخراج مايكل مور 2009. يقول مور: «هناك عائلة تُطرد من منزلها كل سبع ثوان ونصف الثانية، وهذا رقم مخيف». ويزخر فيلمه الجديد بمشاهد أطفال يبكون في الشارع، أو يضطرون للنوم في شاحنة مع أسرهم، فضلاً عن عائلات أو متقاعدين فقدوا كل شيء بسبب الأزمة.
وكما يقول الفيلم، فإن الأزمة العالمية ناجمة عن تواطؤ بين المصارف الكبرى وإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فضلاً عن عمل تدميري داخلي عائد إلى «الإصلاحات ونزع القيود والأنظمة» الذي جعل وول ستريت تتحول إلى «كازينو فعلي يمكن المراهنة فيه على أي شيء». قال مور في البندقية: «سمحنا لوول ستريت بالقضاء على البنية التحتية الصناعية في بلادنا لتحقيق المزيد من الأرباح».
جاء في التعليق المرافق للفيلم بصوت المخرج: أن الولايات المتحدة لم تعد ديمقراطية، بل تحولت إلى «حكم الأغنياء»، حيث تملك أقلية صغيرة جداً معظم الثروات.
بدأ الفيلم بالحديث عن روما القديمة، حيث لم يستطع زيف الإمبراطورية منع انهيارها، حيث الاعتماد المرضي للاقتصاد على الرقيق والتفاوت الطبقي بين الفقراء والأغنياء. وامتدت وراء المنتدى الروماني الرائع أحياء الفقراء الشاسعة التي لا يمكن الخروج منها، وذلك لتأمين إبقاء الشعب الخامل مرفهاً عبر تنظيم الألعاب والمهرجات المختلفة. وصوّر مور في مقارنة بين أوجه الاستبداد في كل روما والولايات المتحدة، واتبعها بمشاهد من طرد الشرطة للناس من بيوتها بعد استيلاء البنوك عليها، وتراكم الضرائب والديون إلى حد لا يطاق.
أجل هكذا وبكل بساطة، ترمي الولايات المتحدة وكل البلدان الرأسمالية سكان الأحياء الفقيرة إلى الشوارع، وتستولي على بيوتهم وترمي الأثاث في مَكبِّ النفايات. ليس هناك طاغية روماني ليفعل ذلك، بل هناك طاغية صيرفي بنكي اسمه «الدولار الأخضر».