صديقي القديم ذو الـ 83 عاماً
توفي الكاتب والصحفي في جريدة ريا تازه «الطريق الجديد» السوفييتية، آماريك سرداريان في مدينة خاركوف الأوكرانية، بتاريخ 19 شباط 2018 عن عمر ناهز الـ 83 عاماً، يعتبر آماريك سرداريان واحداً من أبرز ممثلي الأدب الكردي في الاتحاد السوفييتي، وجمهورية أرمينيا، منذ عام 1959.
ترك سرداريان تراثاً واسعاً من الكتب والمواد الصحفية باللغات الكردية والأرمنية والروسية، وترجمت بعض من أعماله إلى عدة لغات. عمل مترجماً ورئيساً للقسم الثقافي بجريدة ريا تازه، ومديراً تنفيذياً للجريدة، وأخيراً رئيس تحريرها لعدة سنوات وأمضى 48 عاماً في الصحافة والأدب.
الحرب الوطنية العظمى
في الأدب الكردي
يقول سرداريان: «سنة 1941 طرق العدو أبواب وطننا الكبير، ونهضت الشعوب السوفييتية تدافع عن وطنها الاشتراكي، وكان الأدب السوفييتي الذي تبلور أثناء الحرب، وما بعدها، قد طُبع بطابع النصر على الفاشية».
في تلك الفترة كانت الأعمال الأدبية المختلفة تتحدث عن المأثرة العظمى، ومنها: أعمال نشرت باللغة الكردية، والتي وقع على عاتق آماريك سرداريان مهمة كتابة الأبحاث والمواد الصحفية عنها. واحدٌ من أشهر تلك الأبحاث المنشورة في جريدة ريا تازه يحمل عنوان: «الحرب الوطنية العظمى في الأدب الكردي السوفييتي 1965».
إضافة إلى المقالات النقدية التي تتحدث عن روايات: «الحياة السعيدة» لعرب شاميلوف، «خاتم فاسيلي» لقاجاغ مراد، «الصدام لعلي» ماميدوف، «كل شيء يمكن أن يحدث» لميروي أسد، والمجموعات الشعرية لأمين عفدال ومنها: «الإخوة الثلاثة»، إضافة إلى المواد الصحفية المخصصة لشهداء الحرب الوطنية العظمى وذكريات معاصريها.
الأدب الكلاسيكي الأرمني
درس سرداريان الجوانب المشتركة بين الأدب الأرمني والأدب الكردي، ونشر عشرات المواد الصحفية في هذا الملف، منها: المقالات التي تحمل عناوين: «دور الأرمن في جمع التراث الكردي 1962 – الصداقة الكردية الأرمنية في الأدب الكلاسيكي الأرمني 1964 – تدوين الأدب الكردي في أرمينيا السوفييتية 1967 – الأدب الأرمني المترجم إلى الكردية 1972».
ترجم سرداريان أعمالاً من الأدب الأرمني إلى اللغة الكردية، ومنها: «مختارات» لهوف تومانيان 1970، «الحضور» لهراتشيا كوتشار 1972، «المجموعة» لآفاسيك إيساناكيان 1977 وعشرات الكتب المترجمة من الأرمنية والروسية إلى الكردية. وكان أحد أبطال الفيلم الوثائقي السوفييتي «صديقي القديم 1988» الذي يتحدث عن تاريخ الصداقة الكردية الأرمنية في محطات مختلفة.
التاريخ وقضايا المستقبل
كان سرداريان شاهداً على فترة تاريخية طويلة، موضوعية التراث الذي تركه يرد بقوة على هؤلاء الذين يحاولون تشويه التاريخ، لا نستطيع القول: إن سرداريان مات شيوعياً، ولكنه وثق بدقة للمرحلة السوفييتية وخاصة فترة حكم ستالين التي يحاول الكثيرون تشويهها اليوم.
لم يتنكر سرداريان لتاريخه، بل حرص في السنوات الأخيرة أن ينبض تراثه بالحياة مرة ثانية، تراث الصداقة الأرمنية الكردية، وتراث الحرب الوطنية العظمى في الأدب الكردي، وأسس بمساعدة ابنته نورا سرداريان موقعاً إلكترونياً باللغتين الكردية الروسية، يضم كل أعماله المنشورة ومراسلاته وصوره وذكرياته، ويمكن القول: إن تراثه هو موسوعة المواطنين الأكراد السوفييت، وأرشيف مكثف لأهم محطات تلك المرحلة من التاريخ.
الرسالة الأخيرة
قبيل رحيله بأيام قليلة، كتب جملة من الرسائل عن الاتحاد السوفييتي، وهو على فراش الموت، يقول في رسالته الأخيرة: «كنت شيوعياً حتى عام 1991، ولكنني اليوم أقول: كان الاتحاد السوفييتي حامياً للشعوب الصغيرة، لقد عشنا سعداء نملك كل شيء، وانعكس ذلك في الفن والعلم والأدب».