سيامند وخجي
سيامند وخجي ملحمة بطولية من فولكلور الشرق القديم، وقصة حب انتهت في وادي الموت قرب سفوح جبل سيبان الشاهق «Sîpanê Xelatê» الذي يعانق السماء، قصائد غنائية كاتبها مجهول، انتشرت على ألسنة الناس من سورية إلى القفقاس.
كباقي القصص والملاحم التراثية الشرقية، تعشش الفلسفة في سطور الحكاية، يظهر سيامند متمرداً على التقاليد البالية دفاعاً عن حبه، يأخذ حبيبته إلى سفوح جبل سيبان، وهناك قتل على يد وعل جبلي الذي دفعه بقرونه الحديدية إلى وادي الموت كما تقول الحكاية الكردية.
وتحمل الحكاية تعاليم المشاعية الشرقية التي تحدث عنها المفكر هادي العلوي عندما يخاطب سيامند حبيبته خجي قائلاً: «لا أريد الثراء، يكفيني من الدنيا الصيد في القفار والجبال»، في تشابه كبير مع أفكار الفلسفتين الزرادشتية والصينية القديمة.
تحمل القصة تشابهاً مع قصص شعوب أخرى، فسيامند بن الأدغال يبدو شبيهاً مع شخصيات من التراث الهندي «ماوكلي» والتراث العربي «حي بن يقظان»، كذلك يشبه شخصيات تحدث عنها ابن سينا والسهروردي.
غنى الفنانون الملحمة الغنائية في كل مكان كأغنية من التراث، أنتجت ثلاثة أفلام سينمائية تركية وكردية من وحي القصة آخرها فيلم سيامند وخجي عام 1991، ترجمت إلى اللغة التركية وانتشرت على ألسنة الأتراك كحكاية شعبية.
سنة 1959 تحولت قصة سيامند وخجي إلى رواية باللغة الكردية على يد سيامند سيابندوف «بطل معركة برلين 1945»، كما تحولت إلى مسرحيات عرضت في جورجيا 1979 وأرمينيا 1987 كتب السيناريو توسني رشيد وتمثيل كل من زينا تيلو، أورا نبييف وبينباشي آغي وغيرهم.
ملحمة «سيامند وخجي» هي ملحمة من التراث الشعبي الأرمني أيضاً، وهي إحدى الشواهد الحية على التداخل الفولكلوري الأرمني والكردي منذ مئات السنين، وتوجد شواهد كثيرة غير هذه الحكاية تدل على التاريخ المشترك للشعبين.
نشر الكاتب الأرمني هوفانيس شيراز نص ملحمة «سيامند وخجي» باللغة الكردية في يريفان في الاتحاد السوفييتي عام 1936 وكتب على غلاف الكتاب: «سيامند وخجي، حكاية من الشعبين الأرمني والكردي».
قال سيامند: لا تبكِ يا عزيزتي خجي، لا تبك ِ يا حبيبتي الخالدة. لقد صارا خالدين عند شعوب الشرق حتى اليوم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 828