سعيد حورانية.. إبداع وانتماء
تفتحت عيناه على نضال الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي، وانعكس ذلك واضحاً في العديد من قصصه ومقالاته بصورة معبرة، كما ترك لنا العديد من مجموعاته القصصية الجميلة التي عبرت عن مواقفه السياسية والاجتماعية، ويعتبر أحد رواد القصة القصيرة في سورية ولعب دوراً كبيراً في تشجيع ومساعدة كتاب القصة القصيرة في سورية، كتب القصة القصيرة، وبرز فيها ملتزماً بنهج الواقعية الاشتراكية.
هو الأديب والكاتب الكبير سعيد حورانية «1929-1994» ابن حي الميدان الدمشقي «حي محمد الأشمر»، قال عنه الدكتور عبد الله أبو هيف: سعيد حورانية قاصّ واقعي شديد التميز في التزامه وتحققه لمسؤولية الكاتب الاجتماعية والإنسانية وفي براعته على صوغ المبنى الاستعاري الذي يضيء الأبعاد العميقة للتجربة البشرية في رؤية الاشتراطات الواقعية المتشابكة والمعقدة.
تخرج سعيد حورانية من جامعة دمشق مجازاً في الأدب العربي ثم نال دبلوم التربية، وعمل في التدريس في سورية ولبنان، وأقام فترة طويلة في موسكو من مطلع الستينيات حتى عام 1974، ثم عاد إلى وطنه، واشتغل في وزارة الثقافة ثم مديراً للمركز الثقافي السوفييتي، توفي إثر مرض عضال عام 1994.
من مجموعاته القصصية التي تركها: وفي الناس المسرة - سلاماً يا فرصوفيا -صياح الديكة - شتاء قاس آخر - سنتان وتحترق الغابة - المهجع رقم 6- القطة التي تنزهت على هواها وغير ذلك.
اهتم سعيد حورانية بالبناء القصصي وإيحاءاته من خلال ضبط المنظور السردي، وتبدى ذلك في إهداءاته وإشاراته القليلة وعتباته السردية المتعددة، فقد أهدى مجموعته الثانية «شتاء قاس آخر» لحنا مينة، وخاطبه قائلاً:
«يا من فهمت ماهية الضعف البشري والقوة الإنسانية، إليك يا صديقي، أقدم هذه القصص». وأشار في مقدمته لمجموعته مخاطباً القارئ أن هذه القصص جزء من عمره ومن عمر وطنه سورية، وقد منعت الظروف البائسة التي عاشها الوطن «سنوات عجافاً مظلمة» من ظهورها في وقتها، ونبذ المقدمات، وعدّها نافلة، لأنها «لعبة ساذجة من الكاتب لخداع القارئ» برأيه، «أما وجه الكاتب الحق بدون قناعه السابع فهو في إنتاجه».
وأهدى مجموعته الثالثة «سنتان وتحترق الغابة» إلى «السنديانة الصامدة التي ترمز إلى روح شعبنا، هذا الشعب الذي تألم أكثر من كلّ شعب، إليك يا أبي، أيها الثائر القديم».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 816