المرأة الأم ربيع دائم..
المرأة منذ الأزل لها تاريخ طويل من النضال المتواصل بجانب الرجل، فهي بعد انتهاء عصر المشاعية الأولى تتعرض لإضطهاد مزدوج من جانب الرجل، ومن المجتمع الذي تنتمي إليه.
لا تزال المرأة من ذلك التاريخ تناضل بشراسة لتجد لها مكاناً تحت الشمس، من أجل بناء مجتمع التقدم والعدالة.
لقد حصلت المرأة في مجتمعنا السوري منذ الاستقلال وحتى الآن على الكثير من حقوقها في العمل والعلم والمشاركة الفاعلة في مختلفة المجالات، لكنها ما تزال دون الطموح بسبب العوائق المختلفة التي وضعت أمامها العادات والتقاليد، وتقاعس الحكومات السابقة عن إصدار القوانين الناظمة التي تكفل للمرأة المكانة الاجتماعية والثقافية التي وصلت إليها.
اليوم وبمناسبة عيد الربيع الذي يأتي كل عام مرة وتحتفل به شعوب العالم تحت مسميات مختلفة منها؛ شم النسيم في مصر، وعيد الربيع عند الفرس، وعيد النيروز لدى الأكراد في سورية والجوار.. يعني يوماً جديداً، ويحمل معه أيعاد المرأة والأم التي هي ربيع دائم ينبت الأزاهير في حياتنا.
رغم نقد المجتمع مازلنا حتى الآن نشاهد المرأة تعامل على أنها مواطن من الدرجة الثانية، فلا المجتمع ينظر لها بعين المساواة، ولا قانون الأحوال الشخصية ينصفها.
فبالرغم من الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها المرآة عبر نضالها المرير لإثبات وجودها لا تنفك تطالب باستصدار قوانين هامة جداً منها:
إعطاؤها الحق بمنح الجنسية السورية لإبنائها من غير سوري أسوة.
مساواتها بالرجل بالشهادة أمام المحاكم خاصة بعد أن اصبحت مساوية للرجل علمياً وثقافياً ومتقدمة عليه أحياناً وقد تكون قاضية أو محامية.
مساواتها بالإرث مع الرجل حيث لا تزال تحرم هذا الحق في كثير من الأمور.
منع تزويج القاصرات ورفع إلزامية التعليم حتى نهاية المرحلة الثانوية.
مساواتها في فرص العمل مع الرجل بمختلف مؤسسات القطاع العام والخاص.
إعطاؤها الحق لتكون ولية على نفسها وأبنائها القصر من الذكور والإناث، سواء كانت متزوجة أو أرملة أو مطلقة.
إعطاء المرأة الراشدة حق السفر دون موافقة ولي أمرها، فلا يعقل أن تكون المرأة وزيرة أو سفيرهة ولا تستطيع السفر دون موافقة وليها وقد يكون أحد أبنائها.
إن الدستور الجديد كفل للمرأة حقها في المساواة الكاملة مع الرجل، ولكنه يبقى حبراً على ورق إن لم يجد قوانين ناظمة تفعله فالقانون روح الدستور التي يحيا بها.
إن حرية المرأة لا تتحقق إلا بالنضال ضد الأطر والتقاليد والعادات المتخلفة والأفكار الظلامية التي تحد من طموحها وقدرتها، وستبقى الديمقراطية الشعبية منقوصة ما دامت المرأة بعيدة عن الحياة العامة للمجتمع، ولن يكون هناك ديمقراطية حقيقية في ظل غياب حقوق الإنسان.
المرأة نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر. ولا تستطيع المرأة المستعبدة أن تربي جيلاً من الأحرار.
لقد قيل في المرأة. لا يستطيع الرجل أن يكون رجلاً تام الرجولة حتى يجد إلى جانبه زوجة تبعث في نفسه روح الشهامة والهمة، وتغرس في قلبه كبرياء المسؤولية وعظمتها.
وقال جبران في الأم. إن أعظم ما تحدثه الشفاه البشرية هي لفظة الأم وأجمل مناداة هي أمي. كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل والحب والرقة والحلاوة والعذوبة هي كل شيء في هذه الحياة.
لفظة الأم تختبئ في قلوبنا مثلما تختبىء النواة في قلب الأرض وتنبث من بين شفاهنا في ساعات الحزن والفرح كما يتصاعد العطر من قلب الوردة في الفضاء الصافي.
تحية معايدة لكل نساء الأرض.
تحية معطرة بأجمل أزهار الربيع لأجمل الأمهات اللواتي أعطين الكثير ليبقى الوطن شامخاً عزيزاً.
عيد ربيع سعيد نرجو أن يعود على بلادنا وقد تحققت الحرية والعدالة الاجتماعية.
أجمل تحية للأمهات اللواتي تحملن فقدان فلذات أكبادهن بسبب الممارسات المتشددة من هنا وهناك.