ضدّ نعوم تشومسكي (2 من 2) «تقدميون».. عند الطلب!!
*جيمس بيتراس أستاذٌ سابق لعلم الاجتماع في جامعة بينغهامبتون في نيويورك، وهو يكرّس جهوده اليوم لمساندة حركة العاطلين عن العمل في الأرجنتين. وقد وضع العديد من الكتب حول أمريكا اللاتينية والإمبريالية. في هذا المقال، يردّ بيتراس على بيانٍ معادٍ لكوبا نشره قبل بضعة أشهر مثقفون «يساريون» مشهورون في الولايات المتحدة.
الحرية في كلّ مكان وللجميع؟
إنّ بعض المدافعين الأمريكيين عن العملاء - المنشقين يدّعون بأنّ أولئك الموظفين قد تعرّضوا «لأحكامٍ قاسية بصورةٍ مخزية». مرةً أخرى، يمتزج قصر النظر الإمبريالي بأخلاقياتٍ خادعة. كوبا على وشك التعرض للعدوان. لقد وضعت إدارة بوش كوبا على رأس قائمة الأهداف العسكرية التي ربما تخضع لتدميرٍ شاملٍ ولحرب. وفي حال أنّ مثقفينا الأخلاقيين لم يلاحظوا بعد، فإننا نقول لهم إنّ بوش ورامسفيلد والصهيونيين المتعطشين للحرب في الإدارة معتادون على تنفيذ ما يقولونه.
إنّ النقص التام في الجدّية لدى تشومسكي وزين وسونتاغ ووالرشتاين يجعلنا نظنّ بأنّهم لا يلحظون مدى جدّية التهديد بشنّ حربٍ تدميرية شاملة كما أعلنت الولايات المتحدة. وهذا الأمر يجعلنا نفقد الأمل بصورةٍ خاصة حين نعلم بأنّ العديد من أولئك الانتقاديين يعيشون في الولايات المتحدة، ويقرأون الصحف الأمريكية ويعلمون بأنّ الحروب المعلنة يمكن أن تتحول بسرعة إلى حقيقة. لكنّ منظّرينا الأخلاقيين لا يشعرون بأنّهم معنيّون بتهديدات الولايات المتحدة ضدّ كوبا. فهم يتطلّعون بتوق كي يبرهنوا لوزارة الخارجية بأنّهم لا يكتفون بعدم معارضتهم للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بل إّنهم يدينون كذلك كلّ بلدٍ أو نظام أو قائدٍ مستقل يعارض الولايات المتحدة. وبعباراتٍ أخرى: عزيزي السيد أشكروفت (وزير العدل الأمريكي)، حين تهاجم «المدافعين» عن «الرعب» الكوبي، تذكّر بأنّنا مختلفون، وبأننا ندين كذلك كوبا وبأنّنا نطالب كذلك بتغيير النظام هناك.
أولئك الذين ينتقدون كوبا يجهلون واقع أنّ الولايات المتحدة قد أقامت استراتيجيةً عسكرية وسياسية للسيطرة على كوبا.
إنّ واشنطن تؤمّن اللجوء لقراصنة الجو، وتشجّع كذلك الجهود الهادفة لزعزعة اقتصادٍ مبنيٍّ على السياحة، وفي الوقت نفسه تعمل بصورةٍ وثيقة مع المنظمة الإرهابية للمؤسسة الوطنية الكوبية الأمريكية، التي تحاول اغتيال القادة الكوبيين. لقد جرى تشييد قواعد عسكرية جديدة في جمهورية الدومينيكان، وكولومبيا، والسلفادور، وتمّ توسيع معسكر الاعتقال في غوانتانامو، وكلّ ذلك لتسهيل الغزو. كما أنّ الحصار الاقتصادي الأمريكي على وشك أن يشدّد بمساندة الأنظمة اليمينية لبرلوسكوني وآثنار في إيطاليا وإسبانيا على التوالي.
إنّ النشاط العدائي والسياسي المفتوح لجيمس كيسون، من قسم المصالح، بالتنسيق مع مناصريه الكوبيين الموظفين «المنشقين» هو جزءٌ من استراتيجيةٍ مطبّقة داخل البلاد تهدف إلى إضعاف مساندة الشعب الكوبي للنظام وللثورة.
يتجاهل مثقفونا المرموقون الانتقاديون العلاقات بين التكتيكين واختلافهما الستراتيجي، فهم يفضلون الراحة التي توفرها إمكانية التفوه ببعض العبارات السطحية حول الحرية في كل مكان وللجميع، حتى حين يمسك مهووسٌ في واشنطن بالسكين ويضعها على رقبة الكوبيين. لا، شكراً يا تشومسكي وسونتاغ ووالرشتاين. كوبا محقة في توجيه ركلة إلى مؤخرة المعتدين عليها، وفي إرسالهم كي يقطعوا قصب السكر ليكسبوا عيشهم بشرف.
إنّ الحكم بالإعدام على ثلاثة إرهابيين اختطفوا مركباً هو حكمٌ قاسٍ، لكنّه ليس أسوأ من التهديد الذي مارسه المختطفون على حياة أربعين راكباً كوبياً. ينسى مبشرونا الأخلاقيون ثانيةً أعمال الاختطاف العديدة وخطط الاختطاف الأخرى التي تمّ إفشالها في الوقت المناسب.
هل الجهل هو وحده وراء تلك الإدانات لكوبا، أم أنّ هناك أمراً آخر (ابتزازٌ أخلاقي مثلاً؟) يهدف إلى إرغام الزملاء من المثقفين الكوبيين على اتخاذ موقفٍ ضدّ نظامهم وشعبهم، تحت طائلة احتمال أن يفقدوا مساندة مثقفينا المرموقين، ويجدوا أنفسهم أكثر عزلةً وعرضةً للانتقاد بوصفهم «مؤيدين لكاسترو».
لقد هدّد ساراماغو صراحةً بالتخلي علن أصدقائه الكوبيين وتبني قضية الموظفين لدى الأمريكيين. كما هدّد ضمناً بعدم زيارة كوبا بعد الآن، وبمقاطعة المؤتمرات. أليس من الجبن الأخلاقي التبني الكامل لمواقف الإمبراطورية ومهاجمة كوبا حين يهددها التدمير الشامل، وذلك من أجل حرّية بعض العملاء الذين كان أيّ بلدٍ في العالم سيعتقلهم؟
أمّا قمّة عدم النزاهة، فتتمثل في التجاهل التام لكافة نجاحات الثورة في مجالات العمل والتعليم والصحة والمساواة والمعارضة البطولية ودون تنازلات للحروب الإمبريالية (كوبا هي البلد الوحيد في العالم الذي يطلق عليها تلك التسمية)، وكذلك القدرة على الصمود لحوالى خمسين عاماً من التدخلات. كلّ هذا لا يساوي شيئاً بالنسبة للمثقفين الأمريكيين. هذا عار. هم يقومون بالتنازلات مقابل بعض الاحترام. وذلك بعد أن «تجرّأوا» على معارضة حربٍ أمريكية.
دعونا نتذكّر بأنّ أولئك التقدميين المثقفين أنفسهم قد ساندوا في أوروبا الشرقية وروسيا «المنشقين» الذين كان يمولهم سوروس ووزارة الخارجية الأمريكية. لقد أعاد هؤلاء «المنشقون» بلادهم إلى قبضة المافيا الروسية. انخفض معدل الأعمار بمقدار خمس سنوات (ومات أكثر من عشرة ملايين روسي قبل الأوان بسبب تفكيك النظام الصحي)، في حين كان «منشقو» أوروبا الشرقية يغلقون أحواض السفن في غدانسك، وينضمّون لحلف شمالي الأطلسي، ويقدّمون المرتزقة للولايات المتحدة من أجل احتلال العراق. لم نسمع يوماً أولئك المساندين «للمنشقين» الكوبيين يتفوهون بأيّ انتقاد للنتائج الكارثية لانتقاداتهم المعادية للشيوعية وبياناتهم لصالح «منشقين» أصبحوا جنوداً للإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى.
إنّ منظّرينا الأخلاقيين الأمريكيين لم يفكروا إطلاقاً بإخفاقاتهم المعنوية، السابقة أو الحالية، فهم، كما تعلمون، مناصرون «للحرية في كل مكان»، حتى حين يستولي الأشخاص «السيئون» على السلطة وتسيطر الإمبراطورية «الأخرى»، ويموت الملايين بسبب أمراضٍ قابلة للعلاج، ويتّسع حقل الرقيق الأبيض. الإجابة هي نفسها دائماً: «لم يكن ذلك ما أردناه. كنا نناصر قيام مجتمعٍ مستقلٍ، حرٍّ وعادل. لكننا حين نادينا بتغيير النظام وساندنا المنشقين، لم نكن نظنّ بأنّ الإمبراطورية سوف «تبتلع كلّ شيء»، وبأنّها سوف تصبح القوة العظمى الوحيدة وتشرع في استعمار العالم».
ينبغي على المثقفين الأخلاقيين الاعتراف بمسؤولياتهم وعدم الاختباء خلف تفاهاتٍ أخلاقية مجردة، والاعتراف بتواطئهم في الماضي في بناء الإمبراطورية، وبمسؤولياتهم الحالية في التصريحات المشينة ضدّ كوبا. إنّهم يعلمون بالتأكيد نتائج أقوالهم وأفعالهم. لا يمكنهم أن يدّعوا البراءة بعد كلّ ما رأيناه وقرأناه وسمعناه عن خطط الحرب الأمريكية على كوبا.
الكاتبة والمروجة الرئيسية للإعلان المعادي لكوبا في الولايات المتحدة (والتي وقّع عليها تشومسكي وزين ووالرشتاين) هي جوان لاندي، التي تعلن بأنّها «اشتراكية - ديموقراطية»، وتدعو منذ أربعين عاماً للإطاحة بالحكومة الكوبية عن طريق العنف. وهي حالياً عضو في لجنة العلاقات الخارجية CFR، إحدى أهمّ الهيئات التي تسدي النصح منذ أكثر من نصف قرن لحكومة الولايات المتحدة حول السياسة الإمبريالية.
ساندت لاندي غزو الولايات المتحدة لأفغانستان ويوغوسلافيا. كما ساندت مجموعة UCK الإرهابية الألبانية (فقد دعت علناً لتقديم دعمٍ عسكريٍ مكشوف)، تلك المجموعة المسؤولة عن مقتل ألفين من الصرب، وعن التطهير العرقي لمئات الآلاف من الصرب وغيرهم في كوسوفو. لا غرابة إذاً في ألاّ يتضمّن التصريح الذي حرّرته تلك اليمينية المتطرفة المقنّعة كلمةً واحدة عن النجاحات الاجتماعية في كوبا، أو أيّة معارضةٍ للإمبريالية. ينبغي كذلك الإشارة إلى أنّ لاندي عارضت بقوة الصينيين والفيتناميين والثورات الاجتماعية الأخرى في الوقت الذي كانت فيه تتسلّق درجات لجنة العلاقات الخارجية. وعلى الرغم من كلّ حسّهم الانتقادي الذي طالما جرى مديحه، فإنّ المثقفين «التقدميين» تجاهلوا السياسة المريبة لكاتبة البيان الانتقادي المعادي لكوبا.
هناك ثوريون يخاطرون بحياتهم كل يوم
يتحدّث العديد من منتقدي كوبا عن «المبادئ»، كما لو أنّه لا يوجد سوى مجموعة وحيدة من المبادئ القابلة للتطبيق في جيمع الأحوال، أيّاً كان الأشخاص المعنيون، ومهما كانت النتائج. إنّ المطالبة بتطبيق «مبادئ» مثل «الحرية» للأشخاص المتورطين في محاولة الإطاحة بالحكومة الكوبية بالتواطؤ مع وزارة الخارجية الأمريكية، هذه المطالبة جديرةٌ بتحويل كوبا إلى شيلي جديدة (حيث أطاح بينوشيه بألليندي) وبالتسبب في تدمير مكتسبات الثورة.
هناك مبادئ أهمّ من حرية بعض الكوبيين الموظفين لدى الولايات المتحدة، كالأمن القومي والسيادة الشعبية. هناك، وخاصة في صفوف اليسار التقدمي في الولايات المتحدة، انجذابٌ معيّن لضحايا العالم الثالث، أولئك الذين يفشلون، ونفورٌ من الثوريين الذين ينجحون. يبدو أنّ المثقفين التقدميين الأمريكيين يجدون على الدوام ذريعةً لتجنب الالتزام بصفوف ثورةٍ ما. هذه الذريعة هي بالنسبة للبعض لازمة «الستالينية» القديمة: فإذا لعبت الدولة الدور الرئيسي في الاقتصاد، أو إذا كان هناك تحرّكٌ جماهيريّ واسع، وصفوا النظام بأنّه «دكتاتورية استفتائية». وإذا ناضلت أجهزة الأمن ضدّ الإرهاب، تحدثوا عن «دولةٍ بوليسية قمعية».
يعيش هؤلاء المثقفون في أحد أقلّ البلدان تسييساً في العالم، فيه أجهزةٌ نقابية هي من بين أكثر الأجهزة النقابية انحطاطاً وفساداً في العالم الغربي. وليس لديهم عملياً أيّ نفوذٍ سياسيٍّ عدا بعض المدن الجامعية. لكنّ هؤلاء المثقفين الأمريكيين الذين يصفون أنفسهم بأنّهم عمليّون يفتقرون للمعرفة وللخبرة العملية بالتهديدات والعنف اليومي الذي يخيّم على الحكومات الثورية والمناضلين في أمريكا اللاتينية. إنّ تصوراتهم السياسية، التي يقيسون بها كلّ نشاطٍ سياسيٍّ فيدينونه أو يناصرونه، لا توجد إلاّ في أذهانهم، وفي إطارٍ جامعيٍّ لطيفٍ تقدّمي يتمتعون فيه بكافة الامتيازات التي تقدّمها الحرّية الرأسمالية، دون التعرّض لأيٍّ من الأخطار التي يواجهها ثوريو العالم الثالث.
قليلاً من التواضع...
قليلاً من التواضع، أيها المثقفون المرموقون، الانتقاديون، المبشّرون بالحرية. اسألوا أنفسكم بصدقٍ إن كنتم تحبون أن تجعلكم منظمة إرهابية مقرها ميامي رهائن. اسألوا أنفسكم إن كنتم تحبون أن تكونوا جالسين في فندقٍ سياحيٍّ كبير في اللحظة التي تنفجر فيها قنبلة - هدية من الإرهابيين الذين يحتسون الجعة في تلك اللحظة نفسها مع جِب، شقيق الرئيس. حاولوا أن تتخيلوا الحياة في بلدٍ وضع على رأس قائمة أهداف النظام الإمبريالي الأكثر عنفاً منذ ألمانيا النازية. ربما تقبل حساسيتكم المفرطة في تلك الحال بجعل انتقاداتكم للسياسة الأمنية الكوبية أكثر اعتدالاً، وبإضفاء النسبية على مواعظكم.
برسم المثقفين الانتقاديين
أودّ أن أختتم بتوضيح «الحتميات الأخلاقية» الخاصة بي، وذلك برسم المثقفين الانتقاديين.
1- الواجب الأول للمثقفين الغربيين هو معارضة حكامهم الإمبرياليين واستيلائهم على العالم.
2- الواجب الثاني هو توضيح الرهانات الأخلاقية في النزاع بين العسكريين الإمبرياليين والمقاومة الشعبية/الوطنية، ورفض الموقف الانتهازي الذي يتمثّل في وضع إرهاب الجماعة لدى البعض ومقتضيات الأمن المبررة لدى الآخرين على قدم المساواة، حتى لو كانت تلك المقتضيات قاسية في بعض الأحيان.
3- قبل إصدار الأحكام، عليهم تعريف حدود النزاهة السياسية والفردية، مع أخذ الحقائق والرهانات بعين الاعتبار.
4- مقاومة إغراء أن يصبح المرء «بطلاً أخلاقياً للإمبراطورية»، والتمييز المقدّم لأولئك الذين يرفضون مساندة النضالات الشعبية المنتصرة والأنظمة الثورية غير المثالية التي لا تتمتع بكافة الحريات المعطاة لمثقفين عاجزين لا يمثّلون أيّ تهديد، والذين بالتالي لا يسمح لهم بالاجتماع والمناقشة والانتقاد.
5- رفض أن يجعل المرء من نفسه حَكَماً وقاضياً وهيئة محلفين ضدّ التقدميين الذين يتمتعون بالشجاعة للدفاع عن الثوريين. المثال الأكثر شناعةً هو الهجوم الجائر الذي أطلقته سوزان سونتاغ على غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل. فقد اتهمته بالافتقاد إلى النزاهة وبأنّه مدافعٌ عن الإرهاب الكوبي (كذا). لقد تلفّظت سونتاغ بتلك الاتهامات الدموية في بوغوتا بكولومبيا. إنّ كتائب الموت الكولومبية، وبالتواطؤ مع النظام، تغتال عدداً من النقابيين والصحافيين يفوق عددهم في أيّ بلدٍ آخر من العالم، في حين أنّهم بعيدون كلّ البعد عن كونهم «مدافعين» عن نظام كاسترو. إنّها سونتاغ نفسها التي ناصرت بحماس الغزو الإمبريالي ليوغوسلافيا وقصفها، والتي ناصرت النظام الشمولي البوسني، وبقيت صامتة أمام القتل والتطهير العرقي للصرب وغيرهم في كوسوفو. يا لها من نزاهةٍ أخلاقية! إنّ الحسّ الثمين بالتفوق الأخلاقي الذي يصادفه المرء عند المثقفين في نيويورك يسمح لسونتاغ بتسمية ماركيز ضمن كتائب الموت وبالاعتقاد بأنّها قد تفوهت بتصريحٍ أخلاقيٍّ رفيع.
ينبغي ألاّ يخلط المثقفون الغربيون بين تفاهتهم السياسية ومواقفهم غير المسؤولة، وبين مواقف بعض المثقفين الأمريكيين اللاتينيين الملتزمين. هناك مسافةٌ للحوار البنّاء، لكن ليس للتهجم الشخصي على أولئك الذين يخاطرون بحياتهم كلّ يوم.
من السهولة بمكان أن يكون المثقف «صديقاً لكوبا» خلال الأعياد والمؤتمرات. لكنه أصعب بكثير أن يكون «صديقاً لكوبا» حين تهدد الإمبريالية الشمولية الجزيرة البطلة، وتجثم بكلّ ثقلها على المدافعين عنها.
في حقبةٍ تتميّز بالحروب الدائمة والإبادة العرقية والاعتداءات العسكرية، تحتاج كوبا لتضامن المثقفين الانتقاديين الذي تتلقاه من كافة أرجاء أوروبا، ومن أمريكا اللاتينية خصوصاً. ألم يأت الأوان كي نقوم نحن، في الولايات المتحدة، بمثقفينا المرموقين واللامعين وكافة حساسياتنا الأخلاقية الباذخة، بالاعتراف بوجود ثورةٍ حيّةٍ وبطولية تناضل للدفاع عن نفسها ضد المعتدي الأمريكي، وأن نضع جانباً تصريحاتنا التي لا أهمية لها إلاّ لنا، وأن نناصر الثورة، وأن ننضمّ إلى المليون كوبي الذين احتفلوا بالأول من أيار مع زعيمهم فيدل كاسترو؟