إحراق الأوراق الثقافية: حوارات ديمقراطية
■■ بكلمة واحدة يستطيع مثقف شاب ، وهو يدخن وينظر إلى الأفق أن يلغي بالكامل تجربة حنا مينه ونجيب محفوظ، وقد يصل البل إلى ذقن صاحب مائة عام من العزلة أو إلى صاحب خفة الكائن التي لا تحتمل... وبجملتين فقط لا غير يستطيع هذا المثقف أن يقول إنه وبرأيه يرى أن حنا مينه ليس كاتباً، وأن نجيب محفوظ سلعة قومية.. و..و.. لكنك لا تستطيع أن تجيبه لأن هذا رأيه.. وعلينا أن نحترم رأيه ....دون أن يسوق أية مسوغات لهذا الرأي معللاً ذلك بأنه لا يحبه.
■■ لكن الحكاية الأولى تستمر مع المثقف الثاني والذي يجلس أمامه تماماً وهو يدخن أيضاً وينظر إلى الأفق، فيجيب المثقف الأول بكل هدوء أنه حمار.. ليحتد الأول .. وهو يدخن ويجيبه لماذا .. فيجيب المثقف الثاني أن الكتاب الذين ذكرهم هم كتاب كبار.. ولا يجب عليه أن يتحدث عنهم بهذه الطريقة.. ويستمر الحوار الديمقراطي بهذه الطريقة لأجل غير مسمى .. أراء عشوائية تطلق وأحكام تخرج من خلف طاولة في مقهى ما .. مع علبتي سجائر وبضعة فناجين قهوة.. فيتحول أهم المخرجين والكتاب والمؤلفين إلى مجرد قمامة أمام عبقرية شابين مثقفين جالسين يحتسيان القهوة.
■■ عرض في أحد المسارح .. يكتب عنه مقال في إحدى الصحف مسجلاً رأياً في هذه المسرحية فلا يجد صناع هذه المسرحية سبيلاً إلاّ أن يهاجموا المقال وكاتب المقال ويحولوا كاتب المقال إلى مجرد مستكتب في إحدى الصحف، ويتحول رأيه إلى زبالة. ويتحول الكاتب نفسه إلى زبالة وعميل و.. و.. و.. إلى.. آخ..
■■ شخص يعطي دروساً بالديقراطية وفهم الآخر يتلف لدى وصوله أية مطبوعة لا تتناسب مع ذوقه الإبداعي..
إن هذه الطريقة في التفكير السائدة لدى الكثيرين من الأشخاص والقائمة على إلغاء الآخر هي من أهم الأسس في أي حوار ثقافي يقام، وهي شديدة الانتشار وخاصة بين أوساط جيلي.. الذي لا يتوقف عند قتل الأب.؟. بل يمتد إلى قتل الأبناء والأجداد والأحفاد.
هؤلاء الأشخاص هم من أكثر الأشخاص تحدثاً بالديمقراطية ويستطيعون إيجاد الكثير من المفاهيم والمعطيات الديمقراطية ولديهم القدرة على إقناعك بد..ي..م.قراطيتهم..
■ عمرو سواح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
استمرار حملة الاشتراكات في
«قاسيون» 2003
تعلن «قاسيون» عن استمرار حملة الإشتراكات لعام 2003
قيمة الاشتراك السنوي (200) ل . س.
يتم الاشتراك عبر موزعي «قاسيون».
«قاسيون» معكم في الدفاع عن الوطن، وعن لقمة الشعب، والحفاظ على وجه الحزب المستقل!.
أُغلق تحرير هذا العدد مساء يوم الاثنين في
20/ 1/ 2003
