عرب الدراما
ليست المسألة مسألة تميز في الصناعة. فـ«بلاد العرب أوطاني» لا تريد أن تتميز في شيء. لأن القضية قضية مبدأ. كل ذلك بسبب حدود سايكس بيكو والمؤامرة العالمية ضدنا لسرقة تراثنا ونفطنا وأسرار صناعة قمر الدين في بلداننا.
وبفعل الهمجية الصهيونية التي تجعلنا نستورد الكيبوردات (ج كيبورد وهو لوحة المفاتيح) من الصين والماوسات (جمع ماوس وهو الفأرة) من تايوان والشاشات (ج شاشة) من كوريا. ثم نستخدم كومبيوتراتنا المجمعة من كل دول العالم كمسجّلات. هل نحن مجانين لنناطح (نضرب بقروننا) الصين عملاق السياسة والعسكر والاقتصاد، والكسل الذي يعترينا، لا يجعلنا من أولئك الذين يتمثلون نمور آسيا الصاعدين بمجتمعاتهم إلى جنات التقدم. ولكننا ككل العربان ذوي الرؤوس الحامية، و«ذوي العنتريات التي لم تقتل ذبابة» حسب زعم الراحل نزار قباني، نطمح أن يكون لنا «دكانة كي نغلقها باكراً» وليس هناك «ما لم يقله أهل أول» لأن أهل أول لم يكن لديهم ما يعملونه إلا التقوّل.. هكذا نطمح - ليس هناك جمرك على الطموح - لأن يكون لنا صناعتنا الخاصة فوداعاً لمرحلة التميز والخلق في صناعة العلكة والمناديل الورقية والمرتديلا وخصوصاً صناعة التمر في مضارب (الدول) التي تتألف من آبار نفط نصبت عليها هوائيات مستقبلة (أنطينات). يا للفرحة!! صار لدى العربان صناعة ويسمونها «دراما تلفزيونية» بعد أن فشلوا في السينما والآداب والصناعة والزراعة والاتصالات. الدراما التلفزيونية العربية قادمة ولتمسك مايكروسفت برقابها.