ملوحيات مجتمع أميين

عندما بدأت بالنشر كنت أطبع في الأربعينات والخمسينات 3000 ثلاثة آلاف نسخة من كل كتاب، وكانت النسخ تنفد كلها خلال شهر أو شهرين، واستمر إنتاجي على هذا الشكل... وفجأة صحوت، كتبي منذ الستينات أصبحت كاسدة، وفي السنة الرابعة من القرن الحادي والعشرين قلصت عدد النسخ التي أنشرها إلى 600 نسخة ثم إلى 300 نسخة، ومع ذلك فهي لا تكاد تنفد...

وأخيراً نشرت ديوان الشاعر الفيتنامي (توهو) بـ 300 نسخة وقررت توزيعه مجاناً إكراماً للثورة الفيتنامية المظفرة، ولقائدها البطل (هوتشي منه). وقد طارت النسخ طيراناً لأنها هدايا مجانية.

ما هو الدرس الذي ألقته علي النسخ الكثيرة التي تكومت عندي من كتبي منذ الستينات حتى اليوم؟

نحن نعيش في مجتمع أمي 50% منه أمي أمية أبجدية، و50% منه أمي أمية ثقافية.

فمتى نصبح مجتمع علم وثقافة.

أليست اليونسكو على حق حين قالت: إن حصة العربي من قراءة الكتب ربع كتاب في السنة؟

 ■ عبد المعين الملوحي

 

شيوعي مزمن