الفصل السابع
●.. طبول وزمور.. والهيصة تعلو منذ أكثر من سنتين.. وتهييج ينتقل من ذروة إلى ذروة.. «وقلب» من فوق الطاولة وتحت الطاولة ووقوف في الهواء على طريقة «البو رخيّص» هل تعرفون هذا الطائر المذهل؟
... تهجمات لا أخلاقية.. خطابات سياسية «من الزنار ونازل» حوّلت الخطاب السياسي إلى «مزبلة»... والمآل: التحقيق الدولي.. ثم المحكمة الدولية لمحاسبة قتلة «رفيق الحريري».. وأخيراً بق «السنيورة» البحصة وأرسل خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة المنشغل منذ يومه الأول بهذا الهدف... ناسياً الفقر والبطالة وحرارة الأرض وحقوق الإنسان والديمقراطية وفلسطين والعراق حتى صحّت تسمية أحدهم له: أمين عام المحكمة الدولية.
● ... إذن.. هجم الفصل السابع وكانت البداية اشتباك يدي سعد الحريري مع يدي ساركوزي الخلف وشيراك السلف.. مهدداً بالويل والتلف.. ومنذ البداية كنا نقول: لا يتوهمنّ أحد فالآتي أعظم.. ولهذا كنا نؤكد «وأعدوا لهم ما استطعتم».
●... أحياناً يكون للخصوم أفضال لا تنسى... فهم لا يفتأون يذكرونك بغاياتهم وأهدافهم وبأكثر الأشكال فجاجة... «فالسنيورة» لم يخطر على باله للحظة.. هو وفريقه أن يرفعوا ولو إصبعاً صغيراً في وجه المذبحة الدموية في تموز 2006 بوجه التدمير الصهيوأمريكي للبنان من جنوبه إلى شماله... لا بل أكمل المهمة... ونهب أموال التبرعات للشهداء والجرحى والبيوت المهدّمة.. الفصل السابع قادم.. وعلى طريقة «غوار الطوشة» نقول: وشو يعني؟؟
... إذا أتى الفصل فهل نشمّر عن ركبنا «ويا فكيك» أم «نموت من الخوف والحزن والدموع».. أم تصطك الركب وتنهار العزائم... ونتعلم حكمة «الغزلان في الحرب»... لا...!
● ... فالفصل السابع قائم ومعمول به وبدون توقف ـ منذ زمن طويل... وما تزال «نار» هذا الفصل مشتعلة... معلنة عن نفسها: بأفظع الجرائم والدمار والقتل والاغتيال والتهجير والاحتلالات التي كانت آخرها اغتصاب العراق.. كل ما في الأمر.. أنه تم تحوير بسيط في قواعد اللعبة.. وصار الوطن ذاته مطلوب للمقصلة الأمريكية الصهيونية «والعربان» الذين كانوا يلعبون «تحت الطاولة» صاروا يلعبون فوقها علناً.. وصار لهذا الفصل منظرون «ومناضلون» ومبررون.. فما هو الرد إذن.. على هذا الفصل «الناقص».
... إنه ـ حسب اعتقادي ـ كلمة واحدة:
المقاومة؟! .. قال: ثم ماذا.. قال: المقاومة.. والمقاومة أيضاً.
ولعل الخطاب الموارب في هذا الموضوع يساهم في زيادة مفعول هذا الفصل.. ولو كنت في موقع القرار لقلت وبدون مواربة: لا بأس بالفصل السابع شريطة أن يشمل كل الجرائم منذ عام 1949 وإلى الآن.. وعلى الأخص.. فظائع عدوان تموز 2006... وبشكل لا يقبل أية مساومة: محاسبة المجرمين الذين قتلوا وحرضوا وتسببوا بمقتل وجرح مئات العمال السوريين.. وغير ذلك... عليكم وعلى هذا الفصل وافعلوا ما تشاؤون؟!.
في قلبي غصة
● على الشاب الشجاع المناضل.. الكاتب الساخر المليء بالوعود والحيوية والطاقة والروعة والحماس... على الجسد الممتلئ بالقوة الرجولة والتجربة الإنسانية الميدانية الحية.. وعلى العقل النير المنفتح... وعلى القلب النبيل.. الذي مرّ في حياتي كطيف ألم.. أو كضوء اخترق لحظة عتمة.. بل كأمل مورق.. انقصف هكذا بغتةً.. دون مقدمات... دون حتى أن أعرفه كما أرغب وأتمنى.. رغبة حميمة بمعرفة وصداقة قتلت فجأة على الطريق في حادث مفاجئ.. وجاءك الخبر الصاعق:
مات هشام باكير… فبكيته: ألا إن إخوان الصفاء أقارب.. هشام باكير.. بألم عميق.. وداعاً.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.