ربّما! كاتب كبير جداً
لديه تسع عشرة رواية، بعضها مترجم لعدّة لغات حيّة (هكذا يقول)، كالهنغارية والكورية والصينية، ومع ذلك لم يسمع به، مجرّد سماع، أيّ أحد غير من يجالسهم، ويحدثهم عن رواياته الكثيرة، مع العلم طبعاً أنه لا يعرف كاتباً سورياً، أو عربياً، أو حتّى عالمياً، فتقريباً هو لا يقرأ، وبالأصح لا وقت لديه للقراءة، فكلّ ما يفعله سحابة يومه هو تأليف الروايات وفقط.
وحين تسأله، من باب الفضول، ليس إلا، من هم أصدقاؤه من كتّاب البلد، يجيب بأنه لا يحبّ المثقفين، ولا يحتفظ بذاكرته الشخصية إلا بعلاقتين مميزتين مع زكريا تامر وعبد السلام العجيلي (تفضيله أن يكون مع الكبار).
بالإضافة إلى هوسه الروائي، يكتب القصة القصيرة، كما أنّه يقترف الشعر، ومن قصائده التي يعتز بها قصيدة يقول فيها: «الوطن العربي ضاع.. ضاع/ والشعب العربي باع.. باع» وعلى هذا المنوال تمتد القصيدة لصفحات، لا ينقصها إلا أنّ تضع لها لازمة الأغنية الشعبية الشهيرة «يا غنماتي.. ماع.. ماع»..
ومقاطع قليلة من سرده الروائي، تكفيك لتلعن أبا الرواية وأمّها وأختها إذا كانت كتابتها هكذا، فكل الفصول هذر طفولي فالق، لا يربطه أيّ رابط إن فكرةً أو موضوعاً أو حكايةً.. والحصيلة تسع عشر رواية.
مع كلّ هذه الرداءة، لا يكفّ هذا الكاتب (الكبير) عن الإدعاء بأنه معرض للسرقة على الدوام، والأنكى أنه لا يتهم أياً كان، بل يختار المشاهير تحديداً، تحت إغراء بريق تلك الأسماء، لتكتب الصحف عن عقد هذا المضطهد المصاب بالبارانويا والذي يريد الجميع النيل منه، إلى درجة أنه وصل، في الفترة الأخيرة، إلى الامتناع عن عرض أيّ شيء، قبل طباعته، على الأصدقاء، حتى لا يصل الخبر إلى المصري محمد صبحي فيسرق منه فكرة مسلسل، أو تروق الفكرة السوري دريد لحام فيحوّلها إلى فيلم..