رولا ذبيان.... توقيع مختلف
النجم مشغول بسمائه أما الممثل فلا يبالي بغير الأرض، بينما ينهمك الأول في تثبيت صورته على الشاشة، بالتوازي مع حرب استنزاف مسعورة لتكديس المال، يتمتع الثاني بما يحلو له من جمال الحياة! لأن الشهرة تأخذ من النجوم حريتهم حين يصبحون أوراق لعب بأيدي المنتجين، حتى يخسروا، بمرور الوقت، ما لم يقع لهم بحسبان: أنفسهم! لأن الشهرة، النجومية، تفعل ما تفعل، استطاعت رولا ذبيان إنقاذ نفسها من هذا الفخ، لتحافظ على الصفة التي حلمت بها طوال حياتها: ممثلة وحسب!
ممثلة، أي نعم، هذا ما أرادته، لأنها تعرف كم من الأسرار تختبئ طي حروف هذه اللفظة السحرية، فالفنان، أياً كان مضمار عمله، هو إنسان أصيل في المقام الأول، وصاحب مسؤولية في شغله كما في عيشه اليومي. وهي تفهم ذلك في معادلة بسيطةٍ... إن الفن نقاءٌ... نبلٌ، ولا يعود كذلك، بل لا يعود فناً حتى، عندما يتحرك حامله بأمر الطاعة العمياء لسطوة الصورة الإعلامية، أو حين يأخذ بإنشاء سلطة تجعله ينافس ذوي النقود، أو رجال الأعمال.
ومع هذه القناعات، وهذه الروح المفعمة بالحب قوبلتْ طاقتها وموهبتها بالتّجاهل، بل إنها حوربت، لأسباب محض شخصية، ما جعل تجربتها تتعرّض لرضات انقطاع متتالية. نُظِر إلى تطلعها باستخفاف، وعوملتْ آمالها كوهم، لذا حين تسألها ذلك السؤال الاعتيادي حول أقرب أدوارها إليها ستجيب بخيبة: «ولا واحد»، فهي، وخلال هذه السنوات كلها، لم تجد الفرصة الحقيقية التي تروي غليل شغفها.
تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1994، شاركت في العديد من الأعمال الدرامية المعروفة: «أبو زيد الهلالي» و«الزير سالم» و«عائد إلى حيفا»... إلخ، غير أن ظهورها الأبرز كان في «عيلة ست نجوم» الذي تتحفظ عليه أيضاً.
رولا مثل العديد من ممثلي الصف الثاني في سورية، هؤلاء الذين يتصدون بجدارة لمهمة الفن، والفن أولاً، ودائماً ما تجد الأيدي الخفية تدير ضدهم حروباً لا معنى لها إلا محاربة ما هو حقيقي.
رغم كلّ ذلك هي تحرص على تنمية أدواتها لتصل إلى الأفضل، وسبيلها إلى ذلك الارتجال، هذه القيمة الأدائية التي أشاح الجميع عنها. وما يهما هو صدقها مهما كانت النتائج المترتبة عليه.