■ محمد المطرود ■ محمد المطرود

نهب الآخر/الهوايات

أنا نهب الآخر، أحاسيسي، حواسي الخمس، عواطفي التي تنكسر مثل خيارة طازجة، وأنا موضع شك الآخر ومرمى سهامه، كلما لاحق طريدة ولم يظفر بها، الدريئة الورقية إذا عزَّت عليه طريدته، وخالفته كتلة اللحم إلى جهة أخرى، وما أكثر الخيانات، وما أكثر الذين يخالفوننا الرأي لأنهم لا يستطيعون إقناعنا، لهذا ألوذ عن وجه عدوي، وأتماثل للحب معه، وأنظر رغم سراب أمامي، لا يوضح الرؤية ولا الرؤيا، أنظر لأن المدى وفضائي بهوائه الثقيل يشترطان علي امرأة أدللها، تخفف عني وتهب ياسمين جسدها المكتنز وداعتي وطيب ملمسي، قدرها أن تكون وديعة، وأمينة على الوصايا، أنظر لأنة عينها تشترط أن أرى الحياة من خلالها، عين دامعة، وعميقة، وسطحية، أصرخ بملئهما أيضا لا أحتاج إلى قاموس يفسرها ولا إلى مجاز أؤولها إليه، وكوني أحبها أود أن أفكر بها، وأتنفس منها من خلال امرأة واحدة، ومن خلال عينيها البحريتين معنىً، ولأني ابن مؤسسة معينة أحلم كما يحلم الآخرون، رهنهم، وشيء مما يفكرون، أضرب، أو يدي هي التي تضرب لأن أحدا يصدر لها الأوامر، هذا الأحد ليس دماغي المسيطر عليه، دماغي الذي سيتحول يوماً ما إلى وعاء أو ثمرة تشبهه.

ولأني لست من أصحاب الهوايات داخل لغة الجمع لا أقرأ ولا أكتب شعراً كما يتوهم من يراني أو من يسمعني، وأجمل قصيدة لي، تم الرد عليها في بريد القراء: ساذجة، وتسيء إلى الشعر كلام قد يكون قاله محرر صفحة ( إبداعات شابة).

ولا أرسم وأكثر ما استطعت رسمه بطة برأس مقطوع لعجزي عن رسم الرأس أو لأني لم أر بطة برأس، أو لأن الرأس الذي أرسمه لبطة سيشبه رأس عجل أو ديك حبش، رسمت وأعترف سمكات عائمات على الماء، وعلق أحد أصدقائي: يبدو أن السمكات تعرضت لهجوم بالديناميت، فمحوت مارسمت لأرسم بيتاً ريفياً وشجرة حوراً وبحراً ونهر يصب في البحر وامرأة تحمل جرة ماء لا يعرف الناظر ما إذا كانت مقبلة أم مدبرة، وطيوراً وشمساً، دون الأخذ بالأجسام بعيدة كانت أم قريبة في حياتي كلها لم أرسم مزهرية لأن طبيعتي المؤسسة على الاختلاف والمغايرة _قبل الاستلاب_ تأبى ذلك، رسم مزهرية بحال من الأحوال يعني أن أتساوى مع الجميع في هذه القدرة المتناولة بيد الآخرين لاسيما أقراني من التلاميذ في وقت خلا انتميت لفريق كرة قدم، ولفظة انتميت أعجبتني أكثر من انتسبت، فانتميت أكثر حضارية وتعبر عن هوية أو على الأقل البحث عنها وفي ذلك نقرأ المنتمي واللامتنمي لكولن ولسن، المهم أن أملأ وقت الفراغ، فراغ روحي، ويدي من أمر لا أستطيعه، هذا جعلني وبالمناسبة، وحتى لا أنسى أنا لا أعرف كرة القدم عن قرب وعلاقتي بها تشبه علاقتي بسكان الإسكيمو والذين وإلى الآن أظنهم مخلوقات أسطورية ابتدعتهم الميثيولوجيا، ما ألزمني أن أضرب الكرة بالطريقة التي يريدها الآخر، والسمت الذي يحدده والوجهة التي تتجه إليه، هذا أراحني من التفكير فلا يهمني إن ضربت الكرة بالعارضة أو بالخصم أو بالزميل أو ذهبت إلى الجمهور فما عادت، يفعل في موضوع الكرة، نفس ما يفعله مع غيري عندما يعلم إصبعه خريطة الهدف، ويملأ عقل أصبعه بآلية الضغط على الزناد، في البداية يصوب إلى أهداف خشبية ثم كهربائية متحركة، ثم بشرية، كتل لحمية ممزوجة بالأشياء والهواجس، والاشتياق إلى أحبة أو غيَّاب، أو الطموح بعمر أطول، ثم التحول إلى كتل ميتة الحواس، كأن هذا الجسد العاطل، ما تحرك يوماً، ولا أشتهى، ولا كان مشتهى، في غمضة عين ينفصل عن محيطه ليكون الأقرب إلى حجر أو ماء راكد يثير الخوف. 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 00:56