وضاح عزام وضاح عزام

خطواتٌ عشر في الطريق إلى نوبل!!!

نوبل.. تلك الجائزة التي سعى ويسعى إليها الكثير الكثير من كتاب العالم، حالمين بتلك الملايين التي ستغدقها عليهم، وبالقيمة المعنوية الأكبر التي سيكرم بها الأدباء تكفيراً عن ضحايا الديناميت.. نوبل محط أنظار العالم، وجل اهتمام معظم المفكرين والمبدعين بشتى مشاربهم.

وتعبيراً عن (حبنا) و(احترامنا) لأدبائنا اللاهثين وراء نوبل، والذي لا يقل عن حب نوبل نفسه لهم.. إليكم أيّها الأدباء، المستجدون والمخضرمون ومن بينهم، الخطوات العشر التي توصلكم إليها، وإن بصعوبة:

1 - السياسة: تلعب السياسة دوراً هاماً في توزيع جائزة نوبل.. إذ يجب عليك أيّها الأديب المتوجه نحوها- صعوداً أو هبوطاً لا فرق- أن تعي النظام العالمي المسيطر وتركب ركبه بجدارة، وتتجه نحو ممالأة مواقفه، فاعلاً حيناً ومفعولاً به دائماً.. بل وأن تكون معظم مؤلفاتك أو تصريحاتك موجهة وذكية ومفتوحة الاحتمالات (فأنت لست أفضل من نوبل نفسه الذي ظن أنه سيساعد العالم باختراعه، لكنه لا يزال يدفع كفارة عن قتلاه اليوميين).

2 - اختراق السقف الديني: إذ يتحتم عليك أن تلعب الدور البارز والمهم في تجنب كل ما يمت للدين بصلة، وإن أنكرت الوجود فهذا أفضل.. مما سيحتم عليك أن تحارب أية مبادرة دينية وبأي صدد، وأن تتطرف في لا دينيتك (كما يفعل المتدينون تماماً)! ويمكنك إنشاء منظمة للإخوان اللادينيين مما سيزيد فرصك بالفوز بالجائزة.

3 - عدم الكتابة باللغة الأم: يمكنك الكتابة بلغتك، ولكن من خارج بلدك، يعني أن تتقمص النفي بكل أشكاله، أو أن تكتب بلغة غير لغتك (فالعربية بصراحة مكروهة غالباً، ولا تفيد)..

4 - عليك أن تعترف بالآخر غير الآخر الديني، وأن تؤمن بحوار الحضارات على قاعدة أنك متخلف والآخر يمد يده لمساعدتك وتنويرك.

5 - وعليك، حسب الخطوات السابقة، أن تتعولم.. فالعولمة درب الجائزة الوحيد الذي في نهايته شعلة الملايين النوبلية .

6 - الاعتراف بـ«إسرائيل»:  فهي الآخر الوحيد لكل الآخرين في هذا العالم.

7 - إدانة التزمت والتطرف والمبدئية: عليك أن تتنازل أيها الطامح عن كل مبدأ كنت تؤمن، وتعمل به، وأن تقلب اتجاهك الفكري مهما كان هذا الاتجاه، نحو النيوليبرالية، بحجة العولمة والعصرنة والحداثة، كما قلنا، والاعتراف بالآخر أي آخر.

8 - الاحترام ضمن الأوساط الاجتماعية والثقافية: عليك خلق هذا الاحترام عدة مرات، حتى لو أصبحت زئبقياً، ومع هذا عليك أن تكون محترماً جداً ضمن الأوساط العامة في بلدك التي تركتها أصلاً (عليك إيجاد طريقة لذلك - فمعظم الكتاب العرب وجدوها- بأي شكل).

9 - التجاهل الخبيث: حاول قدر الإمكان تجاهل الجائزة واعتبارها غير موجودة- وهذا ما لم ينجح به كتابنا إلى الآن-  وإلا ستبقى مرشحاً لها طوال حياتك.

10 - أخيراً المنافقة: احذر منافقة المؤسسة السويدية المانحة لأنها تملك حساسية شديدة تجاه من ينافقها ويستطيعون كشفه بسهولة. انتبه أن تقع في هذا المطب الذي سقط فيه كتّابنا العرب، الأمر الذي سيفقدك الجائزة ويبعدك عنها بمقدار عمرك المديد.

ملاحظة هامة : الجائزة تمنح للأحياء فقط.. (الأحياء؟!).

نرجو أن نكون قد قدمنا لكم الفائدة المرجوة من هذه المادة.. وبالتوفيق لكل مرشحي أنفسهم إلى هذه الجائزة القيمة.. التي لم تر درويش وونوس وعدوان والسياب والماغوط وسعدي يوسف... لأنهم فقيرو الموهبة!!.