«دون كيشوت».. في الذكرى المئوية الرابعة
سهام محمد سهام محمد

«دون كيشوت».. في الذكرى المئوية الرابعة

تمر في هذا العام الذكرى المئوية الرابعة على وفاة ميغيل دي سرفانتس مؤلف رواية «دون كيشوت» وتحتفل إسبانيا،  حيث مسقط رأس الكاتب، في سائر أنحاء العالم بهذه الذكرى. 

 

لم يكن ميغيل دي سرفانتيس ليتصور المكانة التي ستحتلها روايته في الأدب العالمي عندما بدأ بين العامين 1592 و1597 بكتابة مغامرات «الونسو كيخانو» النبيل الإسباني الخمسيني الذي تملكه الحماس بعد قراءة العديد من قصص الفروسية.

إن أسطورة «الجبان-البطل» كما يعرفها الكاتب الإسباني «أرتورو ريفيرتي» تجري وقائعها على هضاب وسط إسبانيا تحديداً في قشتالة وفي المانش حيث عاش «الهيدالج و» أدنى رتبة في النبالة الإسبانية في القرن السابع عشر المغامرتين الأوليتين.

لكن المغامرة الثالثة الواقعة في القسم الثاني من هذه الرواية التي تتضمن 74 فصلاً والتي أنهاها سرفانتيس في صيف العام 1614 أبعدت دون كيشوت عن معقله في المانش إلى سرقسطة وبرشلونة حيث اكتشف البحر برفقة مروض جياده المادي سانشو بانثا. 

أصبحت رواية دون كيشوت بعد أربعة قرون من كتابتها من أكثر الكتب ترجمة في العالم وقد نشرت الرواية للمرة الأولى بالإنجليزية في العام 1612 وبالفرنسية بعد سنتين من ذلك في طبعات فاخرة كما سجلت في العام 2004 أكثر مبيعات في سوق الكتب.

يقول «خوسيه مانويل نافيا» المصور الذي تتبع مسار سرفانتيس في العالم لإقامة معرض عنه: «الأمر الذي يعطي أدبه هذه القوة هو حياته الكثيفة الأحداث»، فقد  عاش الكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس حياة صاخبة تختلف تماماً عن حياة شخصية روايته دون كيشوت التي جعلته شهيراً على المستوى العالمي، فقد كانت حياته التي امتدت 68 عاماً غنية، طبعتها الحوادث والمغامرات، منها مشاركته في معركة ليبانت البحرية، ووقوعه في قبضة قراصنة، ووقوعه في الأسر عند العثمانيين خمس سنوات في الجزائر ثم دخوله السجن في بلده.

يشيد قراء سرفانتس الإسبان بالرواية ومؤلفها، فهي مازالت تعبر عن الكثير من المسائل الاجتماعية والأخلاقية التي يعيشونها،  يؤكد خافيير رودريغز رئيس بلدية الكالا دي هناريس حيث عاش سرفانتيس «إن اطلع تلميذ في السادسة عشرة من عمره على هذه الرواية سيشعر أنها تتحدث عن حياة المنطقة اليوم، البطالة وهجرة الشباب والنزاعات بين من هم من أصل إسباني وبين الآخرين».

يقول سرفانتس على لسان بطله دون كيشوت، «درب الفضيلة ضيقة وطريق الرذيلة عريضة» ويؤكد أيضاً: «من الفقير إلى الغني هناك يدان ومن الغني إلى الفقير هناك إصبعان».

تشمل فعاليات الاحتفالات السنوية بهذه الرواية التي تعتبر من أهم الروايات في الأدب الغربي الحديث، أكثر من ألفي تظاهرة بين معارض لوحات ورسوم ووثائق ونسخ للرواية بحوالي خمسين لغة إضافة إلى مؤتمرات وحلقات نقاش وعروض مسرحية وحفلات موسيقية.

وتقام معظم هذه الفعاليات في إسبانيا، كما يتوقع إجراء عدد منها في سائر أرجاء أوروبا وأميركا اللاتينية وأنحاء أخرى من العالم، كما ستحتفل أيضا بالذكرى الأربعمائة لدون كيشوت كل من: «الكالا دي هيناريس» مسقط رأس سرفانتيس قرب مدريد، ومدن أخرى مثل مكسيكو وباريس وبروكسل ووهران وسان بطرسبرغ