وأخيراً جائزة للرواية العربية من دمشق
بسام جميدة بسام جميدة

وأخيراً جائزة للرواية العربية من دمشق

«أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً» هذا لسان حال المتابعين للثقافة في سورية، فقد تحقق حلم تمناه كثيرون وهو أن يكون لهذه العاصمة جائزة أدبية تليق بعراقتها وثقافتها وحضارتها، تتباهى بها عاصمة الياسمين كما تتباهى بقية العواصم بجوائزها، وها هي جائزة دمشق للرواية العربية تنطلق بدورتها الأولى.. 

وفي هذا السياق أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب  الدكتور نضال الصالح أن الجائزة ستكون استثناء في تاريخ الجوائز الأدبية في سورية على غير مستوى: قيمة الجائزة، وتجاوزها الفضاء السوري إلى الفضاء العربيّ، فجوائزها نفسها لن تكون تقليدية وعلى النحو الذي دأبت عليه الجوائز الأدبية العربية والعالمية أيضاً. وأشار الصالح إلى أن الجائزة مفتوحة لكل الروائيين العرب والسوريين ولكل الذين يكتبون باللغة العربية من الأجانب.

وحول سؤالنا هل يمكن أن تنافس بقية الجوائز الكبيرة والمشهورة أجاب الصالح: «لسنا في حال منافسة مع جوائز أدبية أخرى، وإنما نريد أن يكون لنا دور في استعادة الجوائز الأدبية إلى حقل الإبداع، بمعنى تطهيرها من الاعتبارات غير الإبداعية التي تلوث غير جائزة».

وحول طرح الكاتب السوداني أمير تاج السر بضرورة وجود نوبل عربية للأدب أو أن تكون جائزة دمشق للرواية العربية بهذا القدر أوضح الصالح قائلاً: «مع محبتي وتقديري للصديق الغالي الروائي أمير تاج السر، فلا أوافقه الرأي في ضرورة أن يكون للعرب نوبل أدبية، لأنه ما من ضرورة حضارية لاستدعاء منجز الآخر إلى أدائنا الثقافي العربي ما دمنا نستطيع أن نبدع منجزنا وجائزة دمشق للرواية العربية هي محاولة لتعزيز هذا الإبداع، أي المتصل اتصالاً وثيقاً بما نشاء نحن لا ما ابتكره الآخر».

وكان اتحاد الكتاب العرب قد أطلق الدورة الأولى من جائزة دمشق للرواية العربية  قبل أيام والتي حدد موضوعها لهذا العام «سورية في المدونة السردية العربية». 

وحول الهدف من الفعالية أوضح الصالح أن الجائزة التي ستقام بشكل سنوي تهدف إلى تقدير المبدعين السوريين والعرب في مجال الفن الروائي وتحرير الجوائز الأدبية العربية من الاعتبارات غير الإبداعية وإعادة الهوية إلى الثقافة العربية وتعزيز دور اتحاد الكتاب العرب في الحياة الثقافية العربية وتحقيق شعار الدورة التاسعة للاتحاد.

وبين الصالح أن قيمة الجائزة تبلغ مليوني ليرة سورية توزع بواقع مليون ليرة لنص روائي واحد ومليون توزع على أربعة نصوص كما يمكن للروائي المشاركة في الجائزة بطريقة مباشرة مع إتاحة الفرصة لدور النشر العربية لترشيح نص روائي واحد من إصداراتها ومنح الحق ذاته لمؤسسات ثقافية عربية مشيراً إلى أنه يحق للجنة المنظمة للجائزة ترشيح ما لا يزيد على خمسة نصوص روائية. 

ولفت إلى أن اللجنة المنظمة للجائزة حددت يوم 30 أيلول القادم آخر موعد لتسلم المشاركات كما اشترطت ألا يتقدم المشارك بأكثر من عمل واحد، وأن تكون الرواية صادرة ما بين أعوام 2013 و2016 باللغة العربية وبغيرها ولا تقبل الصادرة إلكترونياً وترفض الروايات التي شاركت في جوائز مماثلة.

بعد عرض هذه التفاصيل كلها لابد من تسجيل بعض الهوامش الصغيرة ومنها أنها كانت لفتة ايجابية من مؤسسة ثقافية سورية يمكن أن توظف باتجاه كسر احتكار بعض المؤسسات الدولية المشبوهة بأدوارها في استقطاب المبدعين والتي طالما كانت توظف جوائزها لخدمة أجندات سياسية معادية . وحتى تؤدي هذه التجربة الغرض المطلوب منها بهذا الجانب تحديداً، يجب أن يكون منطق التحكيم والتقييم إبداعياً بالدرجة الأولى، ويخدم عملية تنمية الثقافة الوطنية بعيداً عن اعتبارات المؤسسات الرسمية وضمن الاعتبارات الوطنية والإنسانية العامة.  

كما يؤمل أن يكون اتحاد الكتاب قد فتح الباب على مصراعيه لتشجيع الهيئات والمؤسسات الأخرى أو حتى الأشخاص القادرين على إطلاق جوائز أدبية  راقية بمضمونها أن يفعلوا ذلك في أقرب وقت وتكون بأسماء قامات أدبية سورية سواء في الرواية أو القصة أو غيرها من المجالات الأدبية كما يحدث في الدول كلها التي تعتز بروادها وأدبائها.