وجدتها:الرأسمالية مقابل المناخ

وجدتها:الرأسمالية مقابل المناخ

تحدثت نعومي كلاين الكاتبة الكندية المعروفة في كتابها «هذا يغير كل شيء: الرأسمالية مقابل المناخ» عن أخطر القضايا البيئية المعاصرة بعلاقتها مع الرأسمالية.

وهو كتاب ينعى على التطبيقات السياسية الحالية في النظم الرأسمالية أنها لا تزال خاضعة لنفوذ القوى الاحتكارية العاتية في المجتمعات الراهنة، وهذه القوى تمارس هذا النفوذ بأساليب شتى، منها مثلاً: استخدام أساليب اللوبي، جماعات الضغط، التي تتوسل بأحدث وأنجع تقنيات الإعلام القادرة بشكل فعال في التأثير على قطاعات الجماهير، وهناك أيضاً إمكانات التبرعات السوبر- سخية التي تقدمها الفعاليات الرأسمالية لحساب الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وما في حكمها، وهو ما يحول الكثير من أنشطة هذه الجهات والمؤسسات لصالح الفعاليات التي لا تتورع عن تلويث بيئة الكوكب في غمار تحقيقها لمصالحها العاتية.

تحرص المؤلفة عبر فصول هذا الكتاب على توضيح أنها ضد الرأسمالية عندما تتحول إلى احتكارات عولمية وكيانات عملاقة، وإلى أفكار ودعوات وطروحات، يبلغ بها التطرف إلى حد تكريس النظرة المقصورة على تجميع الأرباح، ولو على حساب ما يمكن وصفه بأنه الصالح العام الذي يمّس بحكم التعريف -صالح أفراد المجتمع فما بالنا، بأنه يمّس الصالح الكوني لسكان الكوكب بأسره.

وعندما تصل إلى الليبرالية الجديدة، التي تضع مصالحها فوق مصالح البشرية جمعاء، وهو ما يلحق أفدح الأضرار بمصالح أجيال الحاضر وأجيال المستقبل على السواء.

حيث المشكلة تتمثل في استمرار الحالة والأوضاع الراهنة بصرف النظر عن الذين يؤمنون بخطورتها أو لا يؤمنون: المشكلة في رأيها هي الممارسة الاقتصادية بالأسلوب الراهن (الموروث من أيام الرأسمالية التي انفلتت من عقالها منذ أيام تاتشر في إنجلترا وأيام ريغان في أميركا حيث أسقط المسؤولون القواعد، وأزالوا اللوائح التي تنظم الأنشطة وتبلور العلاقات وتحرص على توازن المصالح المتبادلة بين الذين يملكون والذين لا يملكون.

وتشيد بما أقدمت عليه مجموعات بسيطة من أبناء الشعوب الأصلية (الهنود الحمر في أميركا مثلاً) حيث عارضوا بالمرصاد أي مشروع لاستخراج وتصنيع الفحم من مناجم قريبة من ديارهم (في ولاية مونتانا الأميركية)، وبدلاً من ذلك فقد استخدموا منحة مالية حصلوا عليها من أجل تدريب أجيالهم الشابة كي يكتسب أفرادها المهارات العلمية والعملية والتقنية، فيصبحوا من الكوادر القادرة على تركيب وإصلاح وصيانة الألواح الخاصة بتوليد الطاقة الشمسية بقصد استخدامها بديلاً عن الفحم وبغير أن ينتج عنها أي غازات كربونية تؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان أو الحيوان أو النبات.