«طريقنا أنت تدري»
«طريقنا أنت تدري شوك ووعر عسير
موت على جانبيه لكننا سنسير
إلى الأمام.. إلى الأمام سنسير»
هو عبد المجيد حسن مرهون ولد في 1945 في المنامة في أسرة فقيرة محبة للفنون، اشترى المرهون أول آلة موسيقية، الهارمونيكا من أول راتب حصل عليه، وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، وتدرب عليها، وكبر معه عشق الموسيقى، وتعلم العزف على أكثر من آلة مثل الأكورديون والترو مبيت والساكسفون.
وفي أوائل الستينيات من القرن الماضي، انخرط «المرهون» في صفوف المقاومة ضد المستعمر الأجنبي، وأصبح عضواً في قواعد جبهة التحرير الوطني البحرانية. ولعب دوراً مميزاً في النشاط السياسي والنضال الوطني إبان حقبة الانتداب البريطاني في البحرين وفي العام 1966 نفذ مهمة لصالح المقاومة، وبعد سنتين تم اعتقاله وحوكم في 1969 وصدر الحكم عليه بالمؤبد.
حارب اليأس والوحدة داخل المعتقل، وأقنع مدير السجن بالسماح له للحصول على أوراق وكتب عن الموسيقى، فوافق شرط أن يتكفل بأعمال الصيانة الكهربائية، وبدأ بقراءة مكثفة عن الموسيقى دارساً الموسيقى نظرياً، وقدّم خلال هذه الفترة عدداً من المؤلفات، وأهمها عمل «الذكريات» الذي كان باكورة أعمال التأليف عنده، قدم بعدها مقطوعتين «حنين» و«جزيرة الأحلام» عبر من خلالها بصدق وشاعرية مرهفة عن أحلام المساجين وآلامهم وآمالهم.
في العام 1965 قام بتلحين أبيات قصيدة نشرت في «نشرة الجماهير»، حيث ردد أصدقائه وزملائه هذا النشيد، وبعد محاكمته ودخوله السجن أضاف بعض الأبيات واستكمل النص الأول، وقام بإعادة تلحينه، ليصبح لاحقاً أهزوجة، جاء فيها:
«يا جبهة التحرير سيري
نجماً يضيء الدروب
وعلًمي الكادحين كيف انتصار الشعوب
وشعبنا، عمالنا، معلمٌ في الخطوب....»
نال الموسيقي مجيد المرهون حريته في 1990 وعمل مدرساً في المعهد الكلاسيكي، ثم انتقل للعمل في المكتبة العامة بوزارة التربية والتعليم، ظل يمارس هوايته الفنية، وانهمك في إنجاز مشروعه الأكبر «قاموس الموسيقى الحديث» في هذه الفترة، واصل البحث والاطلاع في مجال الموسيقى إلى أن توفي في23 شباط 2010 . وما زالت بعض الأناشيد التي لحنها تردد في كثير من المناسبات والأماكن، ومنها:
« سنمضي سنمضي إلى ما نريد
وطن حر وشعب سعيد»